الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج في الحلف على الامتناع من عمل مباح، أو ترك بعض المباحات إذا كان لذلك داع، ولم يترتب عليه إثم أو ضرر، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام يحلفون على ترك بعض الأمور المباحة، ولكنهم إذا رأوا غيرها خيراً منها فعلوا الذي هو خير وكفروا عن أيمانهم، ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني والله -إن شاء الله- لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيراً منها، إلا كفرت عن يميني، وأتيت الذي هو خير.

وسبب ورود هذا الحديث أنه صلى الله عليه وسلم حلف ألا يحمل قوماً ثم حملهم، ولذلك فإذا كان الحنث في يمينك خيرا، فإن الأفضل لك أن تأتي الذي هو خير اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وتتناول الطعام المذكور وتكفر عن يمينك، وقد بينا كفارة اليمين في الفتوى رقم: 2053، ولا حرج عليك في التمادي وبر يمينك إذا لم يترتب على ذلك إثم أو ضرر.

والله أعلم.