عنوان الفتوى : الخاطب أجنبي عن المخطوبة حتى يعقد عليها
سأحاول الاختصار: تقدم إلي شخص وأهله وقابلوا أمي ـ المسؤولة الأولى والأخيرة عني؟ وأخي المقرب إلي وتم القبول، وللشكليات فسيقومون بمقابلة والدي ـ الذي تركنا منذ زمن ـ وإخوة لي أكبر آخرين وحدثت ظروف طارئة عند أهل المتقدم بمرض جدته، فتأخرت قراءة الفاتحة والخطبة بلبس الدبلة، وامتنعت تماما عن أي اتصالات هاتفية بيننا الآن، لأننا لسنا مخطوبين في عرف المجتمع، رغم موافقة أهلي وأهل المتقدم لي، ويقولون إن الخطبة تبدأ بتقدمه وموافقتك عليه وموافقة أهلك والفاتحة ولبس الدبلة، وما هي إلا شكليات اجتماعية لا أكثر، خاصة أن الأمهات اتفقن على جهاز البيت وتقسيم ما سيشترى، وعلى هذا يقولون لي إنه علي السماح له بالاتصال بي على الهاتف ومحادثته في إطار الشرع والدين، وذلك حتى أتعرف عليه أكثر ولا أضيع وقتا أكثر حتى تتيسر الأمور لديهم وتقرأ الفاتحة وتقام الخطبة ولبس الدبلة، فهل هذا صحيح؟ وماذا علي أن أفعل؟ وهل حقا الخطبة بدأت بموافقتي وموافقة أهلي؟ وهل تجوز شرعا الاتصالات الهاتفية من الآن؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أن الخطبة مجرد وعد بالزواج، فهي لا تبيح شيئا للخاطب من خطيبته إلا النظر إليها بالقدر الذي يدعوه إلى زواجها، ثم يكف عن النظر، وما عدا ذلك فالخاطب حكمه حكم الأجنبي عن المخطوبة حتى يعقد عليها، ولا أثر لقراءة الفاتحة عند الخطبة، وهو أمرلا أصل له في الشرع، كما أنّ ما يعرف بدبلة الخطوبة لا أصل له في الشرع وهي من عادات غير المسلمين، فينبغي للمسلم اجتناب ذلك، وانظري الفتوى رقم: 5080
وعلى ذلك، فلا تجوز لك محادثة خطيبك عبر الهاتف أو غيره إلا لحاجة معتبرة مع المحافظة على الضوابط الشرعية ـ من عدم الخضوع بالقول والاقتصار في الكلام على قدر الحاجة ـ أما الكلام لغير حاجة معتبرة فهو باب فتنة وذريعة فساد، وانظري الفتوى رقم: 126301.
وننبهك إلى أنّ تقدم خطيبك إلى أبيك ليس مجرد شكليات، وإنما هو التصرف الشرعي الصحيح، فإن زواجك لا يكون إلّا عن طريق وليّك وهو أبوك ثم عصبتك.
أما أمّك: فلا يصح أن تزوجك، فالولاية في الزواج تختص الذكور ولا مدخل فيها للنساء، وانظري الفتاوى التالية أرقامها: 63279، 22277، 7704.
والله أعلم.