عنوان الفتوى : تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها من كبائر الذنوب

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

سؤالي هو أنني أذكر الله وأستغفره في اليوم والليلة أكثر من مائة مرة، وفي كل صلاة، ولكنني أتأخر عن الصلاة في بعض الأحيان عن وقتها، وأتأخر عن الجماعة. فهل هذا الفعل المنكر الذي أقوم به لا يعتد به؟ كما أنني لا أقوم بترتيب الصلوات المتأخرة بل أصليها بأقرب فالأقرب أي مثلاً، فاتني العصر والظهر والفجر وجاءت صلاة المغرب فأصلي المغرب ثم العصر ثم الظهر وهكذا. فهل يجوز ذلك وأرجو إجابتي؟ وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأنت مأجور إن شاء الله تعالى على ما تقوم به من الذكر وتأتي به من الاستغفار، والله لا يضيع أجر المحسنين، ولكن اعلم أن السيئات تمحق الحسنات وتقضي عليها وتذهب ثوابها، فحذار حذار أن تضيع على نفسك ثواب ما تفعله من الخير بإقدامك على هذه الذنوب التي تعلم خطرها وضررها، فإن تفويت الصلاة وإخراجها عن وقتها إثم عظيم وجرم كبير أعظم من الزنى والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس بإجماع المسلمين، الذي نقله ابن القيم في أول كتاب الصلاة، بل ذهب بعض العلماء إلى تكفير من تعمد إخراج الصلاة عن وقتها والعياذ بالله.

وأما ترك الجماعة فإنه كذلك غير جائز في أصح أقوال أهل العلم، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرخص للأعمى في ترك شهود الجماعة فغيره أولى، وقد هم صلى الله عليه وسلم بتحريق بيوت من يتخلفون عن الجماعة كما ثبت في الصحيحين وغيرهما، فعليك أخي أن تبادر بالتوبة إلى الله عز وجل من هذه الذنوب، وأن تجعل استغفارك استغفاراً حقيقياً باللسان والقلب، فتعزم على ترك ما يغضب الله تعالى، وتقوم بواجبات الشرع على الوجه المأمور به. وأما قضاء الصلوات الفائتة فاختلف فيه أهل العلم، وهل يجب فيه الترتيب أو لا، ومذهب الشافعي عدم وجوب الترتيب في القضاء وهو ما رجحناه في الفتوى رقم: 127637.  وإن كان الأولى والأحوط مراعاة الترتيب خروجاً من الخلاف.

والله أعلم.