عنوان الفتوى : شعورك بأنك كافر من وسوسة الشيطان

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عيكم أنا صاحب

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن أوضحنا لك أنك لست مؤاخذا بتلك الخواطر. ونحن يا أخي الكريم لم نتهمك بالكفر، لكننا أمرناك بترك الاستمناء، وتركه مطلوب منك ومن غيرك، سواء كان مصحوبا بوساوس أم لا، وكونه متأكدا عليك؛ لتبعد عنك هذه الوساوس، لا يعني أنك تؤاخذ بها، وقد سبق أن أوضحنا لك ذلك.

وإذا تبت توبة صادقة فإن الله يقبلها بفضله وكرمه، مهما كثرت ذنوبك، ومهما طالت فترة ممارستك لها، قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.

وقال عليه الصلاة والسلام: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. رواه الترمذي وابن ماجه الغرغرة: بلوغ الروح الحلقوم.

والتوبة الصادقة تكون بأن تقلع عن المعصية ابتغاء وجه الله، وتندم على ما فعلت، وتعزم على ألا تعود إليها.

ولا تمنعنك تلك الوساوس من الزواج، بل ننصحك به كما قلنا في الفتوى السابقة، ثم ما يدريك أن تلك الوساوس ستأتيك عند مجامعتك لزوجتك؟ وحتى إن أتتك فلست مؤاخذا بها، كما سبق أن أوضحنا.

ثم إن عدم مؤاخذتك بها يقتضي عدم تعذيبك في القبر عليها، وعدم سؤالك عنها يوم القيامة، وعدم حرمانك من دخول الجنة بسببها، وعدم دخولك النار بسببها.

أما الشعور بالدونية تجاه الله عز وجل، واحتقار النفس، واستشعار منة الله علينا بالإسلام ونحو ذلك فهذا مطلوب حصوله من كل مسلم، وأما شعورك بأنك كافر فهذا من وساوس الشيطان، فاحذر من الاستسلام لها. قال تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا {الإسراء:53} فالشيطان يحاول أن يلهيك بهذه الوساوس عما خلقت من أجله، وهو عبادة الله عز وجل، قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات:56}، وقد يكون ذلك هو السبب وراء شعورك بأنك تسجد للحائط وليس لله جل وعلا.

فعليك بالابتهال والتضرع إلى الله، ليخلصك مما أنت فيه، واستعن بالله ولا تعجز، واستعذ به من الشيطان الرجيم، وتوكل عليه؛ فإنه نعم الوكيل، وقد قال الله عن الشيطان الرجيم: إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ {النحل: 99}.  

قال الشيخ السعدي رحمه الله: فالطريق إلى السلامة من شره الالتجاء إلى الله، والاستعاذة من شره، فيقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، متدبرا لمعناها، معتمدا بقلبه على الله في صرفه عنه مجتهدا في دفع وسواسه وأفكاره الرديئة مجتهدا على السبب الأقوى في دفعه وهو التحلي بحلية الإيمان والتوكل؛ فإن الشيطان { لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ} أي: تسلط {عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ} وحده لا شريك له {يَتَوَكَّلُونَ }، فيدفع الله عن المؤمنين المتوكلين عليه شر الشيطان، ولا يبقى له عليهم سبيل. تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
علاج الألم النفسي الحاصل من المشاكل مع أعز الأصدقاء
علاج الخواطر والوساوس المستقرة والعارضة
لا حرج في إخبار الموسوس للطبيب النفسي عن وساوسه
اصطدم بسيارة وهرب ثم وسوس بأن المصدوم توفي
علاج الوساوس في ذات الله جل وعلا
ضابط التفريق بين النطق بقصد وبغير قصد
الواجب تجاه توارد خواطر السوء
علاج الألم النفسي الحاصل من المشاكل مع أعز الأصدقاء
علاج الخواطر والوساوس المستقرة والعارضة
لا حرج في إخبار الموسوس للطبيب النفسي عن وساوسه
اصطدم بسيارة وهرب ثم وسوس بأن المصدوم توفي
علاج الوساوس في ذات الله جل وعلا
ضابط التفريق بين النطق بقصد وبغير قصد
الواجب تجاه توارد خواطر السوء