أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : انعدام التركيز والتوتر وسرعة الغضب

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم.
منذ عدة سنين عندما كنت في سن 11 كانت تأتيني أشياء إذا استيقظت من نومي في منتصف الليل.

أما الآن فأصبحت في حالة جداً صعبة حيث إنني لا أستطيع التركيز! وأحس بأن العالم شيء غريب من حولي، وتأتيني هواجس وضيق في صدري، وأصبحت سريعة الغضب، ودائماً أنتقد نفسي وأرى بأني سلبية في جميع الأمور.

وعند اقتراب الليل تأتيني أفكار متبعثرة أحس بأحاسيس جداً متفرقة، أنا شخصياً لا أعرف كيف أنقلها لكم، بالإضافة لي أخ واحد لا أعلم أحس وكأنه يكرهني! يتصرف معي تصرفات ويبدأ بالضرب، وأنا يوترني هذا الشيء.
أرجو الإجابة وإن شاء الله إذا استطعت التعبير عن حالتي سوف أوافيكم.
أتمنى أن تجيبوني لأني جداً يائسة.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سكينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنشكرك كثيراً على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.
فأقول لك بداية: نعم رسالتك واضحة ونستطيع أن نستخلص منها – أيتها الابنة الفاضلة - أنك تعانين من نوع معين من القلق النفسي يحس فيه الإنسان بالتغير وبالغربة عن الذات وتأتيه أعراض أخرى مثل التي قمت بشرحها، ولاشك أن سرعة الغضب والشعور بالضيقة في الصدر هي من علامات القلق النفسي، فحالتك إذن هي من حالات القلق النفسي وليس أكثر من ذلك.

لاشك أن منهج الانفعال السلبي والضرب بينك وبين أخيك أمر مرفوض ويجب أن تكون هنالك معاملة قائمة على الرحمة وعلى اللطف وعلى الود، فأرجو أن تحسني إليه وأن تخاطبيه بأسلوب فيه شيء من الرفق وتوضحي له أن الضرب أمر مذموم وليس محموداً، وحاولي أن تتجنبي الاحتكاكات السلبية معه بقدر المستطاع، وأنا أتصور أن حدة انفعالاتك وسرعتها ربما تكون ساهمت أيضاً في أن يقدم أخوك على ضربك.

هذه المتغيرات في مجملها تحدث لدى الفتيات عند هذا العمر؛ لأن هنالك تغيرات نفسية ووجدانية وبيولوجية كثيرة، والذي أنصحك به هو تناول أحد الأدوية المضادة لمثل هذه الحالات، وهذا الدواء يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin) ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، فأرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة خمسين مليجراماً ليلاً لمدة شهرين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى مائة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى خمسين مليجراماً ليلاً لمدة ثلاثة أشهر.

وإذا لم تتحصلي على هذا الدواء فيوجد دواء بديل يعرف تجارياً باسم (تفرانيل Tofranil) ويعرف علمياً باسم (امبرمين Imipramine)، فيمكنك أن تبدئي في تناوله – وذلك إذا لم تتحصلي على دواء فافرين – بجرعة خمسة وعشرين مليجراماً ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى خمسين مليجراماً ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى خمسة وعشرين مليجراماً ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم تتوقفين عن الدواء.

هذه الأدوية حقيقة هي مضادة للقلق ومضادة للعصبية والتوتر، وتساعد كثيراً في تحسين المزاج.

سيكون أيضاً من الجميل أن تمارسي أي نوع من التمارين الرياضية التي تناسب الفتاة المسلمة؛ لأن الرياضة تمتص طاقات الغضب والتوتر وتساعد كثيراً في الاسترخاء وتحسن الصحة النفسية.

لابد أن تعلمي وتعرفي أن الغضب هو أمر بغيض ومذموم، وعليك ألا تنسي ما ورد في السنة المطهرة، وعليك أن تقومي بالاطلاع على ذلك في أحد الكتب المعروفة، الأمر يتطلب الاستغفار، وأن تستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، إذا أصيب الإنسان بغضب شديد، وأن تنفثي عن يسارك ثلاث مرات وأن تغيري المكان الذي أنت فيه، وأن تتوضئي، هذه أيضاً علاجات طيبة لإزالة التوتر وبعث الطمأنينة في النفس.

أرجو أن تفكري إيجابياً في مستقبلك، فأنت طالبة ومطالبة بالتزود بالعلم ومطالبة بالتميز؛ لأن سلاح العلم وسلاح الدين هما الذان يبقيان، فكل شيء قد يزول ولكن لا أحد يستطيع أن ينزع منك دينك أو علمك، فأرجو أن تكوني حريصة وأن تضعي أهدافا واضحة وتطبقي الآليات المتاحة، ومن أفضل الآليات التي نراها هي وسيلة للنجاح هي إدارة الزمن بصورة صحيحة؛ لأن الإنسان الذي لا يدير وقته بصورة صحيحة ويجعل الوقت هو الذي يديره فهذا لا شك لن يُكتب له النجاح، فأنت في مقتبل العمر وفي مرحلة طلابية هامة، ونحن نعيش في عالم تنافسي البقاء فيه لاشك لمن هو أكثر قوة وإيماناً وعلماً، وقد قال تعالى: (( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ))[المجادلة:11].

أرجو أن تتبعي الإرشادات السابقة وتتناولي الدواء الذي وصفته لك، وأسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الأرق ومجموعة أعراض باطنية؟ 872 الأحد 16-08-2020 06:13 صـ
أنا منهارة تماما، وأحتاج لدواء نفسي! 901 الأحد 16-08-2020 04:09 صـ
تشوش الأفكار والقلق ما علاجها؟ 776 الأحد 16-08-2020 01:42 صـ
أعاني من القلق ولا أدري ما سببه؟ وكيف يمكن علاجه؟ 638 الأحد 16-08-2020 02:32 صـ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1564 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ