أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : قلق وخوف من الموت وحصول المصائب

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

دائماً أتوقع السوء، ليس من الناس ولكن في الأشياء المتعلقة بحياتي، مثل أني سوف أموت قبل أن أرى خطيبي؛ لأنه مسافر أو أنه سوف يصاب بحادث أثناء الطريق أو أني سوف أصاب بمرض خطير، ولا يتم إنقاذي منه، وأني سوف أموت قبل أن أشعر بأي سعادة أو فرح بحياتي، وذلك فقط بعد وفاة والدي، ولكن مر الآن أكثر من 3 شهور وأنا أمارس حياتي الآن الطبيعية، ولكن هذه الخواطر لا تكف عن عقلي، وهل هذا التفكير حرام؟

أنا غير راضية عن نفسي لهذا التفكير، ولكن لا أستطيع التحكم بها، فماذا أفعل بالله عليكم؟

ما نوع الأسئلة التي يجب أن أرسلها للاستشارة؟ والأسئلة التي أرسلها للفتوى لأني لا أعلم التمييز بين الاثنين؟

وجزاكم الله كل خير.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Bosi حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لوالدك.

فهذه الأعراض التي حدثت لك تسمى بـ(أعراض القلق والوساوس) والتي تحمل جانب التطير والتشاؤم، وكذلك الفكر الاكتئابي أو السوداوي بعض الشيء، وهذه الأفكار بالطبع يمكن ربطها بوفاة والدك، فيعرف تماماً أن الموت بما أنه هو الحقيقة الثابتة كثير من الناس حين يفقدون أحباءهم وأقرباءهم تنتقل إليهم مشاعر نفسية تتمركز حول ذاتهم وحول نفوسهم، فهنالك من يشعر أنه سوف يلتحق قريباً بالعزيز الذي فقده أو تأتيه أفكار اكتئابية وتشاؤمية وكذلك نوع من القلق.

هذا نوع من التطور الطبيعي في مقابلة الأحزان لدى بعض الناس، أي أن هذه الأعراض التي تأتيك هي تعبير عن الحزن نسبة لوفاة والدك، ولكنها بالطبع انقلبت عليك أو تحولت إلى أعراض نفسية مثل النوع الذي تشعرين به.

هذه الأفكار - إن شاء الله - سوف تقل مع مرور الزمن حتى تنتهي تماماً، ومع علمي أن هذه الأفكار تفرض نفسها عليك لكن عليك أن تقاوميها، وعليك أن تكوني قوية الإرادة، وعليك أن تحقريها، واسألي الله دائماً الرحمة والمغفرة لوالدك واسألي الله تعالى أن يحفظك وأن يطيل عمرك، واعلمي أنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك، فعليك أن تتيقني من ذلك وأن تكوني أكثر قناعة وأكثر قوة في مواجهة هذه الأفكار، فهذه أفكار تفرض نفسها عليك بالرغم من إيمانك أنها أفكار سخيفة، ولكن يصعب عليك التخلص منها، وإن شاء الله هذا النوع من التفكير لا يرقى لمرحلة الحرام أبداً، فالإنسان لا يؤاخذ على فكره، وهذه من رحمة الله تعالى بنا.

أما ذكرك بأنك غير راضية عن نفسك، فلا تشعري بالذنب، ولا تحملي نفسك فوق طاقتها، فهذه مشاعر، وهذا وجدان إنساني، وهذا تعبير عن عواطفك وعن وجدانك، ويظهر أنك حساسة بعض الشيء ولديك انفعالات نفسية محتقنة، فأرجو ألا تلومي نفسك مطلقاً.

ونود هنا أن نطرح عليك بعض الأسئلة لتشخيص حالتك أكثر، فمثلاً:

• هل لديك مثلاً أي واحد من أقربائك أو وساوس قهرية أو مخاوف؟ فإذا كانت الإجابة نعم فهذا يجعلك أكثر استعداداً وقابلية للأعراض التي حدثت معك.

• ما مستوى علاقتك بوالدك؟ فقد يعرف أن العلاقات القوية مع الوالدين وكذلك العلاقات غير القوية أو السطحية يمكن أن تؤدي إلى مشاعر الشعور بالذنب، وبالطبع في الحالة الأولى هو نوع من البر، وفي الحالة الثانية – إذا كانت العلاقات سطحية – هو نوع من الشعور بالذنب.

وأخيراً: أسأل الله تعالى لوالدك الرحمة، واستعيذي بالله من الشيطان ومن هذه الأفكار الوساوسية التطيرية والتشاؤمية، فأنت - بحمد الله - في مقتبل العمر، وأمامك - إن شاء الله - أيام طيبة، وأرجو أن تجتهدي في حياتك في محيط الدراسي أو محيط العمل، وعليك أن تركزي وتكوني أكثر إبداعاً وأكثر إيجابية، وأن تنظري إلى المستقبل بأمل وتفاؤل، وإن شاء الله يأتيك الكثير من الخير.

وإذا كانت الأعراض هذه قوية وفوق طاقتك فلا مانع أن تتناولي أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق والاكتئاب والوساوس، فهنالك عقار يعرف باسم (سبراليكس) يعتبر عقارا جيداً جدّاً، ويمكن تناوله بجرعة عشرة مليجرامات ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ولكن أرى أنه لا داعي للاستعجال لتناول الدواء بالرغم من سلامته الشديدة وفعاليته، ولكن في نظري يمكنك أن تتخطي هذه المشاعر بالتوكل وبإدخال القوة على نفسك، ومحاربة الأفكار الوجدانية السلبية، ولا شك أن الزمن كفيل بأن تختفي مثل هذه الأعراض.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
د/ محمد عبد العليم.
=====================

بالنسبة للتمييز بين نوع الأسئلة (استشارة أو فتوى) فإذا كنت تسألين عن حكم شرعي بحت كأحكام تقشير الحاجبين مثلاً أو مسائل العقيدة أو الصلاة أو غير ذلك من العبادات أو المعاملات فهذا يختص به قسم الفتوى.

أما إذا كان الأمر مجرد مشورة تقبل الأخذ والرد، مثلاً هل أقدم على هذا العمل أم لا أقدم؟ هل تنصحوني بالزواج من هذا الخاطب أم لا تنصحوني؟ كيف أطور نفسي اجتماعياً وثقافياً؟ كيف أنظم وقتي؟ فهذه أمور فيها مشورة ونصائح وفيها أخذ ورد وليست أحكام شرعية (حلال أو حرام) فهذه تتعلق بقسم الاستشارات، ومن ضمن ذلك أيضاً المسائل الطبية والنفسية.

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ 2831 الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ 2757 الأحد 19-07-2020 07:11 صـ
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا 1034 الخميس 16-07-2020 02:42 صـ
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. 2083 الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ 1542 الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ