أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد العتيبي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الحالة التي انتابتك هي نوع من القلق النفسي الحاد والمفاجئ، والذي نسميه بنوبات الهلع أو الهرع، وهو غير معروف الأسباب، ولكنه يشخص تحت حالات القلق كما ذكرت لك، وهو مزعج بعض الشيء، ولكني أؤكد لك أنه ليس بالخطير أبداً.

ما حدث لك من نسيان وفقدان للوزن هو ناتج من انشغالك بهذه الحالة التي حدثت لك، وبالنسبة لمستواك التعليمي لا شك أن الأمر يتطلب منك المزيد من الجهد، وتتأكد أن هذا مجرد قلق ويجب أن لا يعيقك مطلقاً، وسوف نصف لك - إن شاء الله - أدوية ممتازة وفعالة ومفيدة.

العقار الذي أود أن أصفه لك يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجراماً ليلاً لمدة شهر، بعد ذلك ارفع الجرعة إلى عشرين مليجراماً ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى عشرة مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم إلى خمسة مليجرامات ليلاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

يتميز السبرالكس بأنه من أفضل الأدوية التي تعالج نوبات الهلع والهرع، وهو دواء غير إدماني وسليم.

بجانب السبرالكس يفضل أن تتناول علاجاً آخر مساعدا، وهذا الدواء يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol) أرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة – وقوة الحبة هي نصف مليجرام – تناوله كل ليلة لمدة أربعة أشهر، ثم توقف عن تناوله.

أنا على ثقة كاملة - بإذن الله - أن هذا الدواء سوف يزيل منك هذه النوبات وهذا القلق وسوف يتحسن تركيزك وتتحسن شهيتك للطعام مما ينتج عنه تحسن في وزنك إن شاء الله.

الذي أرجوه منك أيضاً هو أن تمارس أي نوع من الرياضة، الرياضة تؤدي إلى حرق الطاقات السلبية وبناء طاقات نفسية وجسدية إيجابية جديدة، فكن حريصاً على ذلك.

الذي أرجوه منك أيضاً هو أن تركز على دراستك وأن تنظم وقتك، فأنت الآن عرفت تشخيص الحالة وهي بسيطة، ويجب أن لا تعوقك، وقد قمنا بوصف العلاج اللازم لك.

عليك أيضاً أن تمارس تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء، وتوجد كتيبات وأشرطة مفيدة في المكتبات بالمملكة العربية السعودية توضح كيفية ممارسة هذه التمارين الاسترخائية، من المكتبات الجيدة مكتبة جرير والتي توفر مثل هذه الوسائط، فأرجو أن تتحصل على أحد الكتيبات أو الأشرطة وتطبق هذه التمارين.

ويجب أن تعيش حياتك بإيجابية وبتفاؤل وبفعالية وتعرف أن المستقبل إن شاء الله هو للشباب المسلم، وأحسب أنك حريص على صلواتك وعباداتك وقراءة القرآن والدعاء، فهذه من الدعائم الأساسية التي تفتح أبواب الخير وتغلق أبواب الشر وتعود على الإنسان بالصحة والعافية التي ينشدها.

وختاماً نشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد في مقبل أيامك، وأن تتحصل على الشهادة الجامعية بتفوق وتميز.
وبالله التوفيق.