أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : حالات الاكتئاب والقلق والشعور بالتغرب عن الذات والأعراض الجسدية المصاحبة لذلك

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم

توفي والدي قبل أربع سنوات ونصف، وبعد أن توفي بسنتين تعرض أخي الصغير لحالة غريبة، حيث كان يشعر بأنه سيموت، وكان عمره (15 عاماً)، وعندما علمت بحالة أخي شعرت كأن تياراً كهربائياً قوياً مر بداخلي، ومنذ ذلك اليوم نعاني - أنا وأخي - من اكتئاب، ومع الوقت شعرت بتحسن، لكني أحس أن كتفي الأيسر وقلبي فيه شيء، خاصة في الليل، وصرت أخاف أن أنام، وأشعر أني فاقد الوعي وأني لست موجوداً.

وقد أخبرتني خالتي أن هذا الإحساس سيظل طول العمر وستتعود عليه، ومنذ ذلك اليوم أشعر أني لن أشفى رغم أني أشعر بالتحسن، وفي غالب يومي أكون سعيداً وأمارس حياتي طبيعياً، فما الحل للإحساس بعدم الوجود؟!

وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن حالتك هي من حالات القلق النفسي، وظاهرة أن الإنسان يحس أنه غريب أو أن ذاته ليست هي ذاته وأن العالم من حوله متغير هو نوع من القلق النفسي وليس أكثر من ذلك، والقلق طاقة نفسية موجودة، ولكنه قد يكون قلقاً طبيعياً أو قد يتعدى الحد المطلوب والمرغوب، وهنا يظهر في شكل أعراض جسدية أو أعراض نفسية.

والأعراض الجسدية يمكن أن تكون أي شيء كالشعور بالتنميل والشعور بالخدر والآلام العامة أو ارتفاع في ضربات القلب أو الرعشة أو التعرق وهكذا، وأما الأعراض النفسية فقد تكون شعورا بالتوتر الداخلي والضيق وعدم الارتياح وشيء من عسر المزاج.

وعليك أن تطمئن أن القلق ينتهي بنسبة ثمانين إلى تسعين بالمائة، وهذه نسبة عالية، ولكن هناك بعض الإجراءات والإرشادات لابد أن تقوم بتنفيذها.

أولاً: أن تتجاهل هذه الأعراض قدر المستطاع، ولا أعرف إن كنت لا زلت في مرحلة الدراسة أم أنك تعمل، فمن الضروري أن تركز كل طاقاتك نحو العمل أو الدراسة حسب ما أنت فيه؛ لأن العمل أو الدراسة أو قيام الإنسان بواجباته أو بناء المهارات بصفة عامة هو مضاد للقلق ويساعد كثيراً في الاستقرار النفسي.

ثانياً: ممارسة أي نوع من الرياضة، كرياضة المشي أو الجري أو كرة القدم أو السباحة أو خلافه، حيث وجد أنها مفيدة من الناحية النفسية، خاصة في مثل هذه الأعراض، والرياضة تساعد على إفراز بعض المواد الكيميائية الداخلية التي تؤدي إلى الاستقرار النفسي، وتؤدي في نفس اللحظة على القضاء على الطاقات النفسية السلبية، فأرجو أن تكون حريصاً على ذلك.

ثالثاً: هناك تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء، هذه التمارين وجد أنها مضادة أيضاً للقلق وللتوتر، خاصة هذا الإحساس الذي يأتيك كأنك غريب أو أنت غير متأكد من نفسك، وهناك عدة تمارين لتمارين الاسترخاء سأذكر لك أحد التمارين البسيطة، في هذا التمرين عليك أن تستلقي في مكان هادئ في الغرفة وتخصص ربع ساعة إلى ثلث ساعة من أجل هذا التمرين، ولا تشغل نفسك بأي شيء آخر، فكر في شيء سعيد حدث وحصل في حياتك، ثم أغمض عينيك وافتح فمك قليلاً، وبعد ذلك قم بأخذ نفس عميق وبطيء، واجعل صدرك يمتلئ بالهواء حتى ترتفع البطن قليلاً، ثم أمسك على الهواء قليلاً في صدرك، ثم بعد ذلك أخرج الهواء عن طريق الفم ويجب أن يخرج بنفس القوة وبنفس البطء، وكرر هذا التمرين خمس مرات بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء.

والتمرين الآخر هو تمرين استرخاء العضلات، ويعرف أن جسم الإنسان مكون من عدة عضلات، وهذه العضلات توجد في مجموعات، وفي حالة الاسترخاء قم بشد عضلات القدمين، ثم بعد قم باسترخائها وذلك بإطلاقها، وبعد ذلك انتقل لعضلات الساقين، ركز عليها ثم اقبضها وشدها، ثم بعد ذلك قم باسترخائها وأطلقها، وانتقل بعد ذلك لعضلات البطن وقم بنفس التمرين، وهو قبض العضلات وشدها ثم بعد ذلك إطلاقها واسترخائها، ونفس الشيء كرره مع عضلات الصدر والرقبة وهكذا.

وهذا التمرين قد يكون ليس سهلاً بعض الشيء، ولكن الإنسان الذي يتمعن ويتأمل ويدخل نفسه في المزاج الاسترخائي، سوف يجد أن هذا التمرين سهل جدّاً ويمكن ممارسته بصورة جيدة، وسوف تجني منه فائدة كبيرة، فمارسه صباحاً ومساءً، ولابد أن تمارسه لمدة لا تقل عن شهر إلى شهرين.

يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي وسوف أصف لك علاجاً بسيطاً يعرف تجارياً وعلمياً باسم (موتيفال Motival) فأرجو أن تتناوله بمعدل حبة واحدة ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة في الصباح وحبة في المساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناوله، فهذا الدواء من الأدوية السليمة وهو يساعد كثيراً في أعراض القلق وكذلك الاكتئاب البسيط.

وأرجو أيضاً أن تكون حريصاً على عباداتك وصلواتك في المسجد مع الجماعة وتلاوة القرآن، والمحافظة على الأذكار والدعاء، هذه أمور ضرورية من أجل حياة دنيوية وأخروية سعيدة، والإنسان حين يكون قريباً من ربه لا شك أنه يكون في حالة اطمئنان، قال تعالى: (( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ))[الرعد:28].

ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على العلاج السلوكي للمخاوف في الاستشارات التالية: (262026 - 262698 - 263579 - 265121)، والرقية: (237993- 236492-247326).

نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
عندي خمول وكسل يؤثر على حياتي، فما العلاج المناسب؟ 1590 الأربعاء 19-08-2020 02:35 صـ
أعاني من الوسوسة بالأمراض والموت، فما العلاج؟ 3540 الاثنين 17-08-2020 05:13 صـ
أعاني من اضطرابات في النوم وأعراض أخرى، فهل ما أعانيه عضوي أم نفسي؟ 1505 الاثنين 17-08-2020 04:29 صـ
ما سبب الشعور بالخدر في اليدين وضعف الرؤية؟ 962 الاثنين 17-08-2020 04:30 صـ