أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الخوف من الأماكن المكشوفة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم.

أعاني من رهاب وهلع، وقد بدأ ذلك معي قبل ثمانية أشهر وأنا في مصلى الجمعة عندما دخل الخطيب ورُفع الأذان، فأحسست بخوف وتعرق وارتعاش وكأن جسمي سينفجر، وقد استعذت من الشيطان وبقيت في مكاني حتى انتهاء الصلاة، وحاولت تهدئة نفسي ولكني اكتشفت أن الأمر خارج عن سيطرتي، فذهبت لمستشفى الصحة النفسية وأخبرت الطبيب بما حصل معي وأني مطلع على المرض من خلال بحثي على الإنترنت، وقلت له أني أعاني من فوبيا الأماكن المكشوفة.

وقد أيدني الطبيب بأن هذا هو تشخيص حالتي، وأنها شيء بسيط وسيزول بعد ستة أشهر كحد أقصى مع استعمال البروزاك، وأني لا أحتاج لجلسات نفسية.

وقد بدأت أحاول مواجهة المخاوف واستعمال الدواء كداعم -البروزاك الأصلي- حبة واحدة 20 ملجم يومياً صباحاً لمدة شهرين مع مواصلة الرقية الشرعية والحجامة والدعاء، فأحسست بتحسن ثم توقفت عنه من تلقاء نفسي، وبعد 21 يوماً رجعت نفس الأعراض إن لم تكن أشد وأقسى، فرجعت مرة أخرى للبروزاك بنفس الجرعة لمدة ستة أشهر ولكن لم أشعر باختلاف جذري، وإنما تحسن بسيط وتقلب المزاج وخمول شديد وزيادة الوزن.

وقد فكرت في تغيير البروزاك بعد البحث خاصة أن الأطباء يقولون أنه علاج قديم ويوجد غيره أفضل منه، ففكرت بالسبراليكس، وعندما عرضت الفكرة على أحد الزملاء الصيادلة قال لي: ارفع الجرعة إلى 40 ملجم ولا تغير البروزاك، فما رأيكم؟!

علماً أني لم أصل جماعة في المسجد منذ تلك اللحظة إلا بوجود مرافق أثق به، وأشعر بعذاب عندما أسمع مكبرات الصوت ولا أستطيع الذهاب للمسجد، ولا أستطيع إنجاز أعمالي ولا حتى الضرورية منها مثل مواعيد المستشفيات المتكررة لأن الأعراض تنتابني في كل مكان حتى في فصول الدراسة وتمنعني من الشرح أكثر الأحيان، فماذا أفعل؟!

وشكراً لكم.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو يزن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الذي حدث لك قبل ثمانية أشهر هو نوبة هلع أو نوبة هرع، وهي نوع من القلق النفسي الشديد وربما يكون لديك درجة مما يعرف برهاب الساحة أو رهاب الأماكن المكشوفة، وعموماً كلها تأتي تحت القلق، ولكن لابد أولاً أن تعرف أن هذه الحالات بسيطة، وهذه الحالات لا تدل مطلقاً على ضعف في شخصيتك أو قلة في إيمانك.

وهذه الحالات تواجه بالمواجهة، ويجب أن يكون خط العلاج الأول هو أن تواجه هذه المواقف التي تحس فيها بالخوف ولا تتجنبها، والذي أرجوه منك أن تبدأ المواجهة في الخيال على سبيل المثال، فاجلس في مكان هادئ في المنزل وتأمل في شيء طيب، وتصور أنك في الصف الأول في صلاة الجمعة وإن الإمام قد تغيب وقد طُلب منك أن تقوم وتصلي بالناس، وقد أحسن الناس الظن بك، فعش هذا الخيال بكل تفاصيله، وأنك قد بدأت في إلقاء الخطبة وكنت قلقاً في البداية وبعد ذلك سارت الأمور سهلة جداً، فعش مثل هذا الخيال وخيالات أخرى مماثلة، فتصور نفسك أنك في مواجهة مع المسئول، أو أنك تقوم بإلقاء درس وأنت معلم، ورسالة المعلم هي رسالة غالية وعزيزة جداً، وأنا على ثقة أنك لديك القدرة على القيام بعملك، وأؤكد لك أيضاً أن الناس لا تراقبك وأن ما تشعر به من مشاعر قلق وتوتر لا يحس بها ولا يراقبها الآخرون كما يعتقد الكثير من الناس.

ولابد أن تذهب إلى الصلاة في المسجد، ولابد أن تتذكر أن هذا هو مكان الطمأنينة، وكيف تخاف وأنت داخل على المسجد، فخذ نفس عميقاً وبطيئا ثم بعد ذلك أخرج الهواء أيضاً ببطء وعمق، ويمكنك أن تمارس تمارين الاسترخاء هذه أيضاً في المنزل وأرجو أن تتحصل على أحد الكتيبات أو الأشرطة التي توضح كيفية إجراء هذه التمارين.

وأما العلاج الدوائي فإن البروزاك لا يعتبر علاجاً مثاليّاً لعلاج الخوف بالرغم من أنه جيد، وما ذكره لك الصيدلي فيه الكثير من الصواب؛ لأن الدراسات تشير أن جرعة 40 ملم أو حتى 60 ملم في اليوم ربما تساعد في علاج المخاوف، ولكن سيكون من الحكمة والأفضل أن تنتقل إلى الدواء الأفضل وهو لا شك أنه السبراليكس وهو دواء جيد ومفيد جداً.

فابدأ في تناوله بجرعة 10 ملم ليلاً لمدة أسبوعين ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى 20 ملم ليلاً، وهذا ضروري لأن 20 ملجم هي الجرعة العلاجية، واستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى 10 ملم ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى، وهذه هي الجرعة الوقائية، وربما يكون من الأفضل أن تتناول حبة واحدة من الفلونكسول بجرعة نصف ملم في اليوم، ويعتبر علاجاً داعماً وجيدا بالنسبة للسبراليكس، وهو يقلل من القلق.
إذن تناول الفلونكسول بجرعة نصف ملم يومياً (أي حبة واحدة) لمدة ثلاثة أشهر ثم يمكنك التوقف عن تناوله.

ولابد أن تهتم بالتواصل الاجتماعي، ولابد أن تمارس نوعاً من الرياضة الجماعية مثل كرة القدم، وأؤكد لك أنك إذا حرصت على أن تحقر فكرة الخوف فسوف يزول عنك الخوف، وأما إذا ضخمتها وعظمتها فسوف تظل موجودة، وأنا على ثقة كاملة إن شاء الله أنه بالمواجهة وبالتغير المعرفي وتناول الدواء سوف تزول عنك هذه الأعراض، وعليك بزيارة المستشفيات وزيارة المرضى واحتساب الأجر، وهذا سوف يزيل عنك هذا الخوف الذي تعاني منه.

أسأل الله لك الشفاء والعافية، وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ 1698 الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا 1290 الأحد 09-08-2020 02:09 صـ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2362 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1700 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3613 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ