عنوان الفتوى : آثار المعاملة القبيحة على الحياة الزوجية

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا شاب متزوج من خمس سنوات تقريبا ولي طفلان، تتخلص مشكلتي أن زوجتي تعبت من ألفاظي الجارحة لها مما أدى إلى أني طردتها من البيت بغير قصد (نتيجة الكلام الذي صدر من الطرفين) وذهبت إلى بيت أهلها، وبعدها جاءت وأخذت أغراضها، وبعدها شعرت بالندم الشديد لأنه والله ما قصدي أن تصل إلى هذا الحد، حاولت الاتصال بها عن طريق التليفون والمسجات ولكن دون جدوى، وعن طريق أخيها وأختها حاولا معها ولكن دون جدوى؛ لأنها شعرت أن كرامتها قد أهينت مني، أعترف بخطئي وندمي الشديد على أفعالي اتجاهها، وذهبت إليها بعد فترة، وجزاها الله كل خير أختها أقنعتها بمقابلتي وتكلمت معها واعتذرت لها، وقلت لها إنني أريدها أن ترجع إلى البيت، ولكنها رفضت رفضا قاطعا ولم تقتنع بكلامي؛ لأنها تعبت وملت مني لأنه حدث ذلك الكثير في الماضي، ترددت إليها حتى أرى أولادي وحتى أتكلم معها ثانية، ولكن للأسف تصدني بشكل كبير، أبعث لها المسجات وأحاول وسأظل أحاول ولكن إلى الآن ما زالت رافضة، قالت لي من حقك رؤية الأولاد لأنك أبوهم، ولكن أنا غير ضروري لأنه انتهى كل شيء بيننا، أهلها موقفهم حيادي والقرار لها في استمرار حياتها معي أم لا، وأهلي بعيدون عنها، ويوجد خلافات نتيجة أحداث حدثت قبل سنتين، أنا معترف أنني لا أستطيع أن أسيطر على ألفاظي عندما تستفزني، وأعترف أنه يجب أن أكون غير ذلك، وأنا نادم شديد الندم على أفعالي. أحب زوجتي وأعشقها ولم أحس بقيمتها إلا عندما بعدت عني، ولا أريد بشكل قاطع الانفصال عنها لأني أحبها، ولا أريد أن يعيش أولادي بعيداً عني وعنها، فأرجو منكم تقديم النصح والمشورة لما فيه خير لنا؟ وجزاكم الله كل خير.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما حصل منك من أذى وإساءة لزوجتك أمر لا يجوز، وهو يخالف ما أمر الله به من معاشرة الزوجات بالمعروف، فقد قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}، قال الجصاص: أمر للأزواج بعشرة نسائهم بالمعروف، ومن المعروف أن يوفيها حقها من المهر والنفقة والقسم، وترك أذاها بالكلام الغليظ، والإعراض عنها، والميل إلى غيرها، وترك العبوس والقطوب في وجهها بغير ذنب، وما جرى مجرى ذلك وهو نظير قوله تعالى: فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان. انتهى.

وأيضاً فإن إخراجك لها من البيت أمر لا يجوز، فإن هذا بيتها ولها الحق في سكناه، وقد قال الله سبحانه: لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ {الطلاق:1}

والذي ننصحك به في هذا المقام أن تتقي الله سبحانه وتتوب إليه مما كان منك من إساءة لزوجك، وأن توسط بينك وبينها من يملك التأثير عليها من بعض أهل العلم والخير ليعلموها بتوبتك وندمك على ما كان منك وعزمك على عدم إيذائها مستقبلاً، ويمكنك أن تؤخر هذا فترة حتى تهدأ نفسها وتذهب عنها سورة الغضب وحدته، فإن أصرت على عدم الرجوع فلم يبق أمامك من طريق إلا تطليقها.

والله أعلم.