عنوان الفتوى : استر على أمك وانصحها بقطع علاقاتها المحرمة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

سؤالي جزاكم الله خيرا في أم خانت زوجها في فترة سفره لطلب الرزق مع أكثر من شخص، وكان ابنها آنذاك يبلغ من العمر 10 سنوات وقد رآها وهي تخون أباه بدون أن تعلم، وظل حينها يكتم السر إلى أن وصل عمره الآن 30 سنة، ولكنه لا يكن لأمه حبا في قلبه بالمرة لأنها متكبرة على أبيه وعلى البيت كله، وتعمل أحيانا مشاكل مع ابنها الكبير عندما يتدخل في شؤون إخوانه تردعه وتحاول أن تخلق مشكلة بينه وبين أبيه ولكنها لا تعلم أن ابنها يعرف عنها كل شيء، إضافة إلى ذلك الآن تكلم بعض من كانت تخون زوجها معهم، مع العلم أنهم تزوجوا ولكنها تكلمهم بدافع القرابة وزوجها لا يعطي بالا للموضوع وذلك لثقته الزائدة فيها، ولكن ابنها يتعذب من الداخل ولا يستطيع أن يخبر أباه لكي لا يهدم بيته ويشتت عائلته، ولا يستطيع أن يفعل أي شيء كي يلمح لأمه بالموضوع خوفا من أن تفتعل مصيبة فوق رأسة وتنكر ذلك مع العلم أنه في الدين يجب عليها أن تعترف لزوجها لكي يسامحها لأنها إذا ماتت أو مات زوجها وهو غير راض عنها غضب الله عليها. أفيدونا سماحتكم في هذه المشكلة هل هناك طريقة أريح بها ضميري من هذا السر وهل علي ذنب لأني أكره أمي لفعلتها الشائنة. أفيدوني جزاكم الله عني كل خير؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فابتداء ننبهك إلى أنه يجب عليك أن تستر على أمك فلا تخبر أحدا بما رأيته منها من معصية لله سبحانه لا أباك ولا غيره. وقولك إن حكم الدين أنه يجب عليها أن تعترف لزوجها بذلك حتى يسامحها قول خاطئ لا دليل عليه بل هذا مخالف لحكم الشرع، فلا يجب ولا يستحب بل ولا يجوز لها أصلا أن تخبر أحدا بهذه الجريمة ولكن يجب عليها أن تستر نفسها وتتوب إلى ربها فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله تعالى عنها، فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر الله، و ليتب إلى الله، فإنه من يبد لنا صفحته، نقم عليه كتاب الله. صححه الألباني. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهزال الذي أشار على ماعز عند ما وقع في الزنا أن يظهر أمره للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا هزال لو سترته بثوبك كان خيرا لك. صححه الألباني.

ولكن الواجب عليك هو أن تنصح لأمك لتقطع علاقاتها بهؤلاء الرجال الأجانب الذين تتواصل معهم دون أن تخبرها بعلمك بما كان منها سابقا، فإن لم تقدر على ذلك فأعلم بهذا من يملك زجرها عن هذه المعصية من أخوالك ونحوهم.

فإن لم يجد هذا فعليك حينئذ أن تعلم أباك بذلك ليكفها عن علاقتها بهؤلاء الناس ولكن دون أن تعلمه بما حدث منها من مواقعة الفاحشة.

وننبهك على أن فعل الأم للمعاصي لا يسقط حقها على ولدها من البر كما بيناه في الفتوى رقم: 40775.

فإذا قمت بحقها عليك من البر والصلة ظاهرا وترك إيذائها بالقليل والكثير فلن يضرك إن شاء الله ما تجده في صدرك من نفور منها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به. رواه مسلم.

والله أعلم.