أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : قلق وخوف من المرض وتلعثم وشعور بقرب الموت

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

الأخ الأستاذ الدكتور/ محمد عبد العليم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أعاني منذ حوالي 4 سنوات من مرض وشعور غريب في جسدي، وخوف، وقلق، وعدم النوم والاتزان، وألم في منطقة الصدر شديد يقلقني، وضيق في التنفس، وسرعة في نبضات القلب، والألم يكون في الجهة اليسرى أكثر، وثقل في الرأس، وأشعر بألم في المعدة، وإذا أكلت أو أخذت حماماً أشعر بأني أريد أن أموت، وشعور بالخوف من المرض، وأن نهايتي قريبة، وأشعر أنني لا أستطيع الكلام، فأظل في سكوت فترة من الوقت، وخنق في الرقبة، وألم لا أعرف أن أصفه للدكتور، وكذلك أعاني من ارتفاع في ضغط الدم منذ 10 سنوات.

وفعلت جميع الفحوصات والتحاليل والأشعة، وهي سليمة، وأخذت جميع أدوية الضغط ولم يتعدل، وندخل إلى المستشفى ويصرف لي العلاج، ورغم كل العلاج فقياس ضغط الدم مرتفع.

وبتاريخ 24 - 7 - 2006 ذهبت إلى أخصائي أمراض نفسية، وقال لي أني أعاني من مرض الاكتئاب النفسي، وصرف لي علاجاً وهو سبراليكس حبة في الصباح لمدة 6 أشهر، وريمرون نصف حبة في المساء لمدة شهر تقريباً، وأصبحت حالتي جيدة، واستقر عندي الضغط - والحمد لله - وبعد انقطاع العلاج عادت نفس الحالة، وأصبحت الآلام تزيد معي باستمرار. ومنذ حوالي شهر ارتفع عندي السكر وأنا صائم إلى 193 وعند الإفطار 275، فهل الضغط والسكر من هذا القلق أم مرض؟ علماً بأن عمري 43 سنة، وإذا كان هناك علاج لحالتي فأرجو منك الرد سريعاً لأني أعاني كثيراً من هذه الأمراض.
وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حليمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالأعراض النفسية التي وردت في رسالتك تشير أنك تعانين من درجة بسيطة إلى متوسط من الاكتئاب النفسي، ولكن العلة الأساسية هي قلق المخاوف؛ لأن لديك قلق مخاوف، وقلق المخاوف كثيراً ما يكون مرتبطا بالاكتئاب النفسي، ولديك الكثير من الأعراض الجسدية، والتي يمكن تفسيرها أنها جزء من حالة القلق النفسي التي تعانين منها، وهناك ملاحظ أن الألم أكثر ما يكون لديك في الجهة اليسرى، هذه وجدت في بعض الدراسات أن الأعراض الجسدية المصاحبة للقلق كثيراً ما تكون في الجهة اليسرى، ولم يتم أي تفسير لذلك، وإن كان البعض قد قال: إن ذلك مرتبط بوجود القلق نسبياً في الجهة اليسري من الجسم.

آلام المعدة لا شك أنها ناتجة عن القلق، وكذلك مشاعر الخوف، والخوف من الموت، وكل هذه الأعراض الجسدية تسميه بالحالة (نفسوجسدية) أي أن الحالة النفسية تولدت عنها أعراض جسدية بجانب الأعراض النفسية.

بالنسبة لارتفاع ضغط الدم ومرض ارتفاع السكر حقيقة هي أمراض منتشرة جداً وأسبابها عديدة، من أهم أسبابها بالطبع الوراثة، وهنالك دراسات تشير أن القلق النفسي والتوتر النفسي قد لا يسبب ارتفاع ضغط الدم، ولا يسبب ارتفاع السكر، ولكنه إذا حدث ارتفاع في الضغط أو في السكر مع وجود القلق فإن الاستجابة لعلاج الضغط أو السكر تكون ليست جيدة، بمعنى أن القلق والتوتر وكذلك الاكتئاب هي من عوامل المخاطرة، وتسمى بعوامل المخاطرة التي تعيق التقدم العلاجي لمرض ارتفاع ضغط الدم وكذلك السكر.

إذن حين يتم علاج القلق والتوتر يحدث هنالك تحسن في ارتفاع الضغط، وخاصة فيما يعرف بالضغط العصبي أو العصابي وكذلك بالنسبة للسكر.

أيتها الأخت الكريمة! أنت استجبت استجابة جيدة للسبراليكس، وكذلك الريمانون، وهذه أدوية ممتازة وفعالة، وأنا أنصحك بالرجوع إلى استعمال السبراليكس بجرعة 10 ملم ليلاً واستمري على هذه الجرعة لمدة شهر، وإذا حدث أي نوع من التحسن وإن كان بسيطاً استمري على نفس الجرعة، وإما إذا لم يكن هنالك تحسن فارفعي الجرعة إلى 20 ملم يومياً، ولا مانع أبداً من أن تستمري على هذا الدواء لفترة طويلة حتى وإن بلغت سنتين أو ثلاثاً لا مانع في ذلك مطلقاً؛ لأن هذا الدواء دواء سليم جداً، وفعال جداً، وأنت لديك الاستعداد للقلق والتوتر والاكتئاب، كما أنك أنت في العمر الذي يكون فيه الاكتئاب في قمته؛ ولذا أنصحك بتناول هذا الدواء المفيد.

بالنسبة للريمانون يمكن أن تتناولي بجرعة ½ حبة لمدة شهر أو شهرين فقط، ولا داعي للاستمرار عليه أكثر من ذلك، واستمري فقط على السبراليكس كعلاج واحد.

سيكون بالطبع من المفيد جداً لك أن تمارسي رياضة المشي إذا كان ذلك ممكناً، وتعتبر رياضة المشي في مثل عمرك تساعد في علاج السكر، وفي علاج الضغط، وحتى في علاج الحالة النفسية؛ لأن الرياضة تحرك من نشاط الكثير من الكيمائيات والهرمونات والموصلات العصبية التي تتعلق بالحالة النفسية، وكذلك بالحالة الجسدية.

بالطبع من الضروري أن تتابعي مع طبيب الأمراض الباطنية، وذلك فيما يخص السكر والضغط، ولابد من ترتيب وتنظيم الطعام، وتعيشين حياة عادية دون أي صعوبة أو دون أي مشاكل، فقط عليك التحوطات التي ذكرتها لك، وتناول العلاج بصورة منتظمة - وإن شاء الله - سوف تجدين أن حالتك قد تحسنت جداً من الناحية النفسية، وكذلك الجسدية .

ونسأل الله لك الشفاء والعافية، وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1565 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3862 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2480 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1232 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2201 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ