أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الرهاب الاجتماعي والقلق النفسي وما يصاحب ذلك من ضعف التركيز وتشتت الذهن

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من اهتزاز ثقتي بنفسي، حيث أن أقل الأشياء من الممكن أن تقلب مزاجي، وأعاني من عدم الرضا النفسي والمواقف الاجتماعية تصيبني بالقلق والتوتر، وأعاني من عدم التركيز والنسيان بطريقة لا تطاق، حيث أنني أحياناً كثيرة أنسى أسماء أصدقائي والكتابة، وهذا الشيء يصيبني بعدم الثقة والارتباك النفسي وتأنيب الضمير وجلد الذات.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الأعراض العامة التي تعاني منها تتمثل في القلق النفسي، وهذا القلق أخذ المنحى أو المكوّن الاجتماعي والذي نسميه بالفزع أو الرهاب الاجتماعي، وهو من درجة بسيطة إلى متوسطة، وضعف التركيز وتشتت الأفكار هو من صميم القلق النفسي، بمعنى أن التوتر هو الذي أدى إلى هذه السمة، فأرجو أن لا تنزعج مطلقاً، وهذه الحالات يتم علاجها بصورة جيدة والاستجابة للعلاجات إيجابية، وأهم علاج هو أن تفهم أن الحالة هي قلق نفسي وليس أكثر من ذلك.

ثانياً: ما وصفته بالاهتزاز في ثقتك بنفسك يجب أيضاً أن تصحح مفاهيمك، فحين نتحدث عن الثقة بالنفس كثيراً ما نقسو على أنفسنا ويكون تقديرنا تقديراً سالباً وغير منصف لمقدراتنا، ولذا نحن نقول: على الإنسان دائماً أن يفصل بين مشاعره وبين ما يقوم به من أعمال، قد تكون المشاعر سلبية وقلقة ولكن ما يقوم به الإنسان من أعمال يكون إيجابياً جدّاً، بمعنى أنه تجده متواصلاً اجتماعياً، يؤدي وظيفته العملية والاجتماعية وإن كان طالباً تجده جيداً في دراسته، ولكن مشاعره تكون خلاف ذلك، ونحن نقول أن العبرة هي بالأفعال وليست بالمشاعر.

وعلى الإنسان دائماً أن يرفع من تقدير ذاته، وأن ينظر في الجوانب الإيجابية فيها، كما أن الثقة بالنفس واهتزازها قد يكون في أمور معينة، البعض يجده لا يثق في نفسه في طريقة كلامه، البعض لا يثق في نفسه في الطريقة التي يتواصل بها مع الآخرين، البعض تكون قناعته ضعيفة حول أدائه الوظيفي، ولكن يجب ألا نأخذ هذا المفهوم – أي مفهوم الثقة بالنفس – على الإطلاق، كل إنسان لديه مصادر قوة ومصادر ضعف في نفسه.. إذن أرجو أن تقيم نفسك بصورة صحيحة وإيجابية، وهذا يساعدك كثيراً.

أنت محتاج لعلاج دوائي بسيط يزيل هذا القلق وهذا التوتر والخوف الاجتماعي، الدواء يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً – وقوة الحبة أو عيارها هو خمسين مليجراماً – استمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم ارفع الجرعة إلى حبتين ليلاً – أي مائة مليجرام – واستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة (خمسين مليجراماً) واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء.. الدواء دواء سليم وفعال جدّاً وغير إدماني وغير تعودي، فأرجو أن تتناولها بالتزام حتى تجني الفائدة المرجوة منه.

بقي أن أقول أنه من الضروري أن تواجه المواقف الاجتماعية، أنا أؤكد لك أن الآخرين لا يقومون بمراقبتك، وما يظهر لك من قلق وتوجس واهتزاز في الثقة بالنفس هو شعور ناتج من القلق وهو مبالغ فيه، وحسب مقتضيات وأسس علم النفس السلوكي فإن الإنسان حين يواجه مصدر قلقه وخوفه هذه أفضل طريقة للتخلص من القلق وتعديل السلوك، فكن حريصاً على ذلك.

وهناك نوع من المواجهات العامة وجدت أنها مفيدة مثل ممارسة الرياضة مع مجموعة من زملائك، مثل رياضة القدم أو الجري أو المشي، هذه مفيدة من الناحية الصحية النفسية والجسدية، كما أن المشاركة وحضور الدروس وحلقات التلاوة وجد أنها أيضاً ترفع من الكفاءة النفسية وتزيل القلق والخوف، الانخراط في الأعمال الخيرية وأعمال البر والإحسان أيضاً يعطي الرضا بالنفس، وأنت لديك شعور بعدم الرضا، فأرجو أن تحاول وتنضم وتنخرط في هذه الجمعيات المفيدة.

ويمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي لقلة الثقة: (265851-259418-269678-254892)، والعلاج السلوكي للقلق: (261371-263666 - 264992 - 265121).

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الأرق ومجموعة أعراض باطنية؟ 874 الأحد 16-08-2020 06:13 صـ
أنا منهارة تماما، وأحتاج لدواء نفسي! 903 الأحد 16-08-2020 04:09 صـ
تشوش الأفكار والقلق ما علاجها؟ 777 الأحد 16-08-2020 01:42 صـ
أعاني من القلق ولا أدري ما سببه؟ وكيف يمكن علاجه؟ 640 الأحد 16-08-2020 02:32 صـ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1568 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ