أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فسؤالك يعتبر من الأسئلة المهمة جدّاً والجيدة جدّاً؛ لأن الأمر قد يختلط على بعض الإخوة في استعمال الأدوية لبعض الحالات التي لم توص شركات الأدوية لاستعمالها أو ما هو مشابه لذلك.

هنالك دراسات تدل أن بعض حالات الاكتئاب تتطلب نوعا من العلاج التدعيمي، أي العلاج المضاف، ومن أكثر الأدوية التي تستعمل في التدعيم هي الأدوية المثبتة للمزاج ومنها الليثيم والدباكين كرونو واللميكتال، هذه الأدوية كثيراً ما تستعمل مع أدوية الاكتئاب من أجل تدعيمها في بعض الحالات.

وهنالك مجموعة أخرى من الأدوية تستعمل من أجل تدعيم الأدوية المضادة للاكتئاب ومنها هرمون الغدة الدرقية الذي يعرف باسم ثايروكسين، وهو يعطى مع الأدوية المضادة للاكتئاب في بعض حالات الاكتئاب المطبق، بالرغم من أنه لا يوجد عجز في إفراز الغدة الدرقية.

والمجموعة الثالثة التي تستعمل مع أدوية الاكتئاب كعلاج تدعيمي هي الأدوية المضادة للذهان، وأنت محق جدّاً في أنك حين اطلعت على استعمالات السوليان أو ما يعرف بـ (إمسيلبرايت Amisylpride) لم تجد أنه يستعمل لعلاج الاكتئاب، ولكن الذي أود أن أؤكده لك أن السوليان من أفضل الأدوية الداعمة والمدعمة لفعالية الأدوية المضادة للاكتئاب، فهنالك الكثير من الأبحاث التي أجريت في ألمانيا وفرنسا وأثبتت أنه علاج جيد جدّاً ومفيد للذهان، ولكن يعطى أيضاً بجرعات صغيرة كمدعم لعلاج الاكتئاب، إذن طبيبك المعالج محق جدّاً فتناوله على بركة الله.

الجرعة التدعيمية مع أدوية الاكتئاب هي أقل بكثير من الجرعة التي تستعمل في علاج الذهان، وهذه الجرعة تتفاوت من 50 إلى 300 مليجرام في اليوم، إذن الجرعة التي أعطاها لك الطبيب –200 مليجرام في اليوم– تعتبر جرعة جيدة ومفيدة، ولكن الذي أوصي به هو ألا تستعمل هذه الجرعة كجرعة واحدة في اليوم، لابد أن تجزأ؛ لأن السوليان لا يظل في الدم أكثر من 15 ساعة، أي لابد أن يؤخذ على الأقل مرة في اليوم، هذا يا أخي هو الذي وددت أن أنبهك إليه.

يعتبر هذا الدواء من الأدوية قليلة الآثار الجانبية، فقط ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن، وبالنسبة للإناث فهو يؤدي إلى رفع هرمون الحليب أو ما يعرف باسم (برولاكتين Prolactin) وبالطبع ارتفاع هذا الهرمون لدى النساء يؤدي إلى الكثير من الخلل في الدورة الشهرية وربما اضطرابها، كما أنه ربما يمنع حدوث الحمل، بجانب ذلك لا يؤدي إلى أي أضرار خاصة بالنسبة للرجال.

إذن: توكل على الله وابدأ في استعماله، وأسأل الله لك الشفاء، وأشكرك على ثقتك فينا، ومن كان فيه خير لأخيه فليفعل.

وبالله التوفيق.