أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : علاقة الريمارون بعلاج الرهاب وأثر الانتقال منه إلى الزولفت وجرعته

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

بعد السلام عليكم

فلقد تناولت الريمارون لعلاج الاكتئاب لمدة شهر كامل، وتوقفت وتناولت الزولفت أو اللسترال بداية الشهر الثاني مباشرة حبة كل مساء، وحاليا في الشهر الثالث للسترال أتناول حبتين كل مساء، يعني: تناولت الريمارون لمدة شهر، واللسترال لمدة شهرين كاملين، وهذا هو الثالث، وإن شاء الله سأكون منتظما جداً في تناول العلاج.

السؤال:

1- هل تغيير الدواء هذا يعد انتكاسة رغم عدم التوقف لفترة بين هذا وذاك؟

2- هل ينفع هذا الدواء ( لسترال) في علاج الرهاب الاجتماعي الذي أعاني منه معاناة شديدة؟

3- ما هي الجرعة المناسبة للاكتئاب أو للرهاب أو لهما معاً؟

3- وإلى متى سأظل أتناول الدواء؟

4- الحمد لله؛ وجدت تحسنا في الحالة النفسية، فإذا كان اللسترال ينفع للرهاب الاجتماعي فلماذا لم أجد التحسن فيه؟ فأنا في حاجة ملحة لذلك حيث عملي يتطلب الحديث الكثير أمام الآخرين والإمامة والقيادة رغماً عني، وأنا في هذا الحال سنوات طويلة ولم أتعود حتى على الإمامة والحديث أمام الآخرين حتى ظننت أن هذا مرض عضوي!

ملحوظة: إلى أن يأتي الجواب منكم - بارك الله فيكم- سأظل على تناول اللسترال حبتين كل مساء.

وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فبارك الله فيك، ونشكرك على تواصلك مع (إسلام ويب)، ونسأل الله تعالى أن يغدق عليك نعمة الصحة والعافية وأن يديم عليك ذلك، وأن يجعلك ويجعلنا جميعاً من الشاكرين على العافية ونسأله تعالى دوام العافية.

فإن عقار ريمارون (Remeron / ميرتازبين Mirtazapine) ينتمي إلى مجموعة دوائية تختلف قليلاً من اللسترال (Lustral / سيرترالين Sertraline)، فالريمارون يعرف عنه أنه علاج أساسي للاكتئاب ويحسن النوم وكذلك الشهية للطعام، ولكنه يعاب عليه أنه يزيد الوزن كثيراً، وهو ليس ذا فعالية عالية في علاج المخاوف خاصة الرهاب الاجتماعي.

أما اللسترال فهو عقار متميز لعلاج الرهاب الاجتماعي، والدراسات تشير أنه مساو في فعاليته للزيروكسات (Seroxat/ باروكستين Paroxetine)، والذي هو أشهر الأدوية التي استعملت لعلاج الخوف والرهاب الاجتماعي.

لا شك أن للسترال مميزات أخرى كثيرة، فهو عقار في الأصل يعالج الاكتئاب والوساوس القهرية ونوبات الهرع وأعراض الاندفاع وسرعة الإثارة والتوتر.

تغيير الدواء لا يعد انتكاسة أبداً، وأنا لم يتضح لي السبب الكامل لماذا أنت قمت بتغيير الدواء، ولكن أؤكد لك أنه لا يوجد أي خلل أو ضرر أو تفاعل سلبي أو انتكاسة يمكن أن تنتج من هذا التغيير.

أنا أفترض أنك قد انتقلت للسترال لأنه علاج للرهاب الاجتماعي، وأنت محق في ذلك؛ لأن اللسترال هو بالفعل عقار أكثر فعالية لعلاج الخوف والرهاب الاجتماعي مقارنة بالريمارون، فإذن استمر على اللسترال.

أما فيما يخص الجرعة المناسبة فهذا سؤال جيد جدّاً، فبالنسبة لعلاج الاكتئاب الجرعة المناسبة هي من حبة واحدة في اليوم إلى ثلاث حبات، أما بالنسبة لعلاج الرهاب فالجرعة المناسبة هي من حبتين إلى أربع حبات في اليوم، أي: من مائة مليجرام إلى مائتي مليجرام في اليوم، وتعتبر المائتا مليجرام في اليوم هي الجرعة القصوى، ولذا بالرغم من التحسن الذي طرأ عليك أنا أدعوك أن ترفع جرعة اللسترال إلى ثلاث حبات في اليوم، تناول خمسين مليجراماً صباحاً ومائة مليجرام ليلاً، ويجب أن تستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، وهذا جواب سؤالك الثالث.

وبعد أن تنقضي فترة الستة أشهر وأنت على ثلاث حبات في اليوم؛ بعد ذلك ابدأ في الجرعة الوقائية، وهنا خفض الدواء إلى حبتين في اليوم واستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الدواء إلى حبة واحدة في اليوم، واستمر عليها لمدة ستة أشهر أخرى، ثم إلى حبة يوم بعد يوم لمدة شهر واحد، ثم توقف عن تناول الدواء.

أرجو ألا تعتبر هذه المدة مدة طويلة، هذه مدة معقولة جدّاً؛ لأن الرهاب الاجتماعي وكذلك الوساوس القهرية تتطلب الجرعة التي وصفتها لك، والدراسات تشير أن المدة المطلوبة يجب ألا تقل عن عام إلى عامين، وقد لوحظ أن الذين يستمرون على الدواء لفترة أطول تكون فرص الانتكاسة فيهم أقل كثيراً، وبفضل الله تعالى الدواء من الأدوية السليمة جدّاً، ولذا ليس هنالك ما يدعونا إلى القلق في الاستمرار عليه لمدة طويلة.

للتخلص من أعراض الرهاب نهائياً عليك أيضاً أن تأخذ بالآليات السلوكية، والآليات السلوكية من أهمها أن تتفهم أن الرهاب ما هو إلا نوع من القلق النفسي، وأن تتفهم أنه ليس دليلاً على الجبن أو ضعف الشخصية أو قلة الإيمان، وأنه قلق مكتسب وليس أكثر من ذلك، وعليك أن تكون مقداماً في اقتحام المواقف التي تحس فيها بالرهبة، لا تتجنب ولا تبتعد أبداً، واجعل لنفسك برامج يومية للمواجهة، وليس هنالك ما يمنعك لأن تصلي بالناس أبداً، أنا أؤكد لك أنك لن تتلعثم في القراءة، ولن ترتجف، ولن يحدث لك أي شيء يفقدك السيطرة على الموقف أبداً، هذا هو الذي يزعج الكثير من الأخوة الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي: الخوف من فقدان السيطرة على الموقف، الخوف من التلعثم، والرعشة، وأن الآخرين يلاحظونه ويرصدونه، هذا كله ليس صحيحاً، فابدأ على بركة الله وعونه وتوفيقه، وواصل علاجك الدوائي مع التطبيقات السلوكية التي ذكرتها لك، وأنا بفضل من الله تعالى مطمئن تماماً أنك سوف تكون على خير.
أسأل الله لك العافية، وكمال العافية، ودوام العافية، والشكر على العافية.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للرهاب: ( 259576 - 261344 - 263699 - 264538 ).
والعلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 257425 - 262031 - 265121 ).
وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ما هي أدوية نوبات الهلع والخوف الآمنة وغير الإدمانية؟ 8739 الأربعاء 12-08-2020 03:54 صـ
هل الإندرال يفيد في علاج القلق الاجتماعي أم الخفقان؟ 2351 الاثنين 27-07-2020 05:31 صـ
كيف يتم استخدام دواء الرهاب والاكتئاب.. وكيف يتم إيقافة؟ 3529 الاثنين 27-07-2020 04:17 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3566 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ
هل يمكنني استبدال دواء زولفت بالباروكسات أم ماذا أفعل؟ 1444 الاثنين 20-07-2020 03:16 صـ