أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الشعور بالقلق والتوتر وضعف الشخصية

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم لمجهودكم ووفقكم الله:
أنا أعاني من ضعف الشخصية؛ حيث أني أنجرف مع الناس، ولا أستطيع أن أجعل لي رأياً خاصاً خوفاً من نقدهم واستهزائهم، أو أن يروني شخصاً شإذن عنهم، عندما أكون في جماعة أحس بالخجل ولا أتحدث، وإذا تحدثت ورد عليّ أحد أحس بالتوتر ولا أستطيع الرد، مع أني أعرف ما عليّ عمله، لكن القلق والتوتر يسيطر عليّ فينسيني ويجعلني في موقف محرج، وعندما توكل إليّ مسئوليات أتردد وأشعر أنني غير كفء لهذه المسئولية.
أنا أحب مشاركة الناس، ولا أحب الانعزال أو الانطواء، لكن خوفي من عدم إنجاز شيء هو الذي يضيع عليّ ما أريده، أشعر أن تكوين الصداقات أمر صعب جداً عليّ؛ حيث أني أخاف ألا يعجب الناس بتصرفاتي.
حاولت كثيراً حل مشكلتي، وقرأت كثيراً عنها، وجربت حلولها لكن سرعان ما أعود إلى ما كنت عليه من الضعف والتوتر.
أرجو أن تقولوا لي: ماذا أفعل لأحل مشكلتي؟ وهل أنا أعاني من الرهاب الاجتماعي؟
وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأولاً: حقيقة أنا لا أريدك مطلقاً أن تشخصي حالتك بهذه الصورة، فأنت - أيتها الفاضلة الكريمة - قد بدأت بقولك بضعف الشخصية، وهذه مشكلة كبيرة جدّاً، بمعنى آخر: أنك قد ألصقت بنفسك هذا الوصف، وهذا وصف ليس بالسهل، والإنسان حين يقول أنه ضعيف الشخصية أو أنه لا ثقة له في نفسه، فهذا هو لب المشكلة، والإنسان من المفترض أن يقيم نفسه تقييماً صحيحاً، أن ينظر إلى إنجازاته في الحياة، حتى وإن كانت بسيطة يجب أن ينظر إليها بكل اعتزاز وبكل فخر، ويحاول أن يطور نفسه.

أنا أعتقد أنك حساسة بعض الشيء، أنك تعانين من القلق والتوتر، وهذا طبيعي جدّاً في مثل عمرك، فأنت في مرحلة حقيقة فيها الكثير من التغيرات البيولوجية والهرمونية والنفسية والوجدانية، وبالطبع تحديد الهوية وتحديد الانتماء إلى جنسك وإلى مستقبلك، هذا كله يؤدي حقيقة إلى شيء من الشعور بالقلق والتوتر.

فعليه أرجو اتخاذ الخطوات التالية:

أولاً: يجب أن تنظري إلى نفسك بإيجابية، وأن تقولي لنفسك: (ما الذي يجعلني أقلق؟ أنا الحمد لله في بدايات الحياة، أنا صغيرة السن، أنا أدرس الآن، أنا أمامي مستقبل باهر، ما الذي يجعلني أقلق؟ لماذا لا أكون مثل الآخرين أو حتى أحسن؟).

يجب أن تغرسي في نفسك هذه المفاهيم الإيجابية وهي - إن شاء الله - تساعدك كثيراً، ولكن أن تضعي عن نفسك صورة سلبية وتتهمي نفسك بأنك تتبعين الآخرين، وأنك إمّعة وأنك لا شخصية لك، وهكذا، هذا حقيقة تفكير خاطئ وتفكير سلبي، وأنت تستطيعين - إن شاء الله - أن تبني عن نفسك أفكارا إيجابية أفضل من ذلك.

ثانياً: أنا أريدك أن تقومي بأفعال وأعمال إيجابية، واتركي مشاعرك جانباً، وقومي بالاجتهاد في دراستك، والتواصل مع زملائك، واحرصي على الصلاة وعلى تلاوة القرآن، ونظمي وقتك فيما يخص الدراسة، مارسي الرياضة، هذا كله - إن شاء الله - يجعلك تحسين أفضل مما كنت تتصورين.

هذا هو الذي أطلبه وأرجوه منك، وأعتقد أن ذلك ليس صعب المنال أبداً.

ثالثاً: لا تقولي أنك تعانين من الرهاب الاجتماعي، من الذي قال لك ذلك؟ هذه مجرد طاقات نفسية موجودة في هذه المرحلة العمرية قد تزيد وقد تنقص، وهذا أمر عارض - إن شاء الله - فأرجوك أن لا تستعملي هذه الكلمة (الرهاب الاجتماعي) أو (عدم إدراك الذات) أو (الانطواء) أو (الانهزامية).

أنا أقدر مشاعرك جدّاً، وأعرف تماماً أن القلق النفسي والاكتئاب النفسي قد يأتي لأشخاص في مثل عمرك، ولكن في هذه المرحلة فقط أنصحك بالتفكير الإيجابي عن نفسك، والاجتهاد في النجاح، واتخاذ الرفقة الطيبة والخيرة، وأن تعيشي المستقبل بأمل ورجاء، وأحب أن أسمع منك من فترة إلى أخرى، وفي هذه المرحلة لن أصف لك أي دواء من الأدوية؛ لأنه في نظري أنت غير محتاجة له.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
ولمزيد من الفائدة عن موضوعك يمكنك الاطلاع على هذه الاستشارات:
(225512 - 239454 - 249371).

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الأرق ومجموعة أعراض باطنية؟ 888 الأحد 16-08-2020 06:13 صـ
أنا منهارة تماما، وأحتاج لدواء نفسي! 918 الأحد 16-08-2020 04:09 صـ
تشوش الأفكار والقلق ما علاجها؟ 798 الأحد 16-08-2020 01:42 صـ
أعاني من القلق ولا أدري ما سببه؟ وكيف يمكن علاجه؟ 655 الأحد 16-08-2020 02:32 صـ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1584 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ