عنوان الفتوى : موقف الابن من الأب الذي يعمل في مصنع للميسر

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أريد أن أستفتيكم في حكم أبي الذي يعمل في مصنع للميسر، علما بأننا مقيمون في بلد إسلامي وقد كانت له محاولات سابقة لإيجاد عمل آخر لكن دون جدوى؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالميسر محرم بل هو من كبائر الذنوب، والإعانة على الميسر بأي وجه حرام كذلك، كما سبق بيانه في الفتويين: 76930، 127462.

فهذا العمل الذي يعمله الأب لا يجوز، ويجب عليه أن يتركه ويبحث عن بديل حلال ولا ييأس من تكرر المحاولات. كما يجب على الابن أن ينصح لوالده ويعظه برفق ولين وأدب. فهو من أوجب الواجبات وآكد النصائح وأفضل أنواع البر، كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: 105647.

وأما عن موقف السائل من كسب والده، فالله تعالى لا يؤاخذ العبد إلا بما كسبت يداه، فكل امرئ بما كسب رهين، قال تعالى: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى. {فاطر : 18}.

 فمن تربى في أسرة خبيثة الكسب، فتغذى وكبر من مال حرام، فلا ذنب له في ذلك، بل الذي سعى في تحصيل ذلك المال وأنفق عليه منه هو المسؤول أمام الله.

 فإذا كنت كبرت وكان مال والدك كله من هذا الحرام، فلا يحل لك تناول شيء منه إلا إذا لم تجد غيره، فلك عندئذ أن تتناول منه على قدر الضرورة، وراجع في ذلك الفتويين: 17296، 38599.

ثم ننبه السائل على أن حق والده عليه لا يسقط بكسبه الحرام، بل يجب بره والإحسان إليه على أية حال، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 66113.

والله أعلم.