أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : قلق وتوتر من أتفه الأشياء وأفكار سوداء عند النوم

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بداية أشكر العلي القدير على جهودكم وموقعكم المبارك، فأنتم نعمة تستوجب الشكر، ثم أستسمحكم في عرض مشكلتي:

أعاني من التوتر والقلق الشديدين من أتفه الأشياء؛ إذ أني قبل النوم وعندما أضع رأسي على الوسادة تنتابني الأفكار السوداء، مثل أن أحداً من أفراد أسرتي سيموت أو أن أولادي سيحدث لهم مكروه، وإذا نويت السفر لأي مكان مهما كان قريباً أتوتر جداً، وأفكّر، ويجافيني النوم تماماً فهل ستحصل لي حادثة أثناء سفري أو تنقلب بي السيارة، وإلى ما شابهه من هذا التفكير السلبي أو إذا أرسلت ولدي في شراء شيء مثلاً من مكان قريب أقلق عليه، وأنتظره في الشرفة أو إذا كانت زوجتي في بيت أبيها وسمعت صوت سيارة الإسعاف أسارع بالاتصال بهم للاطمئنان عليهم خشية حدوث مكروه لهم، كما أني أفكر أنه ربما تحدث مشكلة في عملي وأفقده بسببها.

ما سبق بعض من الأعراض التي أشعر بها، فأي شيء يسبب لي التوتر والقلق وعدم النوم، علماً بأن هذه الأفكار تراودني ليلاً فقط وقبل النوم، وعندما يشتد بي الألم أتوضأ وأصلي وأعيد قراءة أذكار النوم، ولكن لا فائدة، كما أني مصاب بضغط الدم العصبي، ولا أتعاطى له أي علاج سوى الأعشاب أو أتناول أقراص كالميبام المهدئة، وإن كنت لا أواظب عليها يومياً خشية إدمانها، فهل من حل لديكم؟
وشكراً لاتساع صدوركم.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً وبارك الله فيك على كلماتك الطيبة التي بدأت بها رسالتك، ونسأل الله أن ينفع بنا جميعاً، وأن يجمعنا على الخير دائماً.

هذه الأعراض التي وردت في رسالتك تدل أنك صاحب شخصية قلقة، والقلق والتوتر في بعض الأحيان قد يكون سمة من سمات الشخصية، وهو حقيقة غير مرفوض كطاقة نفسية؛ لأنه يحسن من دافعية الإنسان، ويقوي من تركيزه، ويقوي من دافعيته نحو الإنجاز، ولكن بالطبع إذا اشتد القلق وزاد هنا ربما تحصل الصعوبات ويؤدي إلى انشغال الإنسان، وتظهر بعد ذلك الأعراض الوسواسية الطقوسية التي تسيطر على تفكير المريض مما يؤدي إلى نوع من اهتزاز الثقة بالنفس.

وهذا الذي تعاني منه هو كما ذكرت لك قلق نفسي، ولكن القلق أيضاً أخذ الصفة الوسواسية، وأصبحت تفكر في بعض الأمور الافتراضية، ومعظم تفكيرك يتميز بالتشاؤم، وهذا أيضاً مرتبط بالوساوس، ومرتبط بالقلق.

الذي أنصحك به أولاً:

• عليك أن تفهم أن هذه حالة قلق بسيطة جدّاً، ويعرف تماماً أن الوقت الذي يذهب فيه الإنسان إلى فراشه هنا يختلي الإنسان بنفسه بعض الشيء، وتنحصر أفكاره دائماً في الأمور الخاصة، وكما ذكرتَ هذا هو الوقت الذي تتركز وتكثر فيه هذه الأفكار وهذا ليس مستغرباً؛ لأن تفكيرك في هذا الوقت من اليوم يكون دائماً حول نفسك وشؤونك الخاصة وشؤونك الداخلية، هذا هو الأمر الأول وهو أن تفهم طبيعة الحالة التي تعاني منها.

• ثانياً: عليك أن تعرف أن القلق بسيط، وأن الوساوس أيضاً يمكن علاجها، والأشياء التي تشغلك الذي أنصحك به هو أن تكون أكثر توكّلاً، وحين تنشغل بأفراد أسرتك وأحبابك وذويك وزوجتك فعليك بالدعاء، واسأل الله أن يحفظهم، فهذا هو الشيء الضروري جدّاً والذي كثيراً لا نعطيه أهمية في تفكيرنا، فاسأل الله لهم الحفظ وكن أكثر توكلاً، (( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ))[التوبة:51].

• ثالثاً: الحرص على الأذكار، فأنت قد ذكرت أنك حريص على الأذكار، ولكن لا فائدة، بالطبع هذا القول ربما تكون قد تسرعت فيه؛ لأن الأذكار فائدتها معروفة وفائدتها مضمونة، فقط على الإنسان أن يؤديها بالصورة الصحيحة، وأن يكون على تيقن أنها سوف تفيده، فأرجو أن تكون حريصاً على ذلك، وكيف لا تكون فيها فائدة وقد قال صلى الله عليه وسلم: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت)، وإن للذكر فوائد ليس هذا موضعها.

• رابعاً: عليك أن تمارس ما يعرف بتمارين الاسترخاء، قم بالآتي:

(1) الاستلقاء في مكان هادئ.
(2) التفكير في أمر طيب وجميل أو الاستماع لسورة من القرآن من أحد القرّاء بصوت منخفض.
(3) أغمّض العينين وافتح الفم قليلاً، وتنفّس عن طريق الأنف بكل قوة وبطء – وهذا هو الشهيق - .
(4) املئ الصدر بالهواء وارفع البطن قليلاً.
(5) اقبض الهواء في الصدر لمدة قصيرة.
(6) أخرج الهواء عن طريق الفم بكل قوة وبطء - وهذا هو الزفير - .
(7) كرر هذا التمرين أربع إلى خمس بمعدل مرتين في اليوم.

هذا التمرين من التمارين البسيطة والمفيدة جدّاً، ويمكنك أيضاً الحصول على أحد الكتيبات أو الأشرطة التي توضح كيفية القيام بهذه التمارين؛ وذلك من أجل المزيد من التفاصيل.

• خامساً: أرجو أن تمارس الرياضة – أي نوع من الرياضة – كرياضة المشي أو ممارسة كرة القدم، فقد وجد أنها تحرق وتقضي على هذه الطاقات السلبية الناتجة من القلق والتوتر والوساوس، وتعطي أيضاً قوة في الجسد وقوة في النفس أيضاً.

• سادساً: سوف أصف لك أحد الأدوية والتي أعتقد أنها مفيدة جدّاً بالنسبة لك، وبالنسبة لأقراص (الميبام) هي من مجموعة (البنزودايزين Benzodiazepine)، وهذه المجموعة يعرف أنها تؤدي إلى التهدئة وإلى الاسترخاء وتحسن النوم، ولكنها بالطبع ربما تؤدي إلى الإدمان – كما ذكرتَ -.

فالدواء الذي سوف نصفه لك - إن شاء الله تعالى – هو دواء علاجي وسوف يفيدك كثيراً، فهنالك عقار يعرف باسمه التجاري (زولفت Zoloft) ويسمى أيضاً (لسترال Lustral) ويسمى باسمه العلمي (سيرترالين Sertraline)، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجراماً - حبة واحدة - ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى مائة مليجرام ليلاً واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفّض الجرعة إلى خمسين مليجراماً ليلاً، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك توقف عن تناوله.

بجانب ذلك أرجو أن تحسن من صحتك النومية وذلك بتجنب النوم النهاري، وبالطبع لا مانع من القيلولة الشرعية، والتي هي في الأصل ما بين نصف ساعة إلى خمس وأربعين دقيقة، وأرجو أيضاً أن تتجنب تناول الشاي والقهوة والبيبسي، حيث إنها تحتوي على مادة الكافيين التي تعتبر مادة منشطة جدّاً، فأرجو تجنب تناولها بعد الساعة السادسة مساءً.

وأرجو أيضاً أن تثبت وقت النوم ليلاً بقدر المستطاع؛ لأن ذلك سوف يساعد المواد الكيميائية والمرسلات العصبية التي من وظائفها إدخال النوم علينا، فأرجو أن تثبت وقت نومك لأن ذلك سوف يساعدك كثيراً.

ووصيتي الأخيرة لك هي أن تحرص على أذكار النوم، وإن شاء الله سوف تجد فيها فائدة طيبة وكبيرة جدّاً.

وبالله التوفيق.

ولمزيد من الفائدة حول الموضوع يمكنك الوقوف على هذه الاستشارات:
(272641 - 265121 - 267206 - 265003).

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تشوش الأفكار والقلق ما علاجها؟ 776 الأحد 16-08-2020 01:42 صـ
أعاني من القلق ولا أدري ما سببه؟ وكيف يمكن علاجه؟ 639 الأحد 16-08-2020 02:32 صـ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1565 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
هل ما أعاني منه قولون عصبي أم مرض آخر؟ 9864 الأحد 16-08-2020 01:24 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3862 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ