عنوان الفتوى : لا يجوز للوالدين أن يأخذا من أحد أولادهما مالا ليدفعاه لولد آخر
لزوجي أخ يقيم مع والديه، وهو متزوج، وله بنتان، ويعمل عملا جيدا، وأنا وزوجي مسافران لإحدى الدول العربية للعمل، ولنا ابنتان عندهم من العمر سنة أكرمنا بهن الله بعد 8 سنوات من الزواج، وزوجي بار جدا بوالديه والحمد لله، ولا يؤخر أبدا عنهم طلبا، ولكن لاحظت بدءا من حملي وطلباتهم زادت جدا، طلبوا الأول ان يشترى لهم زوجي وأخوه الآخر سيارة، وقد كان وكتبت باسم أخيه المقيم معهم (الصغير) والآن بدأوا في التلميح بشراء شقة جديدة أيضا له، وطبعا لابد أن يساعده الأخوان الآخران مع العلم أن له شقة منفصلة، لا يقيم فيها، وجاهزة ولا ينقصها شيء بحجة أنها بعيدة ويقيم مع والديه بصفة دائمة. وهكذا من طلبات للأخ الصغير. سؤالي :هل يجوز أن يعطي زوجي ماله لأخيه بهذه الصورة، دون أن يكون على سبيل الدين، ويقوم الأخ برد المبلغ بعد ذلك، وقد تصل هذه المبالغ إلى مبالغ كبيرة؛ لأني حقا قد تعبت من هذه الأمور التي بدأت تصل إلى حد الاستغلال الواضح جدا، وأنا لست على اعتراض في مساعدة أخيه لكن اعتراضي أنه يمكن مساعدته لكن تكون المبالغ دينا عليه يقوم بردها بعد ذلك. والله يعلم كم نشقى ونتعب ونكد من أجل توفير حياة كريمة لأسرتنا، وأحيانا كثيرة يتم صرف رواتبنا كلها دون الادخار منها. أرجو الإفادة جزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز للوالدين أن يأخذا من أحد أولادهما مالا ليدفعاه إلى ولد آخر، ولا يجب على الابن طاعتهما في ذلك، وقد سبق بيان هذا في الفتوى رقم: 110569، ومن هنا يتبين أن ما يفعله والدا زوجك من طلب مثل هذه الأشياء من سيارة وشقة ليأخذها ابنهما الآخر، ولاسيما مع غناه لا يجوز، ولا يجب على زوجك ولا باقي إخوته أن يطيعا والديهما في ذلك، بل ولا يجوز لهذا الأخ الأصغر أن يقبل هذه الأشياء طالما أنها بغير طيب نفس من أصحابها.
وقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 25339، بالتفصيل شروط أخذ الأب من مال ولده.
والله أعلم.