عنوان الفتوى : تعرًّفًت على رجل على النت ويريد خطبتها فهل تقبل به

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

لدي مشكلة أرجو أن تقرؤوها وتجيبوا على استفساراتي بالتفصيل إن سمحتم وجزاكم الله كل خير. تعرفت على رجل من مدينة أخرى على النت تحدثنا لمدة، أعرف أننا أخطانا في الحديث معا, هو لم يكن يعلم حكم التشات مع فتاة بما أنه حديث بأدب ولا يرجى شيء من ورائه, أما أنا ، فطالما قرأت عن قصص النت وعرفت أن التشات لا يجوز لكن الفراغ والشيطان هو من قادني لذلك، أسأل الله أن يغفر لي فالآن لم أعد أدخل تلك المنتديات ولا أحدث الرجال أسأل الله الثبات. هدفه أن يتقدم لي هو مستعد أن يأتي لخطبتي من أهلي، قلت له بأن أهلي لن يوافقوا لأنها معرفة نت. لم أرد أن أقوم بأي شيء دون علم أهلي، فأنا أسعى لرضاهما لنيل رضا الله, هو إنسان محترم جدا مدرس بالجامعة، يكبرني بـ 13 سنة وعلى قدر من الالتزام، نيته صادقة وأنا كذلك قال لي بأنه معجب بتديني، بتربيتي واحترامي لأهلي, أحس أنه الإنسان الذي يناسبني، فاستفسرت من أحد الشيوخ فقال لي لا بأس أن يأتي للبيت لخطبتي من أهلي، ولا حاجة لأن يذكر أنه تعرف عليك عن طريق الإنترنت. قررنا أن نقطع علاقتنا- التي لم تتجاوز حدود الالتزام والاحترام، لكن على أن نبقى على صلة بواسطة. هذه الواسطة هي زوجة صديقه المقرب، ويثق بها كثيرا نظرا لتدينها ومعرفته لها. الآن أحادثها في المسنجر. فهل يجوز أن أخبر أمي أني تعرفت على هذه المرأة على النت وهي من حدثتني بهذا الرجل؟ وإن وافقت أمي أتى للدار لخطبتي. أم أن كل ما بني على خطأ لا يبارك الله فيه؟ أسأل الله أن يغفر لي ما فات وحديثي مع هذا الرجل الأجنبي عني. لا أريد غير رضا الله، فماذا أفعل؟ وكيف أتصرف لأرضيه الآن ؟ أم أن توبتي أن أقطع تماما صلتي به؟ والله أنا حائرة. هل أكلم أمي؟ ثم إن فارق السن هل هو كبير لدرجة أن يكون عائقا للتوافق بيننا مستقبلا؟ ماذا يمكنني أن أسأل عنه عدا تدينه وأخلاقه؟ أرجو الجواب وأسألكم الدعاء لي بأن ييسر الله لي أمري. عذرا على الإطالة؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله سبحانه أن يغفر لك ما كان، وأن يثبت أقدامك على طريق التوبة، وأن ييسر لك العسير، ويهديك سواء السبيل.

واعلمي أنه لا يشترط في توبتك أن تتركي الزواج من هذا الرجل. فلا بأس أن يتقدم لخطبتك، ولا حرج عليك إن أنت أخبرت أمك أنك قد تعرفت على هذا الرجل من خلال هذه السيدة – إذا لم يكن هناك طريق إلا ذلك - ولكن عليك أن تستعملي التورية والتعريض في ذلك، مثل أن تخبريها مثلا بأنك تعرفت عليه من خلال هذه السيدة، وقصدك أنك تعرفت على أخباره وأحواله كما يحدث بينكما الآن، فإن التورية عند الحاجة إليها مشروعة ولا حرج فيها، بل الكذب إن تعين طريقا لتحصيل مصلحة مشروعة ولم يكن فيه ضرر لأحد فإنه يجوز. قال الإمام النووي: اعلم أن الكذب وإن كان أصله محرما فيجوز في بعض الأحوال بشروط، قد أوضحتها في كتاب الأذكار، ومختصر ذلك أن الكلام وسيلة إلى المقاصد، فكل مقصود محمود يمكن تحصيله بغير الكذب يحرم الكذب فيه، وإن لم يمكن تحصيله إلا بالكذب جاز الكذب، ثم إن كان تحصيل ذلك المقصود مباحا كان الكذب مباحا، وإن كان واجبا كان الكذب واجبا ....إلى آخر كلامه.

وأما بخصوص فارق السن بينكما فلا حرج في ذلك، فقد تزوج أفضل الخلق وأشرفهم محمد صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها وكان يكبرها بعشرات السنين، وكانت حياتهما مثلا وأسوة لمن أراد خير الدارين وسعادة النشأتين.

فليكن اهتمامك وموضع نظرك في هذا الرجل إلى دينه وخلقه، فإن كان كذلك فلا عليك ما فاتك بعد ذلك من أمور الدنيا الزائلة.

والله أعلم.

 

أسئلة متعلقة أخري
علاج رفض الأم لخطيب بنتها
قبلته خطيبته وحصلت بينهماعلاقة دون الإيلاج.. فهل يفسخ الخطبة؟
ضوابط جواز الكتابة لفتاة لإبداء الرغبة بخطبتها
الشرع الحكيم حث الفتيات على اختيار صاحب الدِّين والخلق
نقل رسائل الخاطب التي تحوي كلمات حب لمخطوبته
هل تأثم من ترد الخطّاب دون سبب واضح؟
رفض الفتاة خوف انتقال بعض الصفات إلى النسل
علاج رفض الأم لخطيب بنتها
قبلته خطيبته وحصلت بينهماعلاقة دون الإيلاج.. فهل يفسخ الخطبة؟
ضوابط جواز الكتابة لفتاة لإبداء الرغبة بخطبتها
الشرع الحكيم حث الفتيات على اختيار صاحب الدِّين والخلق
نقل رسائل الخاطب التي تحوي كلمات حب لمخطوبته
هل تأثم من ترد الخطّاب دون سبب واضح؟
رفض الفتاة خوف انتقال بعض الصفات إلى النسل