أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : مشكلة القلق التوقعي بعد التحسن من مرض نفسي سابق

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا صاحب الاستشارة رقم (280276) ومن بعدهم أتتني استشارتان، ولكني لا أحفظ أرقامهم.

دكتور محمد عبد العليم!

لقد توقفت عن أخذ دواء (البروزاك) الذي كنت آخذه منذ تاريخ 29/3/2008 بعد موافقة الدكتور الزين عباس عمارة - ولله الحمد والفضل والمنّة - أصبحت حالتي ممتازة بالنسبة إلى الأول، ولكن بعد مرور شهر عن توقف الدواء أصبح يأتيني شعور خوف تستطيع أن تقول بأنه شعور لا يذكر ولا يأتيني كثيراً مما يجعلني أسترسل معه بفكري، ويجعلني أشعر بخوف وقليل من التوتر، هذا بالمقارنة مع الشعور في الأيام التي كنت أتعالج بها، حتى أنني لا أستطيع التوقف عن التفكير بحالتي القديمة.. أريد أن أتوقف عن التفكير في حالتي القديمة وأن أنساها، ولكن لا أستطيع، هو مجرد تفكير في الحالة فقط لا غير، لكن هذا التفكير يتعبني بعض الأحيان حتى أنني أشعر بعض الأحيان بأنني أنتظر شيئاً ما يحدث لا أعلم ما هو!

فهل هذا يعتبر من ترسبات الحالة القديمة؟ وكيف أجعل نفسي تنسى ما حصل معي في السابق وأخاف أيضاً من رجوع الحالة القديمة لي مرة أخرى؟ وهل أحتاج إلى أخذ أدوية علماً بأني أشعر بأني حالتي ممتازة - ولله الحمد - عن السابق؟

أفيدني - يا دكتور - بالسرعة الممكنة ولك جزيل الشكر والتقدير.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مأمون حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله الذي أنعم عليك بالصحة والتحسن.

هذا القلق الذي ينتابك يعرف بالقلق التوقعي والإنسان كثيراً ما يكون انتقائياً في مشاعره، بمعنى أنه يتذكر أو يستذكر أو يركز على مشاعر معينة ويتناسى بقية المشاعر.

يمكنك أن تتخلص من هذا التفكير بأن تستبدله بتفكير آخر، وهو أنك - الحمد لله - قد تحسنت، ونعرف أن المرض له مراحل وتوجد أعراض وتوجد علة، وبعد ذلك يبحث الإنسان عن العلاج وعن الدواء، فهنالك من يشفى وهنالك من تتحسن حالته قليلاً، وهناك من يظل على نفس حالته.

إذن أنت يجب أن يكون تفكيرك الانتقائي الآن أنك قد شفيت أو أن حالتك قد تحسنت بدرجة كبيرة، وفي ذات الوقت تحاول أن تحقر هذه الفكرة، فقل لنفسك: لماذا أنا أعيش تحت هذه الهواجس وهذا القلق التوقعي؟ فأنا - الحمد لله - بخير، وأعرف أن بعض الناس لا يتحسنون في الأصل، وأنا قد تحسنت ومهما كانت الأسباب السابقة إن وجدت أو كانت غير موجودة فيجب ألا أهتم بها.

هذا هو الذي أنصح به - أخي الكريم - وهي يمكن أن نسميها ترسبات من الحالة القديمة أو كما ذكرت لك هو نوع من التفكير الانتقائي السلبي ويسميه البعض بالقلق التوقعي، ولكن الإنسان يتخلص منه بأن يستبدله بفكرة التحسن والتي هي واقع موجود وملموس في حياتك وأنت تعيشه الآن.

أيضاً – أخي الكريم – عليك بآليات العلاج الأخرى وهي بجانب التفكير الإيجابي يجب أن تمارس الرياضة، ويجب أن تتقن عملك، وتحاول أن تكون مبدعاً وتضيف إضافات ومساحات جيدة لحياتك العملية وحياتك الاجتماعية، ولا شك الحرص على العبادات والصلوات في وقتها في المسجد مع الجماعة وتلاوة القرآن والتواصل الاجتماعي وحضور حلقات التلاوة وصلة الأرحام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذه كلها بقدر الاستطاعة لها محفزات نفسية داخلية تساعد كثيراً في استمرار التحسن.

يأتي بعد ذلك مدى حاجتك إلى الدواء مرة أخرى، فأنا لا أرى أن هنالك حاجة في أن تتناول أدوية في الوقت الحاضر، وأسأل الله تعالى أن يستمر هذا التحسن، وأنا متفائل جدّاً، وعموماً إذا عادت لك هذه الحالة وبالطبع لا أتمنى ذلك ولا أتوقع ذلك، ولكن كل شيء جائز في الدنيا حتى ولو عادت لك فيجب ألا تنزعج مطلقاً؛ لأن العلاج موجود ومتوفر، وأنت قد استجبت في الفترة السابقة للعلاج بصورة جيدة، فهذا يجب أن يكون مطمئناً ومحفزاً لك، وهو أن تقول: في أسوأ الظروف حتى لو أتتني الحالة هذا لا يعني أي شيء؛ لأن العلاج متوفر، وسليم وبسيط.

أرجو أن تطمئن - أخي الكريم - وأنت الآن حالتك ممتازة - ولله الحمد والفضل والمنة - وأسأله تعالى أن يديم عليك وعلينا وعلى جميع المسلمين النعمة والصحة والعافية، وأن يجعلنا من الشاكرين لنعمة العافية.

وبالله التوفيق.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ما هي أدوية نوبات الهلع والخوف الآمنة وغير الإدمانية؟ 8739 الأربعاء 12-08-2020 03:54 صـ
كيف أنقص جرعة ليكزونسيا (برازيبام) دون أن أصاب بأعراض الانسحاب؟ 1048 الأحد 09-08-2020 02:25 صـ
هل يوجد دواء داعم للأفكسور أفضل من السبرالكس؟ 2340 الثلاثاء 28-07-2020 05:15 صـ
هل هناك ضرر من الزولفت على الحمل والجنين؟ 2100 الأحد 26-07-2020 06:05 صـ
هل هذه الأدوية تعالج ثنائي القطبية؟ 1749 الأحد 19-07-2020 03:22 صـ