أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : صعوبة في التركيز ورغبة شديدة في النوم

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حدث لي منذ فترة قيء وعدم راحة بعد الأكل وإحساس بالنبض في الدماغ ورغبة شديدة في النوم وعدم القدرة على التركيز، وفسر ذلك بأنه التهاب في جدار المعدة وبقيت لمدة ثلاثة أشهر تتحسن حالتي ثم تعود من جديد، وأذهب من طبيب إلى طبيب، كل ما تبين هو التهاب في جدار المعدة والتهاب في القولون، وأخيراً أصبت بنوبة هلع غريبة قررت بعدها الذهاب إلى دكتور أمراض نفسية وعصبية، ورأى أني مصاب بقلق وتوتر عالٍ ووصف لي ال Seroxat وZolan، ولكني لا أشعر بتحسن.

ملاحظة (أنا كنت مدخناً شرهاً وأتناول الشاي والقهوة بكثرة وأقلعت عنهم جميعاً ـ ولله الحمد ـ منذ ثلاثة أشهر ).

أشعر الآن بدوار خفيف وصعوبة في التركيز ورغبة شديدة في النوم وفقدان للشهية وكثرة التثاؤب ونبض مستمر في الدماغ وإحساس بحركة غريبة في المعدة.

أرجو الإفادة في هذا، وكيف يحدث هذا التوتر الشديد وبدون سبب، علماً بأنه قبل إصابتي بهذا التوتر لم أكن أعاني من أي شيء؟

وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.. ونشكرك على تواصلك مع استشارات إسلام ويب.

فإن مثل حالتك هذه تأتي ما يسمى بالحالات النفسوجسدية، أي أن الأعراض التي تعاني منها هي في الأصل نفسية المنشأ، والحالة النفسية التي لديك هي مجرد قلق نفسي وليس أكثر من ذلك، ويعرف أن القلق النفسي له مكوّن عضوي، أي أنه تظهر أعراضه أيضاً في شكل سمات عضوية، وأهم الأعضاء التي تتأثر بوجود القلق النفسي هي الجهاز الهضمي، لذا نجد أن أعراضك تتمركز حول الجهاز الهضمي، ومعظم الفحوصات تكون طبيعية في مثل هذه الحالات.

أما المكون النفسي للقلق فقد يظهر في شكل قلق وتوتر ومخاوف ووساوس، وقد لا يظهر، وهنا نسميه بالقلق المقنع.

خلاصة الأمر أؤكد لك أن حالتك تأتي تحت ما يمكن أن نسميه بالظواهر النفسية، ولم ترق ولم تصل حالتك - إن شاء الله تعالى – لمرحلة المرض، وهذه الحالات تحدث للإنسان حتى وإن كان مرتاحاً من الناحية الاجتماعية أو النفسية أو لا يلاحظ على نفسه أي أعراض قلق أو اكتئاب، والأبحاث تدل أن بعض الناس لديهم الاستعداد للقلق وهذا هو الذي يمكن أن يفسر من خلاله ما حدث لك.

العلاج يتمثل في أن تقتنع بأن حالتك هي نفسوجسدية، وهذا يجعلنا نقول لك: تجنب التردد على الأطباء بكثرة؛ لأن ذلك يؤدي إلى قلق زائد وإلى توهم ووساوس مرضية.

ثانياً: الرياضة مهمة جدّاً في حالتك، فلابد أن تمارس أي نوع من الرياضة مفضلة بالنسبة لك، بشرط أن تكون ممارستك لها بانتظام والتزام، الرياضة تقوي النفوس كما تقوي الأجسام، ووجد أنها جيدة جدّاً في علاج حالات النفسوجسدية.

ثالثاً: الحمد لله أنت أقلعت عن التدخين، وهذا شيء إيجابي جدّاً، والشاي والقهوة إذا تناولتها بدرجة معقولة لا نعتقد أنها سوف تؤثر سلباً عليك، ولكن إذا كان قرارك هو الإقلاع التام عن الشاي والقهوة فهذا أيضاً قرار صائب.

يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي وفي رأيي أن العلاج الدوائي مهم وإن شاء الله سوف يفيد في حالتك، والدواء الجيد والذي أنصحك به في حالتك هو العقار الذي يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline)، هو دواء قريب من الزيروكسات Seroxat، ولكنه أفضل فعالية في بعض الحالات، وما دمت لم تستفد من الزيروكسات فنرى أن تستعمل هذا البديل.

الجرعة هي أن تبدأ سيرترالين بخمسين مليجراماً ليلاً بعد الأكل، وتستمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفعها إلى مائة مليجرام (حبتين) ليلاً، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى خمسين مليجراماً ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناول الدواء.

بجانب السيرترالين هنالك عقار آخر مساعد يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، أرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة (نصف مليجرام) في الصباح، لمدة ثلاثة أشهر فقط، ثم توقف عن تناوله.

هذه الأدوية بفضل الله تعالى أدوية فعالة وسليمة جدّاً.

لا داعي لتناول الزولام Alprazolam فهو دواء جيد لعلاج القلق والتوتر، ولكنه أيضاً يؤدي إلى التعود والإدمان، فأرجو أن تبتعد عنه.

أرجو أن تتفهم حالتك – هذا ضروري لعلاجك – كما أرجو أن تطبق الإرشادات السابقة وتتناول الدواء الذي وصفناه لك، وإن شاء الله تعالى سوف تحس أن حالتك قد تحسنت جدّاً.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.. ونشكرك على تواصلك مع استشارات إسلام ويب.
وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الأرق ومجموعة أعراض باطنية؟ 872 الأحد 16-08-2020 06:13 صـ
أنا منهارة تماما، وأحتاج لدواء نفسي! 901 الأحد 16-08-2020 04:09 صـ
تشوش الأفكار والقلق ما علاجها؟ 776 الأحد 16-08-2020 01:42 صـ
أعاني من القلق ولا أدري ما سببه؟ وكيف يمكن علاجه؟ 639 الأحد 16-08-2020 02:32 صـ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1565 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ