عنوان الفتوى : موقف الطالبة من المعلمة إذا كانت تستهزئ بها

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

لدي أستاذة كثيرا ما تمزح معي فتستهزئ بمستواي الدراسي أو شكلي، وأنا لا أبتسم معها خوفا من الإثم ، وأنا لا أغضب لنفسي، ولكن لله أغضب لأنها استهزأت بشيء كتبه الله علي، ولكن الشيطان دائما يوسوس لي أن أستاذتي ستفهم أنني غاضبة لنفسي ، فيا شيخ إذا فعلت أستاذتي ذلك هل أعبس أم لا أبتسم فقط ، لأنني إذا عبست قد أنفرها من الملتزمين ، فماذا أفعل ؟ وماهي نصيحتك لي لأكون جريئة في الحق وأرد عليها بأسلوب لطيف؟ ادع الله لي أن يجعلني لا أخاف فيه لومة لائم؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الاستهزاء بالناس محرم لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ {الحجرات:11}.

ثم إن المستهزأ به يشرع له أن يصفح ويعفو ويقابل الإساءة بالإحسان ويبتسم، ولا سيما إذا كان ذلك صادرا من المدرس على سبيل المزاح، وكان المظلوم من الملتزمين فقد قال الله تعالى: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ { آل عمران:134} وقال تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {النــور:22} وقال الله تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ{فصلت:34}

ولو أنك تحاورت مع المدرسة بلطف وبينت لها استياءك مما يصدر منها فلا حرج في ذلك، ولكن أهل العلم يحضون على الصبر على معاملات المدرسين كما قال الشافعي رحمه الله:

فصبرا على مر الجفا من معلم    * فإن رسوب العلم في نظرته

ونسأل الله لنا ولك التمسك بالحق ومعرفته والقوة فيه.

وننبه إلى أن قول الحق ينبغي فيه اللين عملا بقوله تعالى: فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى { طـه:44} فإن أمكن فهم المخاطب بذلك فهو أحسن، وأن أصر على الباطل فيجوز خطابه بما ينزجر به من العبارات بقدر الحاجة، كما أفاده ابن حجر في الفتح.

والله أعلم.