أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : بعض الإرشادات والتوجيهات للتخلص من القلق والاضطراب في النوم

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ذهبت للطبيب النفسي لكي أعالج نفسي من الخجل الاجتماعي، والاكتئاب والقلق، وقد وصف لي الطبيب سيروكات سي آر 25 ، والحمد لله تحسنتْ حالتي كثيراً، لكن القلق بشكل عام ما زال مستمراً معي؛ حيث لا أستطيع النوم بشكل مباشر، إنما أتقلب بالفراش كثيراً حتى ينزل عليَّ النوم.

تأتيني بعض الأحيان أفكار انهزامية لذاتي، وبأني فاشل وغير محبوب، وسمين جداً، ومشوه الجسم، لكن في الواقع كل هذه الأفكار غير صحيحة، لكنها تفرض نفسها على عقلي وتفكيري، فما هي توجيهاتكم ونصائحكم لي؟

وجزاكم الله خير الجزاء.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المنتصر بالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكما ذكرت فإن مشكلتك تنحصر في الخجل الاجتماعي المصحوب باكتئاب وقلق، والخجل أو الخوف الاجتماعي هو في حد ذاته نوع من أنواع القلق.

لقد تحسنت حالتك بفضل الله تعالى بعد أن بدأت في تناول الزيروكسات (CR)، وبقي لديك شيء من القلق واضطراب في النوم، وكما ألاحظ أن ما وصفته بأفكار انهزامية هي في حقيقة الأمر نوعاً من الوسواس القهري وليس أكثر من ذلك، والمطلوب منك أيها الفاضل الكريم هو أن تدعم عوامل تغيير السلوك، وأهم هذه العوامل هي أن تبدأ بحسن تقدير ذاتك، وهذا يتأتى بأن تحقر هذه الأفكار السلبية عن نفسك، وتنظر إلى نفسك بتجرد أكثر، وأن تركز على الإيجابيات الموجودة في شخصيتك، وعليك أن تركز على مهاراتك الاجتماعية الموجودة الآن، وتحاول توسيعها وتطويرها.

إذن: إعادة تقييم وتقدير الذات، هو أمر هام وضروري جدّاً.

ثانياً: لابد أن تسعى دائماً لتحقير هذه الأفكار، وأنت بنفسك قلت: إن هذه الأفكار غير صحيحة، أنا أقدر تماماً أنها أفكار متسلطة عليك، وأثبت العلماء أن أفضل وسيلة لعلاجها هي تحقيرها ورفضها وعدم اتباعها.

ثالثاً: أنصحك أيها الفاضل الكريم بأن توسع من شبكتك الاجتماعية، حاول أن تبني علاقات وطيدة وعلاقات راشدة مع من تحسن الظن بهم من الصالحين والخيرين والطيبين والفاعلين.

فيا أخي الكريم! الإنسان حين يُصاحب الإنسان التقي الوقور، الإنسان الذي لديه الاستعداد والقدرة والأريحية لمساعدة الآخرين، وأن يبرز نفسه بصورة إيجابية، لا شك أن ذلك سوف يكون له عائد وتأثير إيجابي جدّاً عليك، فكن حريصاً على ذلك.

رابعاً: عليك أن توزع وقتك بصورة جيدة وصحيحة، حاول أن تكون لديك أنشطة مختلفة في أثناء اليوم، هذه الأنشطة يجب أن تشمل أخذ قسط كاف من الراحة، وممارسة الرياضة، والزيارات الأسرية والعائلية، وزيارات الأصدقاء، وحضور المحاضرات والدروس، والقراءة، والترويح عن نفسك بما هو مباح ومتاح.

فإذن: إدارة الوقت بصورة جيدة تصرف الإنسان عن مثل هذا التفكير السلبي، فأرجو أن تكون حريصاً على ذلك.

خامساً: ذكرنا في النقطة السابقة: ممارسة الرياضة، والرياضة بالذات يجب أن يكون هناك تركيز عليها؛ لأن الرياضة تقضي على الطاقات النفسية السلبية، وتحسن النوم، وتعيد للإنسان ثقته بنفسه بدرجة كبيرة.

وهنالك أيضاً تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء، أرجو أن تكون حريصاً على ممارستها، ويمكنك الحصول على شريط أو (CD) أو كُتيب يوضح كيفية القيام بهذه التمارين، وسوف تجد إن شاء الله أنها علاج ناجع جدّاً للقلق النفسي.

سادساً: أرجو أن تكون حريصاً في تناول الدواء، وأنا أقول لك: إن الزيروكسات هو من الأدوية الطيبة جدّاً، وأعتقد أنه ربما يكون من الأفضل لك أن ترفع الجرعة قليلاً، اجعلها حبة ونصف في اليوم - أي: سبعة وثلاثين ونصف مليجرام – ومدة العلاج المطلوبة على هذه الجرعة هي ستة أشهر، وبعد ذلك خفض الجرعة وابدأ مرة أخرى في تناول خمسة وعشرين مليجرام، وهذه يجب أن تستمر عليها بالطبع لمدة ستة أشهر أخرى، ثم تخفض الجرعة إلى اثنتي عشرة ونصف مليجرام لمدة ستة أشهر أيضاً، ثم بعد ذلك يمكن أن تتوقف عن الدواء، أو إذا رأى الطبيب المعالج غير ذلك فهو أولى بأن يُتبع؛ لأنه بالطبع هو الذي قام بفحص حالتك.

بالنسبة لاضطراب النوم، فإن شاء الله بتطبيقك للإرشادات السابقة سوف يتحسن النوم لديك، ولمزيد من النصائح أريدك أيضاً أن:

1) تتجنب النوم في أثناء النهار.

2) كما ذكرت مسبقاً: ممارسة الرياضة أمر ضروري.

3) وهنالك عامل أيضاً مهم جدّاً، وهو أن تذهب إلى الفراش ليلاً في وقت ثابت ومعلوم؛ لأن هذا يؤدي إلى تنظيم داخلي في دورة النوم، ويساعد قطعاً في انتظام وفي عمق وفي كفاءة النوم.

4) الحرص على الأذكار، له عائد علاجي إيجابي جدّاً، فكن حريصاً على ذلك.

5) لابد أيضاً من أن تتجنب المواد المثيرة لليقظة، مثل الشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشكولاتا، حيث إن هذه تحتوي على مادة الكافيين، ويعرف عنه أنه يقلل النوم، فيجب تجنب هذه المواد، على الأقل في فترة المساء.

نشكرك كثيراً على التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2480 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
لماذا استمرار القلق والاكتئاب رغم تغيير الدواء؟ 2990 الأربعاء 29-07-2020 04:34 صـ
ما سبب تسارع ضربات القلب والكتمة رغم سلامة التحاليل؟ 6597 الأربعاء 29-07-2020 05:53 صـ
أعاني من حالة نفسية سيئة، كيف الخلاص؟ 1957 الاثنين 20-07-2020 04:01 صـ
ما زلت أعاني من القلق والتوتر وأخشى من الأدوية، أفيدوني. 3164 الثلاثاء 21-07-2020 02:58 صـ