عنوان الفتوى : علامة خير في خطيبك لا بلاء

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

جزاكم ربي خير الجزاء على ماتقدمونه من راحة لهذه القلوب المتعبة، أنا فتاة في العشرين متدينة كنت خلوقة كما يقولون، لكنني وقعت في بحر الأترنت وتعرفت على شباب كثر، وكان باستطاعتي أن أعلق قلب الشاب في يومين فقط لا إراديا وحاول الكثيرون التقدم لي لكن ظروف الانتقال من دولة إلى أخرى صعب، والآن أنا مخطوبة لإنسان آخر ومشكلتي معه أنني أحس بجفاوة من مشاعره فهو يفتقر لمشاعر الحب وفنون الغزل، فأجلس وأتحسر على أيام كان الشاب يهرول هرولة لكي يطلب يدي من أهلي ويقدم الغالي والرخيص من أجلي ومن فنون الحديث يخلق كلمات من الغزل، أعلم أن هذا لا يجوز وأنا والحمد لله تبت منذ سنتين فهل هذه المشكلة عقاب من ربي على ما فعلت من علاقات محرمة كما تدين تدان رغم التوبة؟ أرجوكم ساعدوني فهذا يؤثر سلبا على حياتي معه رغم أنه إنسان خلوق وملتزم.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرا على إقبالك على التوبة والإنابة إلى الله، ونسأله سبحانه أن يحفظك فيما بقي من حياتك، ونوصيك بالحذر من كل وسيلة يمكن أن تعيدك إلى مستنقع الرذيلة، وكوني على حذر مما ذكرت من التحسر على تلك الأيام التي يخاطبك فيها الشباب بكلمات الغزل، فإن مثل هذا قد يكون سببا في رجوعك إلى الردى بعد الهدى، ثم إن هذا يتنافى مع الندم الذي هو شرط من شروط التوبة، وراجعي هذه الشروط بالفتوى رقم: 5450.

وهذا الشاب الخاطب لك إن كان صاحب دين وخلق فاستمسكي به، فخير ما تختار المرأة صاحب الدين والخلق، فإنه إذا أحبها أكرمها، وإذا أبغضها لم يظلمها، ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. رواه الترمذي.

وهو لا يزال أجنبيا عنك حتى يعقد عليك، فلا يجوز له مغازلتك أو أن يتكلم معك بألفاظ الحب ونحوها، وإننا نعتبر أن هذا علامة خير فيه، فليس هذا ببلاء أصلا حتى تسألي عما إذا كان ذلك عقوبة أم لا، وعلى فرض أن هذا من البلاء، فليس كل بلاء يكون بسبب ذنب، فقد يكون لمجرد الاختبار، قال تعالى: ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون { الأنبياء:35 }.

نسأل الله أن يتم لك زواجك على خير وأن يجعل زوجك وذريتك منه قرة عين لك إنه سميع مجيب.

والله أعلم.