عنوان الفتوى : هل يكتب للعبد ثواب المعروف بدون استحضار النية

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا الآن عملت لي جدولا للأمور الدينية التي أعملها يوميا ومن ضمن هذا الجدول أنني أحتسب أجر عمل طبخة معينة لأهلي، أو أميط الأذى في سبيل أنه صدقة، فهل تحسب لي صدقة؟ وهل يلزمني أن أنوي الصدقة أولا؟ أم أثناء العمل؟ أم بعده؟. وهل أي شيء أقول: أريد أن يكون هذا صدقة يحسب لي؟ وخاصة أنني مستحضرة كلام نبينا صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات. الرجاء أن تقولو لي،هل تصير صدقه أم لا؟. وكثر الله خيركم.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فكل ما ذكرته السائلة من الأعمال إذا فعلتها ونوت بها التقرب إلى الله تعالى واحتساب الأجرعنده، فإنه يكتب لها صدقة ـ إن شاء الله تعالى ـ والدليل على ذلك ما رواه البخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي وأحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ, زاد أحمد والترمذي : وَمِنْ الْمَعْرُوفِ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ، وَأَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَائِهِ. اهـ.

 قال ابن بطال ـ رحمه الله تعالى: دَلَّ هَذَا الْحَدِيث عَلَى أَنَّ كُلّ شَيْء يَفْعَلهُ الْمَرْء أَوْ يَقُولهُ مِنْ الْخَيْر يُكْتَب لَهُ بِهِ صَدَقَة. اهـ.

 ونقل الحافظ في الفتح عن اِبْن أَبِي جَمْرَة قال: يُطْلَق اِسْم الْمَعْرُوف عَلَى مَا عُرِفَ بِأَدِلَّةِ الشَّرْع أَنَّهُ مِنْ أَعْمَال الْبِرّ سَوَاء جَرَتْ بِهِ الْعَادَة أَمْ لَا، قَالَ: وَالْمُرَاد بِالصَّدَقَةِ الثَّوَاب، فَإِنْ قَارَنَتْهُ النِّيَّة أُجِرَ صَاحِبه جَزْمًا، وَإِلَّا فَفِيهِ اِحْتِمَال. اهـ.

 فنرجو للأخت السائلة أن يكتب الله لها الأجر بما تقدمه لأهلها من خدمة الطبخ ونحوها أو إماطة الأذى أو غير ذلك من أعمال الخير، وأما هل تنوي بداية العمل إلخ، فالأصل في النية أنها تكون أول العمل لا في آخره ولا في أثنائه، جاء في الموسوعة الفقهية: وقْتُ النِّيَّةِ: ذَهَبَ الْفُقَهَاءُ إِلَى أَنَّ وَقْتَ النِّيَّةِ هُوَ أَوَّل الْعِبَادَاتِ، أَوْ أَنَّ الأَْصْل أَنَّ أَوَّل وَقْتِهَا أَوَّل الْعِبَادَاتِ.اهـ.

 وعلى هذا فلتنو الأخت السائلة في أول عملها ولو غابت عنها النية أول العمل ونسيتها فلتنو في أثناء العمل .

والله أعلم.