عنوان الفتوى : توضيح حول الأسرى والسبي

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

عندي سؤالان من سئين.الأول: ما مفهوم السبي في الإسلام؟ هل كل النساء في المدينة التي فتحت سبايا؟ وكيف كان الحال في الأندلس عندما فتح موسى بن نصير المدن التي تعدادها مئات الألوف؟ ومن المؤكد أن كل هذا العدد لم يكن سبيا.ثانيا: كان النصارى سابقا في بلادهم مضطهدون ويدفعون الضرائب ومستملكين في أرضهم أي كانوا فقراء وبدون حرية، فكان الفاتحون يجدون في ذلك عونا لهم وكانت الشعوب تدخل في الإسلام وترحب بالفتحأما اليوم فالشعب الأوربي عنده من الترف المادي والتكنلوجي وحرية مطلقة في السلوك والتصرف وحقوقه ـ وحتى حقوق الحيوان ـ مصانة والأمان متوفر بشكل غير مسبوق، فلو افترضنا اليوم وجود دولة إسلامية ونحن الآن على مشارف فتح دولة أوربية، فكيف سيقابل المسلمون شعوب تلك الدولة؟. جزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأولى بالمسلم أن يشتغل بما يعنيه من أحكام دينه، وأن يستثمر وقته وهمته في طلب ما ينفعه من العلم فإن المقصود من العلم هو العمل، وما لا ينبني عليه عمل، لا يحسن البحث عنه، ومن ذلك المسائل المتعلقة بالسبي والاسترقاق، فإنه ليس لها كبير فائدة في العصر الحالي وانظر الفتوى رقم: 122478 . وبخصوص مفهوم السبي في الإسلام، فقد جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: السبي والسباء لغة: الأسر، يقال: سبى العدو وغيره سبيا وسباء: إذا أسره، فهو سبي على وزن فعيل للذك والأنثى سبي وسبية ومسبية، والنسوة سبايا، وللغلام سبي ومسبي. 

أما اصطلاحا: فالفقهاء في الغالب يخصون السبي بالنساء والأطفال، والأسر بالرجال، ففي الأحكام السلطانية:  الغنيمة تشتمل على أقسام: أسرى، وسبي، وأرضين، وأموال، فأما الأسرى فهم الرجال المقاتلون من الكفار إذا ظفر المسلمون بهم أحياء، وأما السبي فهم النساء والأطفال. 

وفي مغني المحتاج: المراد بالسبي: النساء والولدان .

ومما سبق يتبين أن السبي لا يشمل كل نساء البلاد المفتوحة وإنما يطلق على من أسرهم المسلمون في غنائمهم من النساء والأطفال، ومن ذلك فتح الأندلس، فلم يكن السبي ليشمل كل نساء مدنها عددا. وقد كان فتح الأندلس على يد القائد طارق بن زياد، وقد شارك موسى بن نصير في فتح بعض مدنها في وقت لاحق، كما قام بفتح بلاد المغرب، وانظر الفتويين رقم: 26203 ،  ورقم: 97084

ثانيا: الإسلام كله أنوار ومحاسن، ولا تنحصر رسالته في رفع الاضطهاد عن الأمم فقط، بل هي رسالة شاملة، ورحمة واسعة، جاءت لإخراج من شاء الله من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام وانظر الفتاويين التاليتين: 29786 // 20818 . والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...