عنوان الفتوى : مدى نجاج الزواج مع وجود فوارق مادية واجتماعية وثقافية بين الزوجين

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا أعرف أنه يمكن أن تحدث حالة حب بين طرفين غير متكافئين ونرى هذه الحالة كثيرا. سؤالي: هل يمكن أن ينجح هذا الزواج فوارق مادية و صحية مع بعض الفوارق في طريقة التفكير؟ وهل يمكن أن يكون الطرفان يدركان أن هذه العلاقة غير متكافئة ومع ذلك لا يستطيع كل طرف أن يأخذ القرار الحاسم بالانفصال حيث يشعر كل طرف بالميل و الطمأنينة نحو الآخر مع تعلقي الشديد بها، هل إذا تم الانفصال يسمى هذا القرار بإعمال العقل في مثل هذه الأمور أم أن المشاعر أهم؟ أنا أتكلم عن مشاعر حسنة بين الطرفين مع العلم أن كلا الطرفين لا يرى بعضهم بعضا منذ سنتين ولا حتى أي اتصال, مجرد أنا أعرف أخبار الطرف الآخر عن طريق أصدقاء وذلك بعد انقطاع الدراسة, ولقد صارحنا بعض أثناء الدراسة وطلبت منها عدم مواصلة الحديث لأن ذلك يزيد العلاقة تعلقا أكثر. مشكلتي هي أني لم أعد قادرا على اتخاذ قرار حاسم من ناحيتي بعيدا عن الطرف الآخر حتى لا أظلم أحدا ولا أظلم نفسي في حال الانفصال أو الاستمرار, وأود مساعدتي بالمشورة الحسنة التي تريح قلبي لأني تعبت من كثرة التفكير ولا أفعل شيئا سوى الهروب من التفكير بعدم التفكير في هذا الموضوع، وهذا ما يؤلمني لأني أشعر أني أظلم الطرف الآخر بعدم اتخاذ قرار حاسم حتى يحدد الطرف الآخر مصيره، أما معي أو مع شخص آخر، ومن ناحيتي أنا أشعر بعدم الرضا عن نفسي بسبب السلبية، أفيدوني بالطريق الصحيح الذي يجب أن أتبعه؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالصحيح من أقوال العلماء أن الكفاءة المعتبرة في النكاح هي الكفاءة في الدين، فالرجل الصالح كفؤ وإن كان فقيرا أو ذا مهنة دنيئة أو غير ذلك، وقد بينا ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: 19166 فلتراجع.

ولكن مع هذا نقول نظرا لضعف الدين في هذه الأزمان فإنه ينصح أن يتزوج الرجل بمن تساويه أو تقاربه من النساء لأنه لو تزوج بمن تفوقه في أمور الدنيا فربما أدى في المستقبل إلى تعاليها أو تعالي أهلها عليه وانتقاصهم له فلا تستقيم الحياة الزوجية حينئذ، وهذا واضح من التجارب، وكذا المرأة الأولى أن تتزوج ممن يساويها أو يقاربها في اليسار والنسب وغير ذلك لأنها لو تزوجت بمن يفوقها في ذلك جدا فلربما ازدراها وحقرها وتطلع إلى غيرها من النساء فلا تستقيم الحياة الزوجية، فإن كان بين الرجل والمرأة انسجام وتعلق كل منهما بالآخر فلا ينبغي أن يكون الغنى أو المكانة الاجتماعية حائلا دون الزواج، فالبيت المبني على الحب والمودة لا يـتأثر غالبا باختلاف الزوجين فيما ذكرنا.

ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 109199، 109341، 107562.

والله أعلم.