أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أحب بشدة وأكره بشدة وأغضب لأتفه الأسباب

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا أعلم ما هي الحالة المرضية التي أعاني منها، ولكن بلا شك أنا أعاني من مرض ما، وسأحاول ذكر الأعراض التي أعاني منها:

1- أغضب لأتفه الأسباب!
2- أريد أن يعرف الناس ما أريد بدون أن أطلب منهم ذلك!
3- أحب بشدة وأكره بشدة!
4- لا أثق إلا بعدد قليل من الناس وأغلبهم من أسرتي.
5- لا أستطيع إقامة صداقات قوية.
6- أشعر بأني لو غبت فلن يكترث أحد لذلك.
7- أخاف من الانتقاد كثيراً!
8- أشعر أني فاشل!
9- أترك بعض حقوقي؛ لأنها تتطلب مني مواجهة المسئولين.
10- أعتقد أني مصاب برهاب اجتماعي فلا أستطيع مواجهة الناس.
11- أتحاشى الاجتماعات والمناسبات العامة.
12- أحدث نفسي بأني سأكون بخير إذا غيرت عملي والمجتمع الذي أنا به، وقد حصل ذلك ولم يتغير الحال.
أرجو المساعدة، ولكم جزيل الشكر.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذه الأوصاف التي أوردتها في رسالتك هي إشارة لشخصيتك، حيث أن شخصية الإنسان تتصف أو تتميز بسمات عدة، هنالك من تكون شخصيته على وتيرة واحدة أو على نهج واحد، وهنالك من تكون شخصيته تجمع بين صفات وسمات وطبائع مختلفة، قد تكون متباعدة أو حتى تكون متناقضة في بعض الحالات، وسمات الشخصية -يا أخي- لا تعتبر مرضاً حقيقياً، إلا إذا كانت بالشدة التي تسبب إعاقة واضحة للإنسان.

أنت شخصيتك يمكن أن نصفها بأنها من النوع الحساس سريع الانفعال ومتقلب المزاج، وأرجو -يا أخي الفاضل- ألا تنزعج لكل هذه المسميات، فهي في النهاية صفات وسمات ليست أكثر من ذلك، وأعتقد أن شخصيتك الحساسة هي التي جعلتك تتفرد بكثير من الصفات التي نعتّ بها نفسك، مثل الشعور بالفشل والخوف من الانتقاد وعدم القدرة على المواجهة.

ربما يكون هنالك نوع من التجسيم والتضخيم في مشاعرك، جعلك تتصور أن الذي بك هي علل أساسية، وهي ليست كذلك، كل الناس تحتاج أن تكون قلقة في بعض الأحيان، وتحتاج أن تشعر بأنك قد قصرت في واجباتك، لكن يجب ألا يكون لدرجة الفشل وذلك من أجل رفع الاندفاع والحيوية لدى الإنسان من أجل الإنجاز.

أخي: الذي أرجو أن تفكر فيه، هو أن تقوم باستخلاص والنظر بدقة في الصفات الأخرى التي تتميز أنت بها، أنت ذكرت اثني عشر صفة كلها ذات طابع سلبي، ولكنك لم تذكر الصفات التي ترى أنها مقبولة أو التي ترتاح لها نفسك، أنا أعتقد -وأنا إن شاء الله على درجة عالية من اليقين- أنه لديك صفات وميزات أخرى أكثر إيجابية وأكثر استقراراً.

طريقة العلاج هي أن تفكر في السمات الأخرى، وتحاول أن تجسدها، وتحاول أن تعظمها وتحاول أن تطورها؛ لأن التفكير الإيجابي وتذكر السمات الإيجابية سوف يضعف هذا الشعور بالفشل والشعور بعدم الفاعلية.

الشيء الآخر هو أنه حين تواجه موقفاً معيناً تذكر أنه يجب ألا تغضب في هذا الموقف، الإنسان يغضب ولابد للإنسان أن يغضب في أشياء كثيرة لا ترضيه، أشياء تخصه وأحياناً تخص أسرته أو مجتمعه، أو أشياء تتعلق بالأمة ومصيرها.

إذن فالغضب المبرر لا بأس به، ولكن يجب ألا يخرج عن النطاق، والسنة المطهرة أرشدتنا للكثير في هذا السياق، حاول أن تصبر نفسك، حاول أن تغير مكانك، حاول أن تتوضأ، حاول أن تستعيذ بالله من الشيطان، كلها علاجات سلوكية فعّالة.

والشيء الآخر هو أن تكثف من مشاعرك الإيجابية المتعلقة بثقتك بنفسك، فكر أنك يمكن أن تساعد الناس، فكر أنك يمكن أن تقود ولا تقاد، كلها أمور أرى أنها إن شاء الله موجودة لديك.

- قم بتطبيقات عملية كالانضمام للجماعات والجمعيات الخيرية الفعّالة.

- اجعل لنفسك صحبة قوية من الإخوة الأفاضل الذين تثق بهم.

- احضر حلقات التلاوة وتفاعل مع الآخرين.

- مارس الرياضة الجماعية.

- حاول أن تتطور عملك.

- اقرأ في العلوم العسكرية حتى تطور ذاتك، وإن لم يساعدك ذلك في وظيفتك، ولكنه سوف يساعدك قطعاً من الناحية المعرفية والناحية العلمية وحتى الناحية العملية.

سوف تستفيد -يا أخي- كثيراً من الأدوية التي تساعد في تحسين المزاج، هذه المشاعر السلبية والمخاوف هي ناتجة من التفكير السلبي كما ذكرت لك، وهي تولد في بعض الأحيان شعوراً بالإحباط، وهذا هو الذي حدث لك.

إذن: في هذه الحالة ستكون الأدوية ممتازة وفعّالة، هنالك عقار يعرف باسم زيروكسات، هو طيب جدّاً لتحسين المزاج وإزالة الخوف بإذن الله تعالى، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة بداية، وجرعة البداية هي نصف حبة – أي 10 مليجرام – ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى حبة واحدة ليلاً بعد الأكل أيضاً وتناولها لمدة ثلاثة أشهر، ولا أعتقد أنك سوف تحتاج أن تزيد الجرعة لأكثر من ذلك، وبعد انقضاء الثلاثة أشهر خفض الجرعة إلى نصف حبة أيضاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر أيضاً، هذا التدرج مهم جدّاً في تناول الزيروكسات.

طبق الإرشادات السابقة، وتناول هذا العلاج، واجعل ثقتك في نفسك أكبر، وسوف تجد إن شاء الله أن مزاجك قد تحسن، وأن هذه التقلبات والتفاعلات السلبية قد اختفت.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ 1680 الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا 1253 الأحد 09-08-2020 02:09 صـ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2339 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1666 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3566 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ