أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الترفيه والمرح دون الوقوع في الزلل

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متأكدة من أن السعادة في طاعة الله عز وجل، ولكن أريد معرفة كيف ألتزم وأرفه عن نفسي بلا معاصٍ؟
عندي سؤال آخر، وهو: هل إذا فعل الإنسان ذنوباً صغيرة وكبيرة وتاب هل ينقص ذلك من رزقه، فإني أعلم أن المذنب يبتليه الله عز وجل؛ لتكفير ذنوبه؟ وكيف أتوب حقاً؟
وعندي سؤال غريب، وهو: كيف يكون الندم على الذنب؟ فإني فعلت ذنوباً وحاولت التوبة منها، لكني أصبحت لا أبكي أبداً.

أعذروني، فإني أرسلت رسالة منذ أقل من أسبوع، وهذه رسالة أخرى، ولكن شعرت بالحاجة إلى إرسالها.

وجزاكم الله عنا كل خير.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أسعدني أن يكون في بناتنا الفضليات من تفكر بهذه الطريقة التي تذكرنا ببعض ما كان عند السلف الذين كانوا يتألمون إذا قست القلوب وجفت الدموع، وكانوا يخافون من عاقبة الذنوب؛ لأنهم كانوا لا ينظرون إلى صغر الخطيئة، وإنما كانوا ينظرون إلى عظمة من يعصونه سبحانه، ومرحباً بك في موقعك بين آبائك والإخوان، وهنيئاً لنا بجيل من الشباب والفتيات يحرصون على الخير، ويخافون من كل أمر يغضب الله.

وأرجو أن يعلم الشباب أن ديننا لا يمنع الفرح والمرح، وقد كان الصحابة يتذكرون ما كان في الجاهلية فيضحكون، ويبتسم رسولنا صلى الله عليه وسلم، وكانوا يأكلون البطيخ ويترامون به ويضحكون، وكانوا يتسابقون بالجري مع سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسابق عائشة رضي الله عنها، ويمسح لسودة رضي الله عنها أن تلطخ وجه عائشة، فيضحك عليه الصلاة والسلام.

وقد أمسك برجل من أصحابه من ورائه وقال: (من يشتري هذا العبد)؟ وقال للعجوز التي سألته أن يطلب لها الجنة: (لن تدخل الجنة عجوز. فلما بكت ضحك، وأخبرها أن الله يقول: (( إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا ))[الواقعة:35-37]) والترويح والترفيه الذي ليس فيه مخالفات شرعية مقبول، شريطة أن يكون بالقدر المناسب، مع ضرورة أن لا يتسبب في إضاعة واجب من الواجبات.

وإذا تاب الإنسان من ذنوبه فإن الله يقبله، ويبدل الله سيئاته إلى حسنات إذا أخلص وصدق، وإذا كانت الذنوب سبباً لحرمان الرزق فإن الاستغفار يجلب الأرزاق، وينزل الأمطار، ويعم الديار بالأولاد والأموال، وأقرئي قول الكبير المتعال: (( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ))[نوح:10].

وأرجو أن تعلمي أننا في خدمة شبابنا وفتياتنا الذي هم عدة الأمة ورواد مستقبلها الظاهر بإذن ربنا القاهر، فلن نمل أبداً بتوفيق الله من الأسئلة والاستشارات. ونسأل الله أن يجمعنا بشبابنا في عالي الجنات.
ومما يعينك على التوبة والثبات ما يلي:

1- اللجوء إلى الله.

2- مصاحبة الفاضلات الصالحات.

3- الإكثار من الحسنات الماحيات.

4- التخلص من كل ما يذكر بالمعاصي من آلات وصور وأرقام وأسماء.

5- شغل النفس بالمفيد والإقبال على كتاب الله المجيد.

6- تجديد التوبة كلما ذكّرك الشيطان بالذنوب.

7- الاجتهاد في إزالة قسوة القلب بالذكر والتلاوة والحرص على مجالس العلم وزيارة المرضى، ومشاهدة الموتى على فرشهم، وتذكر الموت والقبر وظلمته حتى يلين القلب وتدمع العين.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بالإحسان لوالديك، والاهتمام بصلة الرحم؛ فإنها من أسباب التوفيق للخيرات.

ونسأل الله أن يوفقك، وأن يتوب علينا وعليك.

وبالله التوفيق السداد.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف نتحصن من الوقوع في الذنوب والكبائر؟ أحتاج برنامجا عمليا! 2018 الأربعاء 12-08-2020 05:38 صـ
معصيتي لله أخشى أن تؤثر على حياتي الدراسية! 4063 الاثنين 10-08-2020 04:13 صـ
أتوب من المعصية ثم أرجع لها، فهل سيحرمني الله من النعم؟ 3514 الأحد 19-07-2020 02:55 صـ
كيف أثبت على ترك المعاصي والعلاقات المحرمة؟ 1850 الأحد 12-07-2020 11:53 مـ
صديقي يرغب في الزواج بفتاة مطلقة وأهله يرفضون، فما توجيهكم؟ 1123 الثلاثاء 07-07-2020 09:45 مـ