أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أشعر بالخوف من مواجهة الآخرين والدونية

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك - يا دكتور - على هذا الموقع المتميز والمتفهم لأوضاع الآخرين، وأسأل الله تعالى أن يوفقكم لمثل هذه الأعمال والتي تسهم في رفع المشقة عن الآخرين، وأرغب أن أعرض مشكلتي على جنابكم الكريم عسى أن تجدوا لي حلاً إن شاء الله تعالى:

أنا أعمل محامياً، وفي بعض الأحيان أشعر بأني دون المستوى مع الآخرين، ولا أستطيع أحياناً التواصل أو التعامل معهم وخاصةً مع الزميلات، كما أني لا أقوم بتثقيف نفسي في المواضيع القانونية مما يؤثر في شخصيتي، وأشعر كأن عداوة موجودة بيني وبين القراءة، وحتى في بعض الأحيان تخونني العبارات عندما أتكلم في موضوعٍ ما، ولكن عندما أستل القلم فإنني أسترسل وبشكل جيد على الورق.

وأحياناً عندما أتعامل مع الآخرين فإن شعوري هو الضيق، وأحياناً تخونني العبارات، وأحياناً عندمــا يزورني أشخاص للسؤال عن قضاياهم ويكون عددهم كبيراً فأني أشعر بالخوف في بادئ الأمر من عدم ظهوري بالمظهر اللائق الذي أرغب به.

فهل يوجد حل لما أشعر به؟ وهل توجد تمارين معينة للتخلص من هذا الشعور والاستسلام له، والذي أحياناً أشعر بالرعشة منه؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو أبراهيم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

جزاك الله خيراً أخي على عبارات الشكر والتقدير التي بدأت بها رسالتك.

أخي الفاضل! أولاً أرجو أن أؤكد لك أنك لم تصل إلى هذا المركز وإلى هذه الدرجة من التحصيل العلمي إلا لأنه لديك المقدرة لذلك، هذا هو الشيء الأساسي الذي يجب أن نبدأ به، الإنسان لا يمكن أن يصل إلى مركز مرموق إلا إذا كان مؤهلاً لذلك، وأنت قد وصلت لذلك يا أخي.

الشعور بالدونية إذا كان أصلاً موجوداً في التركيبة الأساسية للنفس لا يفارق الإنسان فسوف يكون معيقاً ومعطلاً له حتى في مراحله الدراسية.

أخي! الإنسان يستعيد ثقته في نفسه من واقعه الذي يعيشه، وأنت - يا أخي - رجل تحمل الدرجة العلمية في المحاماة، وأنت رجل تمارس هذه المهنة القانونية؛ إذن أنت مقتدر، فلابد أن تغير تفكيرك وخارطة التفكير لديك، أجلس مع نفسك، هذا هو أجمل تمرين نفسي يمكن أن تقوم به، أن تعيد تقييم ذاتك، قل لنفسك: أنا تقييمي نحو ذاتي خطأ ومجحف وليس صحيح، وأنت حين تقوم بذلك لا يعني أنك تخادع نفسك، لا، هذه حقيقة الأمر.

ثانياً: يا أخي حاول أن تتخذ قدوة من المتفوقين في مجالك، ففي كل تخصص يوجد أعلام وأساتذة وفطاحل، أرجو أن ترجع بذاكرتك وتتذكر من درسوك، وسوف تجد فيهم من يمكن الاقتداء به، أنا أذكر جيداً – وحتى اليوم – أن من قاموا بتدريسي وتعليمي وتدريبي أذكر منهم الكثيرين وأحاول أن أتمثل بهم، حتى في طريقة لبسهم – هذه ليست مبالغة – هذه الصحوة الذاتية الداخلية تعطي الإنسان المقدرة على الثقة في نفسه.

إذن - يا أخي - هذه وسيلة أخرى، عليك أن تعيش حوارات في الخيال، ارسم قضية ما وحدد أركان هذه القضية، انظر إلى كل جوانبها، خاطب نفسك من هو المتهم، أين الدفاع، ما هي نقاط القوة، ما هي نقاط الضعف، المواد القانونية التي يجب أن ترتكز عليها، قم بإجراء هذه التمارين اليومية، وأفضل أن تقوم بتسجيل ذلك على المسجل ثم تستمع لنفسك، هذه التمارين تعتبر في واقع الأمر من التمارين المفيدة جدّاً إذا أخذت الأمر بجدية.

بالنسبة للقراءة والاطلاع أخي هو أمر مهم جدّاً، وإذا أصبت بالملل من مصدر معين، لماذا لا تجرب المصدر الآخر؟! إذا كنت لا تطيق القراءة من الكتاب اذهب إلى شبكة المعلومات، اذهب إلى المجلات، استمع للأشرطة، حتى بعض المحطات الفضائية فيها الآن استشارات قانونية وبرامج من هذا القبيل، يمكن للإنسان أن يعدل من مسار اطلاعه، عليك أن تنتهج هذا المنهج.

حين يأتيك أصحاب المعاملات دائماً تصور – وبكل تواضع – أنك أنت في المركز الأقوى أن هذا الشخص هو صاحب الحاجة، أنه ضيف عليك ولابد أن تكرمه، تصور ذلك، هذا - إن شاء الله - يعطيك الثقة في نفسك، هذه هي التمارين الأساسية التي إذا طبقتها سوف تجد إن - شاء الله - أن مقدراتك في مواجهة الناس والثقة بنفسك قد ارتفعت.

عليك - يا أخي - أيضاً أن تنظر في سجل حياتك، حاول أن تقارن بين الإيجابيات والسلبيات، سوف تجد إن شاء الله الإيجابيات في حياتك أكثر، وما قمت بإنجازه أكثر من الإخفاقات، هذا إن شاء الله أيضاً يعطيك نوعا من الدفع والدافعية.

هنالك إرشادات عامة تفيد في حالتك وفي غيرها، مثل ممارسة الرياضة خاصة الرياضة الجماعية، وكذلك - يا أخي - الصحبة الطيبة من الخيرين، حلقات التلاوة، هذه تؤدي إلى المساندة والتعاضد والثقة بالنفس، وتقلل من الخوف الاجتماعي.

وأخيراً - يا أخي - لا أرى بأساً إذا تناولت أحد الأدوية التي تساعد في علاج القلق والتوتر وهذه المخاوف البسيطة، عقار مثل بروزاك بمعدل كبسولة واحدة في اليوم سيكون من الأدوية التي تفيدك جدّاً، وهو سليم وفعّال، والمدة التي تطالبها حالتك هي كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر.

أسأل الله لك التوفيق والشفاء، وعليك أن تثق في مقدراتك وسوف تجد أنك بالفعل تحمل الكثير من مصادر القوة التي استبدلتها بالضعف، وذلك نسبة للتفكير السلبي والذي لابد أن تتخلص منه، وبالله التوفيق، وكل عام وأنتم بخير.
وبالله التوفيق.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ 1680 الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا 1257 الأحد 09-08-2020 02:09 صـ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2339 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1667 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3567 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ