أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : بعد تركي للعلاج رجعت لي أعراض القلق والتوتر

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم.
كنت أعاني من قلق استمر معي قرابة تسع سنوات، وقد استخدمت علاج سيبراليكس لمدة سنة ونصف 10 مل لمدة ستة أشهر ثم 20 مل لمدة ستة أشهر ثم 10 مل وتحسنت ـ والحمد لله ـ ولكن بعد أن تركت العلاج بثلاثة أشهر بدأت تعود لي أعراض القلق والتوتر من جديد، حيث أني أصبحت أخاف عندما يرن الهاتف أو يدق الباب، لأني أخاف من سماع خبر سيء، كما أني أصبحت متوتراً وأشعر بخوف من غير سبب، علماً أن بعض الأعراض التي كنت أشعر بها في السابق قبل العلاج بدأت تعود من جديد، كذلك أود أن أوضح لك يا دكتور أن السبراليكس كان ممتازاً معي ولكن زاد وزني كثيراً وأثر على الرغبة الجنسية كثيراً أيضاً، وقد كتب لي الدكتور فافرين ولكني لم أتقبله نهائياً.
أرجو منك يا دكتور الإفادة، وأن توضح لي أكثر من علاج حتى لو لم يناسبني مع ذكر البديل ومراعاة الآثار الجانبية التي ذكرت.

كما أرجو أن توضح لي ما سبب الانتكاسة؟

مدة قراءة الإجابة : 8 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فايز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإني أبدأ بسؤالك الأخير وهو: ما هو سبب الانتكاسة؟

أولاً أنا لا أريد أن أسميها انتكاسة إنما هو نوع من العود للأعراض السابقة، والسبب الرئيسي لرجوع هذه الأعراض هو أنه غالباً ما يكون لديك أصلاً الاستعداد للقلق والتوتر والمخاوف والوساوس، ومعلومٌ أن بعض الناس لديهم الاستعداد وهذا الاستعداد يعتمد على الموروثات الجينية أو على التكوين النفسي للشخصية. هذا هو السبب الغالب والسبب الراجح.

ودائماً الأطباء والمختصون في علم النفس يرون أن تفاعل ما يسمى بالعوامل المرسبة مع العوامل المهيأة، أي عوامل الوراثة والشخصية إذا تفاعلت مع الظروف الحياتية هي التي تخرج لنا الحالة النفسية، هذا هو الغالب بارك الله فيك.

أنا أود أن أذكرك بأمر هام وهو أنك ـ الحمد لله تعالى ـ ما دمت قد استجبت للعلاج في المرة السابقة فهذه بشرى كبرى بالنسبة لك ولنا، ولابد أن يكون هذا حافزاً رئيسياً لك من أجل المزيد من التحسن؛ لأن الإنسان إذا تذكر واستوعب أن حالته قابلة للعلاج وذلك بعد التجربة الشخصية التي خاضها هذا وجد أنه يقلل من الانتكاسات ويؤدي إلى التحسن المستمر وأن يعيش الإنسان في صحة نفسية جيدة ومتوائمة.

بما أننا نرى أنه لديك الاستعداد لهذه الحالة النفسية فلذا ننصحك بأن تظل على الأدوية، ونحن هنا حينما نصف الدواء نرى أن فعاليته ووظيفته الوقائية هي أهم من وظيفته العلاجية. أنت ذكرت أن الفافرين لم يناسبك مطلقاً، وأنا أقول لك أنه توجد خيارات كثيرة، فأنا وصفت الفافرين في الأصل لأنه لا يؤدي إلى زيادة كبيرة في الوزن، كما أنه لا يؤثر على الأداء الجنسي.

الدواء البديل هو العقار الذي يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline)، وتبدأ جرعته بخمسين مليجراماً ليلاً لمدة شهر، ثم ترفع الجرعة إلى مائة مليجرام (حبتين) في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى حبة واحدة (خمسين مليجراماً) يومياً لمدة عام.

هذا الدواء من الأدوية الجيدة ومن الأدوية الفعالة جدّاً ولا يؤدي زيادة كثيرة في الوزن، كما أن آثاره على الأداء الجنسي تعتبر ليست مزعجة أبداً.

الخيار الآخر هو العقار الذي يعرف تجارياً باسم (بروزاك Prozac)، ويسمى علمياً باسم (فلوكستين Fluoxetine)، هو دواء جيد ودواء فعال، وجرعته هي كبسولة واحدة (عشرين مليجراماً) في اليوم لمدة شهر، ثم ترفع الجرعة إلى كبسولتين (أربعين مليجراماً) لمدة ستة أشهر، ثم تخفض إلى كبسولة واحدة لمدة عام.

البروزاك يتميز بأنه لا يؤدي إلى زيادة في الوزن، ولكن بعض الناس ربما يشتكي من أنه قد أثر على أدائهم الجنسي، وإن كانت هذه أقلية قليلة جدّاً من الناس، وأعتقد أن العامل النفسي يلعب دوراً في هذه الحالة.

الزيروكسات أيضاً عقار معروف ولكن الزيروكسات مشابه لدرجة كبيرة للسبرالكس، فلذا لا أعتقد أن هنالك مجال لك لأن تتناوله.

يوجد دواء من الأدوية القديمة يعرف تجارياً باسم (تفرانيل Tofranil) ويعرف علمياً باسم (امبرمين Imipramine)، هذا العقار عقار أيضاً جيد، لكن لديه آثار جانبية قد لا يتحملها البعض، ومن هذه الآثار الجانبية أنه قد يؤدي إلى شعور بالجفاف في الفم، وربما يؤدي إلى ثقل في العينين وربما يؤدي إلى إمساك.. هذه الأعراض غالباً ما تكون في بداية العلاج...التفرانيل لا يؤدي إلى زيادة في الوزن كما أنه لا يؤثر على الأداء الجنسي.

جرعة التفرانيل تبدأ بخمسة وعشرين مليجراماً يومياً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة بعد ذلك إلى خمسين مليجراماً يومياً لمدة شهرين، ثم ترفع إلى خمسة وسبعين مليجراماً لمدة شهر أيضاً، وبعد ذلك ترفع إلى مائة مليجرام – وهذه هي الجرعة العلاجية – ويمكن تناولها بمعدل خمسين مليجراماً في الصباح وخمسين مليجراماً مساءً، ولابد من الاستمرار على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر على الأقل، ثم بعد ذلك يمكن أن تخفض بمعدل خمسة وعشرين مليجراماً كل ثلاثة أشهر، حتى يتم التوقف عنها.

هنالك عقار آخر يسمى تجارياً باسم (أوروكس Aurorix) ويعرف علمياً باسم (مكلوباميد Moclobenide)، هذا الدواء من الأدوية الممتازة والجيدة جدّاً، وهو لا يؤدي إلى أي زيادة في الوزن ولا يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الأداء الجنسي، ولكنه قد لا يكون متوفراً في جميع البلدان، كما أنه يعاب عليه أن الجرعة يجب أن تكون مرتين أو ثلاثاً في اليوم، والجرعة هي: مائة وخمسون مليجراماً ثلاث مرات في اليوم، أو ثلاثمائة مليجرام صباحاً وثلاثمائة مليجرام مساءً، وجرعة البداية هي الجرعة الكاملة، أي أربعمائة وخمسون مليجراماً أو ستمائة مليجرام في اليوم، ويجب الاستمرار عليها لمدة عام، وبعد ذلك يمكن أن تخفض إلى ثلاثمائة مليجرام لمدة شهر، ثم إلى مائة وخمسين مليجراماً في اليوم لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناوله.

هنالك دراسات الآن تشير أن عقاراً يعرف تجارياً باسم (إفكسر Efexor) ويعرف علمياً باسم (فنلافاكسين Venlafaxine) هو أيضاً دواء مفيد وفعال، ولكن يعاب عليه أنه يؤدي إلى زيادة في الوزن لدى بعض الناس، كما أن الجرعة التي تزيد عن مائة وخمسين مليجراماً في اليوم ربما تؤدي إلى زيادة بسيطة في ضغط الدم.

أرجو أن أكون قد أوضحت ما تود أن تعرفه، ونصيحتي لك أيضاً هي الاهتمام بالآليات العلاجية الأخرى من علاج سلوكي وممارسة الرياضة، هذه مدعمة جدّاً للعلاج الدوائي.

أسأل الله لك العافية، والتوفيق والسداد.

ويمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية عن العلاج السلوكي للمخاوف والقلق ( 262026 - 262698 - 263579 - 265121 - 261371 - 263666 - 264992 - 265121)
وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الأرق ومجموعة أعراض باطنية؟ 872 الأحد 16-08-2020 06:13 صـ
أنا منهارة تماما، وأحتاج لدواء نفسي! 901 الأحد 16-08-2020 04:09 صـ
تشوش الأفكار والقلق ما علاجها؟ 776 الأحد 16-08-2020 01:42 صـ
أعاني من القلق ولا أدري ما سببه؟ وكيف يمكن علاجه؟ 638 الأحد 16-08-2020 02:32 صـ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1564 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ