أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أنجع الطرق لعلاج البهاق

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

لدي صديقة مشكلتها البهاق، وتريد معرفة إذا كان علاجه بالإبرة أو بالكريمات أفضل؟ وما إذا كان في ذلك ضرر أو لا؟ أو هل يوجد حل غير هذا؟ وهل توجد عيادات ممتازة موجودة داخل الرياض ممكن أعرف رقمها؟

وفي الأخير أشكر لكم جهدكم المميز وجزاكم الله خيراً.

سؤال آخر: أريد كريماً لإخفاء البرص، فقد تعبت جاهدة لإخفائه ولا فائدة.

وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 13 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وردة جورية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالبهاق كلمة كبيرة، ولها أشكال كثيرة، وتختلف طرق العلاج حسب الشدة والتوضع والسن والجنس، وليس هناك قاعدة تقول أن الإبرة أفضل، ولا الكريم أفضل، بل يجب تقييم كل مريض كل على حدة، وبشكل شخصي، أي أن هناك مريضا يعالج، وليس مرض يعالج.

بعض الأدوية قد تكون ضارة، وبعضها قد لا يكون ضارا، ومع ذلك فقد يلجأ إلى العلاج الضار إن كان المرض أكثر ضرراً منه، ونرجو المعذرة فليس عندنا خبرة في عيادات الرياض ومن يعمل بها، ولذلك لا نستطيع ترشيح أياً منها، كما وأننا لا نعرف أرقامها.

أما الكريم لإخفاء البهاق فيوجد العديد، ولكن تختلف حسب البلد، ومن أشهرها:
كفرمارك
ديرم بليند
كوفيرانس
أو أي كريم أساس من النوع الجيد غير الشفاف .

وهي كريمات مؤقتة تفيد بلونها فقط فهي ليست علاجاً بل مكياجا.

وقد أوردنا سابقاً إجابة مفصلة عن البهاق، نورد أدناه نسخة معدلة منها بما يتناسب مع سؤالكم :

(قبل البدء بالإجابة أود التذكير بأن البهاق من الأمراض السليمة من الناحية الطبية، ولكن المؤثرة على الحياة بشكل يتفاوت بين الناس حسب النفسية والقناعات والعمر والجنس والحالة العائلية والمهنية وغيرها.

وبما أن البهاق مرض مزمن فالعلاج ينبغي أن يكون مع طبيب متخصص أو حتى مركز طبي متخصص؛ لأن العلاج يحتاج زمنا أو أحياناً عمرا، وليس مرحلة وتنتهي، فهناك من الحالات التي تحسن فيها المرض إلى درجة الاختفاء ثم عاد بعد عودة العوامل المساعدة على عودته، ومن المهم التذكير بأن الدواء الواحد تختلف قدرته على العلاج من مريض لآخر حسب العوامل المحيطة بالمريض والمؤثرة على المرض، كالناحية المناعية والنفسية والعائلية والهرمونية.

وقد أوردنا في إحدى الاستشارات القصة التالية وهي واقعية: (مريضتان ابنتا خالة أي أمهاتهما أختان، وعمرهما متقارب، وكلتاهما متزوجتان، ويسكنان في بيتين متجاورين، ويأتيان في نفس السيارة، ونفس الوقت إلى نفس الطبيب، ويأخذان نفس الدواء، ولكن إحداهما تحسنت 10% والأخرى تحسنت 90% على الرغم من أنهما من جنس واحد، وجنسية واحدة، وحالة عائلية متساوية أو متكافئة، وسن متقارب، وظروف عائلية زوجية متشابهة، وعلاجهما واحد زمانا ومكانا وعقارا وطبيبا) .

ومن باب التشبيه بالأرقام (فهناك من تكون مشكلته حجمها 100 وهو لا يشعر بها وتمر وكأنها عابرة، وهناك من تكون مشكلته 5 فيقول أنا أحمد الله على أنني صابر ومحتسب على هذه المحنة الكبيرة البالغة التي لا يقوى عليها إلا أيوب عليه السلام، فأنا على الرغم من عظم مصيبتي إلا أنني صابر وأنا راضي بهذا البلاء الذي لا تتحمله الجبال).
وأترك لكم تحليل قوليهما وأيهما أصبر من الآخر.

وأما من الناحية الأكاديمية الطبية فالبهاق مرضٌ جلدي وراثي مناعي، يتظاهر على الجلد على شكل بقع بيضاء ناصعة، وهو مرض غير معد، أي لا ينتقل بالتلامس.

وأما أسباب البهاق فهي غير معروفة، ولكن هناك نظريات أو فرضيات: النظرية العصبية وذلك لوجود البهاق على توزع الأعصاب، والنظرية الوراثية وذلك لوجود 30 % من الحالات بشكل عائلي، ونظرية التخريب الذاتي، أي أن الخلية الملونة للجلد تخرب نفسها بنفسها، ونظرية المناعة الذاتية، وهي أن يهاجم الجسم الخلايا الملونة ويعتبرها غريبة، مثل حالات الرفض المناعي بعد زراعة الأعضاء، وذلك لتصاحب البهاق ببعض الأمراض المناعية، مثل مرض الغدة الدرقية والسكري وغيرها، ونظرية الغذاء؛ وذلك بسبب نقص الفيتامينات مثل ب 12 والفوليك أسيد.

وأما ما قيل في علاج البهاق فهو:

1- الهدف من العلاج هو اجتماعي تجميلي، وليس ضرورة طبية، إلا إذا كان على الأماكن المكشوفة، والمريض يعمل متعرضاً للشمس لفترات النهار الطويلة.

2- عند أصحاب البشرة شديدة البياض قد لا يظهر المرض، وعندها ننصح المريض بتجنب التعرض للشمس؛ حتى يخف اسمرار الجلد المكتسب، فلا تستطيع العين التمييز بين اللونين (وهذا ما يتبع في البلاد الأوروبية نظراً لقرب لون المرض من لون الجلد الطبيعي).

3- عند وجود بقع صغيرة على المواضع المكشوفة من الجلد يُنصح باستعمال الكريمات الملونة للبشرة، والتي يوجد منها في الأسواق التخصصية ما يُناسب لون البشرات المتفاوت (وهذا يُعطي نتيجة جمالية فورية ولكنه ليس علاجاً، كما أنه يحتاج للتطبيق المتكرر عند اللزوم)، مثل الكوفر مارك والدرم بليند . وهذا النوع من العلاج يعتبر مشابها لكريم الأساس الذي يخفي ما تحته حتى ولو كان وحمة أو وشما أو جرحا فكيف لو كان بهاقا (وينصح باستعماله على الأماكن الظاهرة فقط؛ لأنه تجميلي وليس علاجيا) ومع ذلك فإنه لو طبق بمهارة فإنه يخفي ما تحته وكأن شيئاً لم يكن.

4- بعض الحالات الموضعة تحتاج وتستجيب للمراهم الكورتيزونية الموضعية أو الحقن الموضعي (تحت إشراف طبيب) وقد تستطب الكورتيزونات الفموية، أو عن طريق الحقن في بعض البروتوكولات الخاصة وفق استطبابات خاصة.

وحديثا هناك بدائل الكورتيزونات الموضعية وهي التاكروليماس والبيماكروليماس وهي غالية إلا أنها مفيدة خاصة للوجه أو المواضع المحدودة.

5- أما العلاج بالمحسسات الضيائية الموضعية أو الجهازية، (وهذا يحتاج إلى إشراف طبيب) فهي شديدة الفاعلية، ولكن لها مضاعفات كالحرق إن لم تُستعمل بخبرة كافية من الطبيب المعالج، أو باتباع صحيح للتعليمات من قِبل المريض الذي يتعالج، كما وأنه من الضروري لبس النظارة الواقية من الأشعة فوق البنفسجية 100% لكل من الزمرة ( ا) و(ب ) لمدة 24 ساعة بعد الجلسة؛ وذلك لاحتمال بقاء الدواء في العين لمدة 24 ساعة على شكل مذاب، ولكنه لو تعرض لأشعة الشمس المباشرة أو الأشعة فوق البنفسجية لترسب خلال سنوات، وقد يؤدي على المدى البعيد إلى تشكل الساد أو الكاتاراكت.

ومن العلاجات الضوئية الأخرى العلاج الأحدث وهو الليزو من نوع إيكسايمر أو التيرالايت إن كانت المناطق المصابة محدودة ومحصورة، وهناك النارو باند 311 التي هي متوفرة ورخيصة، ولا تحتاج حبوباً قبلها، وهي بالتدريج تأخذ مكان الأشعة التي تحتاج حبوبا.

6- العلاج الجراحي وله أشكال عديدة، كالطعوم الذاتية الصغيرة، وزراعة الخلايا الملونة وحقنها، والطعوم الجلدية على شكل شرائح تؤخذ من المناطق المستورة في نفس المريض إلى الأماكن المكشوفة، وهي ناجحة جداً لو تم إجراؤها بيد خبيرة في مراكز متخصصة، ولكنها مكلفة، أي أنها تحتاج مراكز خاصة وتسهيلات جراحية تجميلية.

7- بعض المرضى قد يستفيد على الفيتامينات إن كان عنده نقص (خاصة ب12، وحمض الفوليك، وكذلك فيتامين ث).

8- العامل النفسي وتأثيره على المرض يجب ألا يُهمل.

9- علاج بعض الاضطرابات الهرمونية خاصة الدرق.

10- في حال فشل كل ما سبق، وانتشار المرض إلى درجة أن أغلب الجلد أصبح أبيض، عندها يستعمل التبييض، ولكنها عملية تخرّب الخلايا الملونة للجلد إلى غير رجعة، ولا يُنصح باستعمال هذه الطريقة في المناطق الاستوائية؛ لأن اللون يحمي المريض من الأشعة الشمسية الحارقة لأصحاب البشرة البيضاء، ولا تُستعمل هذه الطريقة إلا تحت إشراف طبي، وعلى مسئولية الطبيب المعالج.

11- وأخيراً: علينا ألا ننسى الرضا، والدعاء، والصبر، والتوكل على الله، فهو أول وآخر الأدوية، والله هو الشافي (وإذا مرضت فهو يشفين) وعلينا أن نجمل في طلب التحسن، وأن يكون ذهابنا إلى الطبيب هو من باب الأخذ بالأسباب وليس من باب الواجب الأكيد الذي يعاقب تاركه.

وأما للتفصيل في العلاج بالتبييض فنقول:

إن طريقة التبييض للجلد السليم ليصبح الجلد كله أبيض كانت تستعمل فيه مادة: (مونوبينزايل ايثر أوف هايدروكينون) والمعروفة تجاريا باسم (بينوكوين) ولكن منع استعمالها مؤخرا؛ لأنه سجلت حالات فشل كلوي من استعمالها، وقد منعت دولة قطر دخول هذه المادة تماشيا مع القرار الدولي بمنعها، ولا أدري أي البلاد اتبعت، وأيها أجلت العمل بالمنع، وقد ناقشنا أسبابا إضافية ضد التبييض في الاستشارة رقم (275704) والتي تناقش موضوع البهاق بشكل عام أيضاً.

ومع ذلك فالكريم المبيض اسمه: (Benoquin cream ) يدهن مرتين يومياً لعدة أسابيع أو حتى لعدة أشهر، ويؤدي إلى تخريب دائم للخلايا الملونة، ولا يجب استعماله إلا تحت إشراف طبي أو طبيب متخصص، وإجراء تحليل وظائف الكلية قبل وأثناء العلاج.

العصبية والتوتر وعدم الرضا قد تكون عوامل مساعدة في زيادة المرض وعدم السيطرة عليه؛ لأن المرض يتأثر بالوراثة وبالمناعة، وبالحالة النفسية، وبالحالة الغدية، كمرض الغدة الدرقية، والسكري.

المرض لا ينتقل إلى الأولاد عدوى، ولكنه قد ينتقل وراثة، وبنسبة لا تزيد عن 30% ولا يعني ذلك أنه كل 3 أبناء يجب أن يكون أحدهم مصابا، بل يعني أن حساب الاحتمالات بين عائلات المرضى أظهر نسبة 30% قصة عائلية إيجابية، (ولكن هناك عائلات عندهم من الأبناء العشرة ولا أحد مصاب، وهناك عائلات عندهم من الأبناء 2 وكلاهما مصاب ) إذن الموضوع هو قدر، وما أصاب زوجك ليس له علاقة بالبهاق.

يجب ملاحظة أن المرضى لا يستجيبون لنفس العلاج بنفس النتيجة، بل هناك تفاوت بين الاستجابة بين الناس لاختلاف العوامل المساعدة على المرض أو الاستجابة بين مريض وآخر. كما أوردنا القصة أعلاه.

وننصح بعدم التفكير الزائد بالموضوع، وعدم هدر المال، وعدم الوقوع فريسة لاستغلال حاجتك للعلاج، وننصح بعدم اللجوء للعلاج بالأعشاب؛ لأنها أيضاً طريقة غير دقيقة، بل الاعتماد على الأدوية المرخصة والدقيقة، كما ننصح بالرضا بالقدر قبل كل شيء، وكذلك أنصح الأمهات والآباء بعدم الضغط على أبنائهم إذا ظهر عندهم المرض، بل التركيز على العمل والإنجاز، والتفوق، والسلوك، بدل التركيز على الشكل.

وأرجو قبل الختام تحليل المشهد التالي والذي أترك التعليق عليه للقارئ:

(لو أن فيلما وثائقيا أو خياليا يعرض صورة ممثل وهو على أجمل صورة شكلية وله من المال والسلطان فوق ذلك نصيب وافر ولكنه خائن كاذب لئيم ....

وعلى الوجه المقابل هناك في نفس الفيلم ممثل على درجة من الجمال أقل أو أنه أعور أو فيه ما يسيء للمظهر العام له دون أن يكون معديا كالعور وهو على درجة اجتماعية متواضعة ولكنه مخلص طيب صادق متفانٍ أمين ... )
ونحن المشاهدون مع من نتعاطف ؟

فلو أن امرأة تقدم لها أحد هذين الرجلين فأيهما تختار؟

إذن الزواج هو ليس شكلاً فقط، ولكنه تعامل قبل أن يكون متعلقاً بالمظاهر، وكم من خطبة تمت بين المحبين، والجمال لم يكن هو السبب، بل كان التفاهم والتعامل هما السبب، وعلى العكس كم من خطبة قامت على الجمال وفشلت بسبب التعامل غير الناضج أو المثمر بين الزوجين!

والخلاصة:
إن أردتم العلاج فعليكم بطبيب متخصص أو مركز مشهود له بخبرة العلاج لمرض البهاق، وتجب المتابعة على المدى الطويل، وقد ذكرنا أعلاه أن المرض تختلف طرق علاجه، فالمرض مزمن وقد يعاود، وعلينا أن نتعايش مع المرض، وأن نركز على الفعل لا على الشكل، فتزول الحواجز بيننا وبين الناس، وأما لو بقينا من بعيد فالناس لا يرون إلا الظاهر، فيكون انطباعهم نظريا وليس عمليا، أي علينا أن نحتك بالناس، وأن يكون احتكاكنا مبنياً على الفعل والأخلاق.

وبالله التوفيق.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
هل مرض البهاق يعتبر من الأمراض الوراثية؟ 4839 الأحد 26-01-2020 02:11 صـ