أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : عدم التقدم لأي عمل بسبب التأتأة والصعوبة في الكلام

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أبلغ من العمر 25 عاماً، أعاني من صعوبة في الكلام، وذلك في بداية أي حرف أو أثناء الكلام في بعض الحروف، وتزداد حالتي تعقيداً في حالة الغضب والخوف وارتكاب المعاصي، وقد صرت أكره وأحب العزلة في نفس الوقت.

علماً بأني أكملت دراستي الجامعية ولم أتقدم للعمل لهذا السبب، وقد يكون سبب ذلك ما حدث معي عندما كان عمري ثمان سنوات حينما أمرني المعلم بالقراءة فذهب نَفَسي، وكنت أرى أبي كالوحش بسبب التهديد والضرب في طفولتي، وأشعر أن الأرض ضاقت علي بما رحبت، فهل الصيام مدة أربعين يوماً عن الماء فقط مفيد في حالتي؟!
وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مراد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن التلعثم في الكلام والتأتأة تكون دائماً مرتبطة بالقلق، وقد نجد أن هناك عاملاً وراثياً عند بعض الناس، فبعض الأسر يكون لديها هذه التأتأة أو هذه الصعوبة، ونعرف أنها تكثر لدى الذكور وتقل كثيراً وسط النساء.

وهناك عدة علاجات لذلك، أولها أن نزيل الأسباب، وفي حالتك يجب أن لا تغضب، وحاول أن تكون منبسطاً ومسترخياً وكاظماً للغيظ ومنفتحاً، وأما الخوف فلا يوجد شيء تخاف منه، وإنما الخوف من الله فقط وليس أكثر من ذلك، واحمد الله الذي جعل هذه التأتأة تحدث لك عنما ترتكب المعاصي لتذكرك أن ارتكاب المعاصي هو أمر يؤدي إلى سوء الأحوال في الدنيا والآخرة، فعليك بأن تقلع عن المعاصي، وعليك بالاستغفار ولزوم التوبة، وعليك بدعاء سيد الاستغفار: (اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت).

وأما عن حبك للعزلة والانقطاع عن الدراسة فأعتقد أن هناك بعض الاكتئاب الثانوي البسيط، أو أنك ربما تكون متساهلاً مع نفسك، وهذا يعالج بأن ترفع من همتك وبأن تكون جاداً وبأن تحس أن لحياتك قيمة وأنك في عنفوان الشباب، ويجب أن تدير وقتك إدارة قوية وصادقة، ويجب أن تتواصل اجتماعياً مع الإخوة الأفاضل والصالحين وتتخذ منهم القدوة في حياتك وتكون منتجاً ويكون لك شأناً ويكون لك حضورك في المجتمع، وقيِّم نفسك بصورة إيجابية وضع الآليات التي تدفعك لأن تكون فعّالاً.

ولا تتأثر بما حدث لك في الطفولة، فيجب على الإنسان أن لا يكون أسيراً لماضيه، فإن التجارب السابقة مجرد تجارب، والإنسان يستفيد منها لتطوير الحاضر وتطوير المستقبل وليس أكثر من ذلك.

يأتي بعد ذلك العلاجات الخاصة، فعليك أن تحاول أولاً أن تتكلم ببطء، فهذا مهم جدّاً، ثم حدد الكلمات التي تجد صعوبة في نطقها، اكتب مائة كلمة تبدأ بالحروف التي فيها صعوبة، وبعد ذلك قل هذه الكلمات بصوت مرتفع وقم بتسجيلها على المسجل، ثم بعد ذلك استمع لما سجلته وسوف تجد أن أداءك جيد، وهذا سوف يحفزك ويشجعك كثيراً، ثم أدخل هذه الكلمات في جمل قصيرة وقلها بصوت مرتفع، ولابد من أن تتحرى البطء، فالبطء مهم جدّاً في الكلام.

وعليك أيضاً بقراءة القرآن على أحد المشايخ حتى يعلمك مخارج الحروف، وحتى تتعلم التجويد بصورة صحيحة، فهذا وجد أنه من الأشياء العظيمة التي تؤدي إلى إزالة التلعثم وتحسن النطق.

وعليك أن تتعلم التنفس مع الكلام، فبعض الناس لا يعرفون أن يتنفسوا مع الكلام بصورة صحيحة، مع أن التنفس شيء لاإرادي، ولكن هناك الجانب الإرادي فيه، فخذ نفساً مع بداية الكلام، فهذا ضروري، وأرجو أن لا تضع في بالك أبداً أنك مراقب من الآخرين، أو أن الآخرين يراقبون أداءك وتلعثمك ويستهزئون عليك أو يحقرونك، وكن جلداً وواثقاً من نفسك ولا تلتفت لمثل هذا أبداً.

وسوف يكون من الجيد إذا قمت بمقابلة أخصائي التخاطب، فهناك في المدن الكبرى يوجد مع عيادات الأنف والأذن والحنجرة أخصائيون للتخاطب، فأخصائي التخاطب أيضاً ربما يفيدك في التخلص من هذه العلة.

ويبقى بعد ذلك تناول بعض الأدوية التي تساعد، فهناك عقارات كثيرة تساعد كثيراً في تحسين مزاجك وإزالة القلق وتؤدي إلى شعورك بالاسترخاء، وشعورك بالاسترخاء سوف يحسن من قدرتك على النطق، فهناك دواء يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline) فأرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة -وقوة الحبة هي خمسون مليجراماً- ليلاً لمدة ستة أشهر، فهذا إن شاء الله يفيدك كثيراً.

وعليك أيضاً بممارسة الرياضة الجماعية، فحاول أن تمارس مثل رياضة الجري أو التنس أو غيرها، فهذه الرياضات وجد أنها تساعد كثيراً في تسهيل النطق؛ لأن الإنسان يتكلم مع الباقين ويتواصل معهم بكل استرخائية وبصورة لا شعورية.

وأما ما ذكرته عن الصيام لمدة أربعين يوماً عن الماء، فلم أسمع بهذا ولا أظن لذلك قيمة في علاج حالتك، فإذا أردت أن تصوم فصم الصيام المشروع: الإثنين والخميس وثلاثة أيام من كل شهر، فإذا مكنك الله من ذلك فإن شاء الله سيكون لك خير الدنيا والآخرة، ولكنَّ نوعية هذا الصيام الذي ذكرته لا فائدة فيه ولا أصل شرعي له ولا أعتقد أنه سوف يعود عليك بأي نفع، نسأل الله لك الشفاء والعافية، وجزاك الله خيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أشعر بضعف الشخصية خارج البيت وأمام الناس، فما الحل؟ 1446 الاثنين 10-08-2020 02:36 صـ
لا أعرف أن أعبر وبعض كلامي غير مفهوم 1088 الاثنين 13-07-2020 03:32 صـ
كيف أتغلب على ضعف الشخصية وأستعيد ثقتي بذاتي؟ 2197 الاثنين 06-07-2020 05:45 صـ
أعاني من عدم القدرة على التفاعل مع الآخرين 1372 الأربعاء 01-07-2020 05:35 صـ
أعاني من الصمت المرضي.. كيف أتخلص منه؟ 1642 الاثنين 15-06-2020 01:31 صـ