أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الشعور بالخفقان والرجفة مع جفاف البلغم واللعاب

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من خفقان ورجفة، وجفاف بالريق، وقلق، حتى الكلام في بعض الحالات يخرج مني بصعوبة بسبب المناسبات الاجتماعية، ومقابلة الناس، ويزداد الأمر عندي مع الأقارب، حتى أني أشعر أن صدري مكتوم؛ مما سبب لي انعزالية، فأرجو نصحي بالعلاج المناسب.

وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنك تعاني من حالة قلق عام، فهذا الخفقان والرجفة والقلق، وجفاف الفم واللُّعاب، وزيادة هذا القلق عند الكلام، هذا كله من صميم الأعراض النفسية والجسدية للقلق النفسي، ومن الواضح أن هذه الحالة القلقية تزداد لديك عند مواقف اجتماعية ومناسبات اجتماعية معينة خاصة عند مقابلة الناس.

هذه الأعراض الأخيرة تدل على أنك تعاني من درجة بسيطة مما يعرف بالخوف أو الرهاب الاجتماعي، وعموماً هو لا ينفصل أبداً عن القلق النفسي، بمعنى أن الرهاب الاجتماعي هو نوع من القلق النفسي.

أولاً: أرجو أن أؤكد لك أن هذه مجرد حالة من حالات القلق وليست أكثر من ذلك ولا تعتبر مرضاً نفسياً حقيقياً، إنما هي ظاهرة من الظواهر النفسية.

الحالة تعالج بأن نصف لك بعض الأدوية التي سوف تساعدك كثيراً، ثم بعد ذلك نقدم لك إرشادات سلوكية أخرى.

هنالك أدوية ممتازة لعلاج مثل هذه الحالة، ومن أفضل هذه الأدوية عقار يعرف باسمه التجاري (سبراليكس Cipralex) ويعرف باسمه العلمي (استالوبرام Escitalopram) فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى عشرين مليجراماً ليلاً - ويفضل أن تتناوله بعد الأكل – لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفّض الجرعة مرة أخرى إلى عشرة مليجرام ليلاً، واستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم يمكنك التوقف عنه.

هذا الدواء يتميز بأنه يعالج القلق ويعالج الخوف والرهاب الاجتماعي، كما أنه يحسن المزاج، وهو قليل الآثار الجانبية جدّاً.

توجد أدوية أخرى مثل عقار (الفافرين Faverin) وعقار (زيروكسات Seroxat) وعقار ثالث (لسترال Lustral)، ولكن (سبراليكس Cipralex) - إن شاء الله تعالى – سوف يؤدي مهمة القضاء على هذه الأعراض بصورة جيدة جدّاً.

يبقى بعد ذلك أن تكون حريصاً على المواجهة الاجتماعية، فأرجو ألا تتجنبها مطلقاً، ويمكنك أن تساعد نفسك سلوكياً بأن تتخيل في خيالك أنك في مناسبة اجتماعية كبيرة، وأنك تحيي الحضور وتتجاذب أطراف الحديث مع هذا وذاك والكل يرحب بك، عش هذا الخيال لمدة لا تقل عن عشر دقائق، ثم بعد ذلك انتقل إلى خيال آخر، وهو أنه طُلب منك أن تُلقي كلمة ترحيبية في جمع من الناس في مناسبة اجتماعية طيبة، عش هذا الخيال أيضاً لمدة ربع ساعة – وهكذا – .

هذا النوع من المواجهة نسميه (التعرض في الخيال) وهو نوع من العلاج النفسي الجيد جدّاً إذا طبقه الإنسان باستمرار ونظر إليه بجدية، أي أنه علاج سلوكي مفيد.

وعليك بالطبع ألا تتجنب المواقف الاجتماعية، وتذكر دائماً بأنك لست بأقل من الآخرين ولا ينقصك شيء، وأرجو أيضاً أن أذكرك أن كثيراً من الناس يخافون من هذه المواجهات الاجتماعية؛ لأنهم يعتقدون أنهم تحت مراقبة الآخرين أو أنهم يتلعثمون أو يرتجفون ويرتعشون أمام الآخرين، فأرجو أن أؤكد لك أنه من الناحية العلمية هذه المشاعر ليست حقيقة كلها، نعم قد يحدث نوع من التلعثم البسيط أو الرعشة ولكن بالصورة التي يتخيلها الإنسان الذي يعاني من الخوف أو الرهاب الاجتماعي.

فأرجو أن تطمئن وأرجو أن تصحح مفاهيمك لأن ذلك يُعتبر أمراً ضرورياً.

والعلاج الآخر هو أن تمارس ما يُعرف بتمارين الاسترخاء خاصة تمارين التنفس المتدرج، فأرجو أن تستلقي في مكان هادئ وتفكر في شيء جميل وأغمض عينيك وافتح فمك قليلاً، ثم بعد ذلك قم بأخذ نفس عميق وبطيء عن طريق الأنف، واجعل صدرك يمتلأ بالهواء وترتفع بطنك قليلاً، ثم بعد ذلك أمسك على الهواء في صدرك لمدة قصيرة ثم أخرجه بكل قوة وبنفس البطء، وكرر هذا التمرين أربع إلى خمس مرات بمعدل مرتين في اليوم، فهذه التمارين من التمارين المفيدة جدّاً وسوف يساعدك كثيراً في شعورك بأن صدرك مكتوم؛ لأن الشعور بكتمان الصدر ناشئ من انقباض عضلات الصدر، وبالطبع الاسترخاء سوف يزيل هذا الانقباض الذي هو في الأصل ناتج من التوتر.

إذن أرجو أن تطبق الإرشادات التي ذكرتها لك، وأن تتناول العلاج الذي قمت بوصفه لك، وإن شاء الله سوف تتحسن حالتك وتزول هذه الأعراض تماماً، وللاستزادة أكثر عن العلاج السلوكي يمكنك مراجعة هذه الاستشارات:
( 259576 - 261344 - 263699 - 264538 - 261371 - 263666 - 264992 - 265121 )

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تشوش الأفكار والقلق ما علاجها؟ 776 الأحد 16-08-2020 01:42 صـ
أعاني من القلق ولا أدري ما سببه؟ وكيف يمكن علاجه؟ 639 الأحد 16-08-2020 02:32 صـ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1565 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
هل ما أعاني منه قولون عصبي أم مرض آخر؟ 9866 الأحد 16-08-2020 01:24 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3864 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ