أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : رجفة مع خفقان في القلب عند التعرض لبعض المواقف

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شابٌّ أبلغ من العمر ثلاثين عاماً، وأفكر حالياً بالزواج، ولدي مشكلة وهي أنني عندما أتعرض لبعض المواقف الحساسة تبدأ ضربات قلبي بالتسارع، ويظهر ذلك على تردد صوتي، ويصيبني ذلك حتى ولو كنت أساعد أحد أصدقائي بأمرٍ مصيري؛ فعلى سبيل المثال: ذات مرةٍ تعرض صديقٌ لي لمشكلةٍ مع أحد الناس المهمين فتدخلت من تلقاء نفسي لأحل المشكلة - وأنا من أصحاب القلوب القوية - وبسبب توفيقٍ من الله تعالى استطعت بكلامي أن أحل هذه المشكلة بطريقة رجولية، ولكن لو نظرت لدقات قلبي لوجدتها مرتفعةً لأقصى الدرجات مع أن الأمر ليس لي شخصياً.

والمهم أني أخاف لو أنني ذهبت لرؤية العروس لأول مرة أن ينتابني ذلك الشعور الذي أكرهه وتكون كارثة بالنسبة لي. فهل الأدوية التي تصفونها في مثل هذه الحالات مجدية؟ وما هو أفضل دواءٍ لمشكلتي هذه؟ وحبذا لو أعطيتوني اسم دواءٍ مفيد يمكن شراؤه من الصيدليات دون وصفةٍ طبية، ولو كان الدواء يريد وصفة فأعطوني الاسم وأنا أحاول أن أشتريه.

وأما مواصفات شخصيتي فهي كما يلي: (حساس، وعصبي، وأعاني أحياناً من عدم التركيز، ونشيط، ومحبوب عند أغلب الناس، ولدي قليل من اللعثمة في بعض الأحيان، وهذه مشكلة أخرى وأعتقد أن لها علاقة بالأولى).

بارك الله فيكم على هذا الموقع الطيب، وجزاكم الله عنا أحسن الجزاء.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ MR حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذه المشكلة مشكلة بسيطة جداً، وأنت لا تعاني من أعراض الهرع أو الخوف الاجتماعي، بل هذا مجرد نوع من القلق الظرفي؛ أي القلق المرتبط بموقفٍ وحدث معين، فالإنسان حين يواجه بعض المواقف يحدث له بعض الشعور بالتحفز، وهذا يؤدي إلى إفراز بعض المواد الكيميائية مثل مادة (الأدرنين)، وهذا التحفز وارتفاع مستوى اليقظة والاستعداد الذي نتج عنه إفراز هذه المادة يؤدي إلى تسارعٍ في ضربات القلب، وربما يشعر الناس – أو بعضهم – أنه قلق أو مضطرب قليلاً .. وهذه ظاهرة صحية جداً، فأرجو ألا تستغرب ذلك؛ لأن هذا التحفز وهذا الاستعداد النفسي يرفع من كفاءة الإنسان وأدائه، وحين تتسارع ضربات القلب يؤدي سرعةً ونشاطاً في الدورة الدموية وزيادةً في كمية الأكسجين وخاصة الذي يذهب إلى خلايا المخ، وهذا يجعل الإنسان أكثر مقدرة على أداء المهمة ويزيد من تركيزه، ولكن بالطبع إذا خرج الأمر عن الإطار المعقول فيتحول القلق إلى أمر مزعج وربما يصحبه بعض الخوف البسيط.

ونسأل الله تعالى لك إتمام أمر الزواج، وأنا على ثقة كاملة أنه لن تواجهك أي مشكلة، والزواج هو أمر طيب وأمر سعيد جداً، فخذ الأمر من هذه الزاوية وسوف تسير أمورك إن شاء الله على خير وبركة.

وسوف تستفيد بصفة عامة من تمارين الاسترخاء، فهنالك تمارين معروفة وخاصة تمارين التنفس، وهي بصورة بسيطة جداً كما يلي:

1- الاستلقاء في مكان هادئ.

2- تغميض العينين قليلاً.

3- محاولة الاسترخاء.

4- أخذ نفسٍ عميق عن طريق الأنف وملء الصدر لدرجة انتفاخ البطن أيضاً.

5- كتم وقبض الهواء في الصدر لمدةٍ قليلة.

6- ثم خروج الهواء بكل قوة وبطء، ويكون عن طريق الفم فهذا هو الأفضل.

7- تكرار هذا التمرين من أربع إلى خمس مرات بمعدل مرتين في اليوم.

هذه التمارين وهذه الخطوات تساعد كثيراً في إزالة العصبية والتوتر، كما أنها تحسن التركيز.

وعليك أيضاً بممارسة الرياضة بجانب هذه التمارين (تمارين الاسترخاء)، فممارسة الرياضة تحسن من الأداء البيولوجي للجسم مما ينتج عنه تحسن في الأداء النفسي.

ولا شك أن التلعثم البسيط في الكلام ربما ناتج أيضاً من القلق، وصدقني أنه ليس بالسوء الذي تتصوره أنت، فكثير من الإخوة يراقبون أنفسهم بدرجة حادة وشديدة مما يتخيل لهم أنهم يتلعثمون في كلامهم، أو يتخيل أحدهم أنه سوف ينهار أو أنه سوف يفقد السيطرة على الموقف.

وأما بالنسبة للأدوية فأنت محتاج لأدوية بسيطة جداً، فهنالك دواء يعرف باسم (فلونكسول)، ويمكنك أن تتناوله بجرعة حبة واحدة صباحاً ومساءً، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، فتناوله لمدة شهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى حبة واحدة في اليوم واستمر عليها لمدة شهر، ثم توقف عنه.

والدواء المصاحب للفلونكسول هو عقار يُعرف باسم (إندرال)، وهو عقار جيد جداً في منع ارتفاع ضربات القلب عن المعدل المعقول، وجرعته في حالتك – أتصور أنها بسيطة أيضاً – هي 10 مليجرامات صباحاً ومساءً لمدة شهر، ثم يخفض إلى حبة واحدة في اليوم لمدة شهر، ثم توقف عن الدوائين، ثم بعد ذلك يمكنك أن تتناول هذه الأدوية (الفلونكسول، والإندرال) عند اللزوم بمعدل حبة واحدة من كلٍّ منهما.

وإذا لم تتحصل على (الفلونكسول) فيكون البديل له العقار الذي يعرف باسم (موتيفال)، وهو دواء بسيط جداً، ولا تحتاج هذه الأدوية في الغالب إلى وصفة طبية، وجرعة (الموتيفال) هي حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم يمكنك أن تتوقف عنه، وجرعة (الموتيفال) يمكن أن ترفع حتى ثلاث حبات في اليوم، ولكن لا أعتقد أنك في حاجة لذلك، ولكن إذا لم تحس بالارتياح بعد أسبوع من بداية العلاج فلا مانع أن تجعلها حبتين في اليوم بمعدل حبة في الصباح وأخرى في المساء.

إذن؛ فالموضوع في غاية البساطة، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يتم لك أمر الزواج على أيسر الأمور وخيرها.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1565 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3864 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2482 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1233 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2202 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ