أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : خجل تطور إلى خوف من كل شيء فيه اجتماع

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أعاني من ضعف في قلبي، أخشى من كل شيء يدعى اجتماع! أي أنني أخشى أن أشارك في مجالس اجتماعية بسبب خجلي المزمن، عندما يأتي إلى أصحابي إلى المنزل طبعاً أدخل فوراً إلى الحمام وأتظاهر بشيء ما لا أدري لماذا أنا ضعيف؟! وبالنسبة للأشياء التي من حولي، أنا لا أخشاها فقط الاجتماع، وحتى مع أهلي أصبحت أخشى الجلوس معهم بسبب خجلي واحمرار وجهي، ماذا أفعل؟

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فأرجو أن أطمئنك أن مشكلتك ليست مشكلة رهيبة .. نعم هي بالطبع مزعجة ولكنها ليست خطيرة وليست رهيبة مطلقاً، والذي تعاني منه هو درجة متوسطة مما يعرف بالقلق أو الرهاب الاجتماعي، وهذه الحالات هي حالات مكتسبة ومتعلمة، وغالباً يمكن أن نرجعها إلى تجارب سلبية حدثت في وقت معين دون أن تلتفت إليها، بمعنى أنك قد تعرضت لموقف فيه نوع من الخوف والرهبة أو عدم الطمأنينة ويكون ذلك قد علق في داخل نفسك ثم أدى إلى مثل هذه الحالة.

الذي أرجوه منك أولاً هو أن تصحح مفاهيم: أولاً هذا نوع من القلق وليس أكثر من ذلك.

ثانياً: أنت لست أقل من الآخرين في أي شيء، بمعنى أنك يمكن أن تواجه ويمكن أن تكون لك القدرة، ولا شيء يمنعك مطلقاً من أن تختلط مع الآخرين، وعليك أن تجري حواراً مع نفسك فتقول لها مثلاً: (لماذا أنا أتهيب هذه المواقف، أنا أقوى من ذلك).

ثالثاً: الذي يجب أن تدركه تماماً أن الاستمرار في مثل هذه الممارسات – وهي تجنب المواقف الاجتماعية – يؤدي إلى مزيد من الانعزال وإلى مزيد من الاكتئاب والابتعاد عن الآخرين، وهذا بالطبع يؤدي إلى إعاقة اجتماعية وهو شيء لا تريده أنت لنفسك مطلقاً، فأنت في ريعان الشباب ولديك الطاقات النفسية والطاقات الجسدية، ولابد أن تظهر ذلك ولابد أن تتواصل مع الآخرين.

أما طريقة العلاج الأخرى فهي ما يعرف بالتعرض – أي أن تعرض نفسك لموقف الخوف دون أن تتجنبه – وهنالك ما يعرف بالتعرض في الخيال، وبعد ذلك يأتي التعرض في الحقيقة.

والتعرض في الخيال يكون بأن تجلس في مكان هادئ وتتأمل أنك في موقف اجتماعي يتطلب أن يكون لك حضوراً ووجوداً وأن تكون أنت الشخص الذي تتحدث في هذا اللقاء وأنت الذي تقابل الآخرين وتشجع الآخرين – وهكذا- .. عش هذا الخيال لمدة لا تقل عن ربع ساعة يومياً، ويمكن أن تنتقل إلى خيالات أخرى – على سبيل المثال – كأن تتصور أنك تصلي بالناس صلاة الجماعة، أو أنه قد طلب منك أن تلقي درساً في المسجد أو في أي مكان أو لقاء اجتماعي مع أصدقائك.. عش هذه الخيالات بكل جدية وبكل قوة.

وبعد ذلك يأتي التطبيق العملي وهو التعرض للحقيقة، فيجب أن تؤمن أن دخولك للحمام حين يأتي أصدقاءك أنه تصرف غير حميد ولا داعي له مطلقاً ويجب أن تحقر مثل هذه التصرفات بقوة وبشدة، ويجب ألا تصف نفسك بأنك ضعيف الشخصية، فأنت لست ضعيف الشخصية، فقط أنت تعاني من خوف ومن رهاب ويمكن مواجهته، ولابد لك من أن تتواصل مع الجيران ومع الأرحام ومع الأصدقاء ومع الأهل – وهكذا -.

وهنالك أيضاً طرق جيدة جدّا للتغلب على مثل هذا الرهاب والخوف، وهي أن تذهب وتشترك في مجموعة لممارسة أي نوع من الرياضة الجماعية، مثل كرة القدم أو كرة السلة أو الكرة الطائرة فهذه تعتبر من أفضل أنواع الرياضات التي تؤدي إلى التفاعل الجماعي، وقد وجد أن مثل هذه الرياضة لها قيمة كبيرة جدّاً في الحد من هذا الرهاب والخوف الاجتماعي.

وكذلك حضور حلقات الدروس المختلفة التي تقام في القاعات أو في المساجد فإنها - إن شاء الله تعالى – تعطيك القوة وتعطيك القدرة على تحقير فكرة الانعزال والانزواء والخوف من الآخرين.

أيضاً أمر مهم جدّاً وهو لابد أن تبحث عن عمل؛ لأن العمل يرفع القيمة الاجتماعية للإنسان ويجعله يتفاعل مع الآخرين.

أنت من المفترض أن تكون في المرحلة الدراسية، وعموماً الأمر الضروري هو أن تبحث لنفسك عن الدراسة أو عن عمل لأن ذلك من أفضل وسائل التأهيل الاجتماعي التي تزيل القلق والرهاب والخوف وتشعر الإنسان بقيمته وتساعدك في بناء شخصيتك.

وأرجو أيضاً أن تبحث وتنخرط في أي نوع من العمل التطوعي العام، فالأعمال التطوعية التي تقوم بها الجمعيات المختلفة هي في حقيقة الأمر تزيد ثقة الإنسان بنفسه وتجعله أيضاً يتواصل مع الآخرين دون خوف ودون رهبة.

يبقى بعد ذلك العلاج الدوائي، فهنالك أدوية جيدة جدّاً وفعالة جدّاً لعلاج مثل هذا الخوف وهذا الانعزال لأن الأدوية تساعد في الجانب النفسي – وهو جانب الخوف وجانب الرهبة – وكذلك تساعد أيضاً في علاج الأعراض الجسدية مثل الرجفة أو الرعشة أو احمرار الوجه أو التعرق، وهي الأعراض المصاحبة دائماً للخوف والرهبة..

ومن أفضل الأدوية التي تعطى في مثل هذه الحالات عقار يعرف باسم (زيروكسات)، فأرجو أن تبدأ في تناول هذا الدواء بجرعة عشرة مليجرامات – نصف حبة - ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى حبة كاملة ليلاً وتستمر عليها لمدة خمسة أشهر، ثم تخفضها إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.

وهنالك أدوية أخرى كثيرة أيضاً تساعد في علاج مثل هذه الحالات ولكن يعرف عن الزيروكسات أنه من الأدوية الجيدة جدّاً لعلاج مثل هذا النوع من القلق والرهاب.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للرهاب: ( 259576 - 261344 - 263699 - 264538 ) وقلة الثقة : (265851 - 259418 - 269678 - 254892) والخجل:( 267019 - 1193 - 226256 ).
وبالله التوفيق.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ 1680 الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا 1254 الأحد 09-08-2020 02:09 صـ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2339 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1666 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3566 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ