أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فسؤالك عن الساروتين أعتقد أنك سألت عنه في استشارة سابقة لك واسمه السرتلين الذي يعرف باسم زولفت أو لسترال تجاريّاً والتي جرعة بداية تناوله هي حبة واحدة (50 مليجرام)، وجرعته القصوى هي أربع حبات (200 مليجرام) في اليوم بشرط أن لا يقل وزن الشخص عن 70 كيلو جرام؛ لأن جرعة الأدوية - في كثير من الحالات - هي مرتبطة بالوزن.

وإذا كنت تقصد الساروتين الذي هو اسم تجاري لدواء قديم يعرف أيضاً باسم تربتزول، والاسم العلمي له أيضاً هو (إميتربتلين)، وجرعته هي حتى 250 مليجرام في اليوم، وجرعة بداية تناوله هي 25 مليجرام، وتبنى الجرعة بمعدل 25 مليجرام أيضاً كل أسبوعين حتى تصل إلى 250 مليجرام في اليوم، ويمكن تناوله كجرعة واحدة، ولكن إذا تعدت الجرعة إلى 500 مليجرام (حبتين) في اليوم يفضل أن تجزأ على مراحل، مثلاً ثلاث حبات في اليوم يمكن أن تكون حبة واحدة في الصباح وحبتين ليلاً.

وهذا الدواء - كما ذكرت لك - من الأدوية القديمة ثلاثية الحلقات، وبما أنه يسبب الكثير من النعاس والرغبة في النوم يفضل أن تكون جرعته ليلاً، والجرعة المتوسطة هي 100 مليجرام، ويمكن أن تؤخذ مرة واحدة، وأما إذا اضطر الإنسان أن يأخذ جرعة أكبر، وكما ذكرت لك أن الجرعة القصوى هي 250 مليجرام ففي هذه الحالة يفضل أن يقسم الدواء إلى مرتين أو ثلاث في اليوم؛ وذلك حتى نقلل من آثاره الجانبية خاصة المتعلقة بالشعور بالجفاف الشديد في الفم.

وبالنسبة لسؤالك عن الانتكاسات المتكررة وما نعني بها؛ فقد اتفق العلماء أنه بالنسبة لمرض مثل مرض الاكتئاب أو الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية أو حتى مرض الفصام إذا تعرض الشخص لأربع انتكاسات – أي نوبات مرضية واضحة المعالم والأعراض – في السنة فهذا تعتبر انتكاسات متكررة، وبعض الناس يكونوا بالطبع عرضة لأكثر من ذلك، وحين تكون هذه النوبات المرضية متعددة الحدوث والتي تسمى عند الأطباء النفسيين بـ(الباب الدوار) الذي يقصد به هذه الأبواب التي نشاهدها في الفنادق والمحلات الكبيرة إذا دخل الإنسان من الباب فيتحرك الباب في شكل دائري ولا يستطيع الدخول إلا بعد خروج الشخص الآخر – وهذا في نظري تعبير ومصطلح مجازي ولا قيمة علمية كبيرة له.

وفي الحقيقة فإن الحرص على تناول العلاج والالتزام به يقلل من الانتكاسات المرضية، وأكبر سبب للانتكاسات النفسية المرضية هو عدم انتظام الإنسان على العلاج.

نسأل الله لك ولنا ولجميع المسلمين العافية والأجر والثواب.

وبالله التوفيق والسداد.