أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : تعالجت عدة مرات ضد الوساوس والاكتئاب والرهاب ولكن دون جدوى!!

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من جحيم الاكتئاب والوسواس والرهاب، وبدأت أشك في إصابتي بالذهان، وقد بدأت المشكلة منذ الصغر على شكل وساوس قهرية في الصلاة ورعشة في اليد بسبب المشاكل الأسرية، وأصبحت أتجنب المواجهة وأشعر أنني أقل من غيري من جميع الجوانب رغم تفوقي في الدراسة، وكان هناك خلل في شخصيتي.

واستمرت تأتيني الوساوس، فإذا حصل معي أي موقف محرج أو سيء فإنني أستمر في التفكير فيه، وأشعر أثناء ذلك بالرجفة وعدم تمالك نفسي وشعوري، وأشعر بآلام نفسية شديدة في عقلي وصدري، ولا أعرف إن كان ما أعاني منه مرض نفسي أم جنون، لكن الحالة تستمر حتى أحقق انتصاراً على الطرف الذي آذاني، سواء كان انتصاراً جسدياً أو نفسياً.

وقد عادت الرعشة تظهر بشكل قوي على شكل وساوس، حيث ترتعش يدي عند وجود أشخاص معينين ممن أثروا سلباً في حياتي، أو عندما أشعر أنه يجب أن أكون فاشلة وغير ناجحة.

وقد تعالجت عدة مرات ضد الوساوس والاكتئاب والرهاب، وفي آخر مرة شعرت بتحسن على دواء الليثيوم، واستقرت نفسيتي وأصبحت أكثر انطلاقاً، لكن الانتكاسة عادت من جديد بسبب مجموعة مواقف حصلت معي فشعرت بعدها بالإهانة وقلة الاعتبار، وعادت الحالة لتظهر بقوة من جديد، فما الذي أعاني منه؟ وما هي الأدوية المناسبة لحالتي؟ وماذا أفعل لكي أتخلص مما أنا فيه؟!

وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ س حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الأعراض تشير إلى وجود قلق، والقلق تتشعب منه الوساوس القهرية، وهذه الوساوس القهرية تؤدي إلى عسر في المزاج واكتئاب، والرعشة والرجفة هي من مصاحبات القلق أو الأعراض الجسدية الخاصة بالقلق.

إذن هذه الأعراض مترابطة ومتصلة مع بعضها البعض، وتكون الحصيلة النهائية هي عدم الارتياح والأعراض نفسها تسبب للإنسان مزيدٍ من القلق، وقد ذكرت أنك قد تحسنت مع تناول دواء (الليثيم)، وهذا الدواء ليس جيداً لعلاج القلق النفسي أو الخوف أو حتى الاكتئاب، وإنما هو دواء يعالج اضطرابات المزاج، فإذا كان الإنسان مزاجه يتقلب ما بين الانشراح الزائد والاكتئاب، فهنا يكون الليثيم هو الدواء الأمثل.

والأعراض التي ذُكرت مع تناولك لعقار الليثيم جعلتني في حيرة من الناحية التشخيصية، فلابد أن يكون الطبيب الذي قد أعطاك الليثيم له مرتكزاته وله أسبابه القوية؛ لأن الليثيم لا يعطى إلا على أسسٍ علمية، وفي ذات الوقت لم تذكري في رسالتك ما يشير إلى وجود اضطراب وجداني ثنائي القطبية.

وعموماً هناك تداخل في الحالات النفسية في كثير من الأحيان، وسيكون من الأنسب والأفضل أن تناقشي حالتك مع الطبيب المعالج، وأقدر تماماً ظروفكم في فلسطين المحتلة، ولكن في ذات الوقت إذا كانت هناك أي إمكانية للاتصال بالطبيب النفسي الذي أعطاك الليثيم فمن حقك أن تسأليه عن حالتك، وهل تعانين من مجرد قلق ووساوس واكتئاب أم أن حالتك هي اضطراب وجداني ثنائي القطبية؟ وأيّاً كان التشخيص فيجب أن لا تنزعجي كثيراً؛ لأن التقدم الذي حدث في الطب النفسي يساعد جميع المرضى، حتى أصحاب الأمراض والأعراض الشديدة والمطبقة.

وأؤكد لك أنك لا تعانين من حالة ذُهان حسب ما ورد في رسالتك، والوساوس القهرية حين تكون شديدة تعطي في بعض الأحيان الانطباع بأن الإنسان ربما يكون قد أصيب باضطرابات وتشوش في أفكاره للدرجة التي تصل إلى مرحلة الاضطراب الذهاني أو الاضطراب العقلي.

وإذا تمكنت من مقابلة الطبيب فسوف يحدد لك مسار العلاج، وأشعر أنك سوف تستفيدين من الأدوية المضادة للوساوس والاكتئاب، مع تدعيمها بعقار آخر يكون مثبتاً للمزاج ولكنه أقل من الليثيم في قوته وفعاليته، فعلى سبيل المثال هناك عقار يعرف باسم (زولفت/لسترال) ويعتبر من الأدوية الجيدة، وكذلك العقار (بروزاك) يعتبر من الأدوية الجيدة جدّاً، وكذلك عقار (فافرين)، فهذه الأدوية تعتبر خيارات ممتازة، وإذا لم تتوفر جميعها في فلسطين المحتلة فيمكن أن يكون العقار (أنفرانيل) أيضاً بديلاً جيداً، وأنت محتاجة لدواء واحد فقط من هذه الأدوية يدعم الدواء الذي سوف يتم اختياره بجرعة صغيرة من عقار آخر يعرف باسم (رزبريدون)، والجرعة التي في حالتك هي (واحد مليجرام) ليلاً لمدة ستة أشهر.

وأما ما يخص جرعة ومدة الأدوية الأخرى فإن البروزاك جرعته هي كبسولة واحدة إلى كبسولتين في اليوم، ويجب أن تكون المدة ستة أشهر فأكثر، وكذلك الزولفت جرعته هي (50) إلى (100 مليجرام) في اليوم، ويفضل أن يتناوله الإنسان لمدة ستة أشهر على الأقل، والفافرين تتراوح جرعته من (100) إلى (300 مليجرام) في اليوم، وعموماً هذه كلها يمكن مناقشتها مع الطبيب أو حتى مع الصيدلي.

ولا شك أنك أيضاً محتاجة لأن تجري حواراً إيجابيّاً مع نفسك وتحاولي أن تتخلصي من هذه الأفكار وتستبدليها بأفكار أكثر إيجابية، فالماضي مهما كانت صعوباته وإخفاقه هو مجرد تجربة خاضها الإنسان ويجب أن يستفيد منها ليطور الحاضر والمستقبل، ويجب أن يكون هذا هو المنطلق.
إذن التفكير الإيجابي يعتبر مهما جدّاً، وقد مر معنا الكلام عن العلاج السلوكي للرهاب في الاستشارات التالية: (259576 - 261344 - 263699 - 264538)، والاكتئاب: (237889-241190-257425-262031-265121)، وقلة الثقة بالنفس: (265851 - 259418 - 269678 - 254892).

وأما عن هذه الرعشة التي تنتابك فأعتقد أنها مصاحبة للقلق وليس أكثر من ذلك، وحين تتناولين الأدوية المضادة للقلق والتوتر والوساوس فسوف تزول إن شاء الله، كما أن إجراء أي نوع من التمارين الرياضية التي تناسب المرأة المسلمة سيكون أمراً إيجابيّاً، وإدارة وقتك بصورة فعالة أيضاً سوف تفيد كثيراً.

أسأل الله لك الشفاء والعافية، وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1581 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3882 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2508 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1251 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2222 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ