عنوان الفتوى : تزوجها دون علم الأولى ثم حرمها حقها في البيات

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أنا سيدة عمري 30 سنة كنت مطلقة ولدي طفلة عمرها 10 سنوات، تزوجت منذ شهرين من رجل متزوج ولديه 3 أطفال وقد جهز لي السكن المناسب، إلا أن أهله وزوجته لا يعرفون بزواجه مني، قبل الزواج كان قد وعدني بإخبار أهله وزوجته عن زواجنا بمجرد انتقالنا إلى بيت الزوجية ولم يحدث إلى الآن، أواجه مشكلة الآن وهي أنه لا يبيت عندي أبداً حتى في يوم زفافنا فقد مارس الجنس معي وذهب لبيته الثاني مما سبب لي صدمة وألما نفسيا ولغاية الآن لا يبيت عندي أنام وحدي في البيت لأن ابنتي تسكن مع والدتي، ولا أحد من أهلي يعلم بما يحصل لي ولا أحد من إخوتي يعلم بأنه لا يبيت عندي لأنهم لو علموا بذلك ستحصل مشاكل معه وأنا لا أخبر أحداً لأنني لا أريد أن يفقد احترام أهلي له ولا أرغب بحصول المشاكل بينهم، أعاني من وحشة الليل والوحدة والخوف، وفي أحد الأيام أغمي علي عند الفجر وصحوت ووجدت رأسي ينزف وعندما أتى زوجي سألني وأخبرته بما حدث معي شعرت أنه قلقً علي لكنه لم يخط أي خطوة بالنسبة للمبيت عندي، وأطلب من زوجي المبيت عندي ولو لثلاثة أيام في الأسبوع، يخبرني بأنه لا يستطيع ذلك بما أن أهله وزوجته لا يعرفون بالزواج ولا يريد حصول المشاكل مع أهله، علما بأن زوجته الأولى هي ابنة خالته، وعند الزواج لم يكن اتفاقنا أن يكون زواجنا سرًا عن أهله أو زوجته، فقد وعد بأنه سيخبرهم بمجرد الانتقال لبيتي، ويستهزئ بطلبي ويقول ماذا سيحصل لو بت عندك، أخبره بأنه سيكون ونسًا لي في وحشة الليل وعلى الاقل سأشعر بالأمان بوجوده إلى جانبي ليلاً غير أنني أراه كل يوم ساعتين أو ثلاث ساعات، أنا لا أنام ليلاً أبداً ولا يطمئن قلبي إلا عندما أسمع أذان الفجر وأصلي ثم أستطيع النوم عند شروق الشمس، أشعر بالظلم بداخلي وألم نفسي قاتل، صابرة وأقول حسبي الله ونعم الوكيل، ساعدوني أرجوكم، أنا لا أريد خسارة زوجي فهو يصلي وأخلاقه عالية ولم أسمع منه كلمة سيئة منذ زواجي،

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن تزوج بأكثر من زوجة فإنه يجب عليه أن يعدل بين أزواجه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل. رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني. قال العيني رحمه الله: وشقه مائل، والجزاء من جنس العمل، ولما لم يعدل أو حاد عن الحق كان عذابه بأن يجيء يوم القيامة على رؤوس الأشهاد وأحد شقيه مائل. انتهى كلامه بتصرف..

 وقال ابن حزم رحمه الله في المحلى: والعدل بين الزوجات فرض، وأكثر ذلك في قسمة الليالي. انتهى.

وعلى الزوج إذا تزوج امرأة أخرى فإن كانت بكراً أقام عندها سبعاً ولا يقضيها للباقيات، وإن كانت ثيباً أقام عندها ثلاثاً ولا يقضيها إلا أن تشاء هي (الثيب) أن يقيم عندها سبعاً فإنه يقيمها عندها ويقضي للباقيات وذلك لما روى أبو قلابة عن أنس قال: من السنة إذا تزوج البكر على الثيب أقام عندها سبعاً وإذا تزوج الثيب أقام عندها ثلاثة ثم قسم، قال أبو قلابة لو شئت لقلت أن أنسا رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. متفق عليه.

ولما ثبت في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تزوج أم سلمة وأصبحت عنده قال لها: ليس بك على أهلك هوان إن شئت سبعت عندك وإن شئت ثلثت ثم درت. قالت: ثلث.

فبان بهذا أن الزوج قد وقع في الظلم مرتين المرة الأولى عندما تركك ليلة الزفاف وذهب إلى زوجته الأولى وهذا لا يجوز لأن من حقك أن يجلس معك ثلاثة أيام أو سبعة حسبما ترضين، والمرة الثانية عندما تركك تقاسين مرارة الوحدة والوحشة ولم يقسم لك في المبيت، فيجب على الزوج أن يتقي الله ربه وأن يوفيك حقك من المبيت وغيره، وإلا كان ظالماً، فإن لم يستجب لك واستمر على فعله ولم تطيقي ذلك عندها يجوز لك طلب الطلاق، وللفائدة في الموضوع تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2967، 7514، 60825، 110831.

والله أعلم.