عنوان الفتوى : الكلام مع النساء مظنة الوقوع في الفاحشة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

عندي صديق ملتزم دينيا وخلقيا ولا أزكيه على الله، ولكن وقعت له مشكلة مع صديق عزيز عليه جدا، وهذه المشكلة كانت مع زوجة صديقه. اتصلت به على الهاتف الجوال وقصت عليه مشكلتها التي تعانيها من زوجها من ضرب مبرح وشتم وإهانات، ويرغمها على أن ترى الأفلام الخليعة بالتلفاز وشرب السجائر المخدرة، وبعض المخالفات الشرعية، ودام هذا الاتصال لفترات عدة حتى يمتص منها الغضب والكراهية لزوجها، وبدأت تقتنع بالنصائح الإرشادات الدينية، ولكن فجأة اتضح أنها وقعت في عشق هذا الرجل، ومع ذلك واصل معها الاتصال لعلها أن ترجع إلى الله، وتحتسب أمرها لله، وهو عارف أنها وقعت في عشقه، ولما عرف نفسه لم يفلح في قطع بها الاتصال نهائيا. وبعدها مرضت وحاولت الانتحار؛ لأنها تزعم أنه وقع هو في غرامها. وبعد ذلك ذهب لزوجها وصارحه بذلك، وطلب منه أن يسامحه وفعلا سامحه وعفا عنه؛ لأنه قال له صديقه احمد الله بأنها لم تتصل بأحد غيري لكانت المشكلة أكبر من ذلك، وفجأة قطع هذا الزوج علاقته بصاحبه نهائيا. و الآن هذا الرجل نادم على هذا الاتصال، وقطع على نفسه عهدا ألا يقبل أي اتصال من أي عنصر من النساء. فهل عليه إثم وإنه تائب إلى الله ويستغفره ويعاني من هذه المشكلة ليلا ونهارا .فأفتونا جزاكم الله عنا كل خير.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أخطأ هذا الرجل ولا شك عندما استرسل في الحديث مع هذه المرأة، خصوصا بعد علمه بما حصل لها من ميل نحوه، ولا يشفع له في هذا كونه يريد الإصلاح بينها وبين زوجها، فإن هذا الفعل غير جائز أصلا، والفعل الممنوع لا تصلحه النية الصالحة، والغاية المحمودة لا تبرر الوسيلة المذمومة.

وقد جاء النهي الصريح من رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن تكلم النساء إلا بإذن أزواجهن. أخرجه الطبراني وصححه الألباني .

 جاء في فيض القدير: (نهى أن تكلم النساء إلا بإذن أزواجهن) لأنه مظنة الوقوع في الفاحشة بتسويل الشيطان، ومفهومه الجواز بإذنه. وحمله الولي العراقي على ما إذا انتفت مع ذلك الخلوة المحرمة، والكلام في رجال غير محارم. انتهى.

وكان الواجب عليه فور كلامها له أن يعلم زوجها بما كان، وأن يعظه بتقوى الله، بذا يكون قد أدى ما عليه من واجب النصيحة من جهة، وأعلمه بما كان منها من جهة أخرى، فيكون الأمر تحت سمعه وبصره، وبذا تنتفي التهمة والريبة وتنسد أبواب الشيطان.

ولكن طالما أنه قد تاب إلى الله وندم على فعله، فإنا نبشره بقبول توبته إن شاء الله، قال سبحانه: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}.

ثم عليه أن يوفي بعهده مع ربه فيمتنع عن الكلام والحديث مع النساء الأجنبيات، فإنه ذريعة لوقوع الشرور وحصول المفاسد.

والله أعلم.