أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : السمنة وقصر الطول جعلاني تعيسا أتراجع في حياتي، ساعدوني.

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أسأل الله أن يديم عليكم الخير والعافية.

أنا شاب في العشرين من عمري، أعاني من السمنة منذ أن كنت صغيرا، وطولي قصير، فشلت قليلا في دراستي بسبب الظروف المادية سابقا، وهذا ما جعل حالتي النفسية متدهورة؛ لأني كنت متميزا في دراستي.

أردت مثل كل الشباب أن أتعرف على فتاة، ولكن هناك فراغ عاطفي في الحقيقة، لم تقبلني أي فتاة أكثر من زميل في القسم، ليس كباقي الشباب بسبب شكلي، وهذا أيضا أثر على نفسيتي، قمت بعمل حمية ورياضة، ولكن مشكلتي عدم الاستمرارية، حيث أعود للأكل والعزلة في غرفتي الصغيرة المظلمة، وبسبب هذا الفراغ أصبحت أدخن الشيشة وأشرب القهوة السوداء، ومن تلك اللحظة أصبت برعشة وتسارع في دقات القلب وكوابيس مزعجة، وحتى الصلاة لم أعد أداوم عليها.

ذهبت لعدة أطباء، وعملت تحليل تنفس وقلب وسكر، وكانت النتائج سليمة، ما عدا الضغط فإنه يرتفع لخوفي عند زيارة الطبيب.

أعاني من مشاكل نفسية، فكيف أتصرف مع نفسي؟ أصبحت أشعر بمرارة الحياة، فكيف أعيد الفرحة لحياتي؟ أصبحت أفكر في الموت والأمراض خاصة عند موت أي شخص، لا أستطيع النوم ويحمر وجهي من الخوف، وتصيبني رعشة، ساعدوني، أريد إخراج الوحش الذي بداخلي، والذي يعرقل حياتي، أريد أن أبعد الوسوسة عن أفكاري فقط، أريد أن أعيش حياة طبيعية، والله لقد تعبت كثيرا، وإن كان هناك دواء يساعدني وغير مكلف اكتبوا لي اسمه بالفرنسية؛ لأني في تونس، ساعدوني، لأن تكاليف الطبيب النفسي ببلادي مكلفة، لا أستطيع الذهاب له إلا مرة واحدة، أو إذا وجدت عملا أو ادخرت القليل من نقودي.

وشكرا.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونرحب بك في الشبكة الإسلامية.

مشكلتك تتجسّد في التهاون مع ذاتك ونمط التكاسل الذي انتهجته، وسرعة استجابتك لنداء الشهوات والغرائز، الشهوات والغرائز يتحكّم فيها الجزء الحيواني من الدماغ، والأجزاء الأخرى هي الجزء المعرفي والجزء الإبداعي والجزء العقلاني، فأرجو أن تفعّل حقيقة بقية أجزاء دماغك - أيها الفاضل الكريم - وهذا معتمد على إدراكك للسلبيات التي تُمارسها في حياتك، وأقصد بذلك الإدراك العميق والجيد، وعدم التهرُّب، وعدم انتهاج منهج النكران، إنما مواجهة الذات والاعتراف بأخطائها، ومن ثمَّ تبدأ مسيرة التغيير والبناء، واجعل النصّ القرآني {إن الله لا يُغير ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسهم} ومفهوم هذه الآية أن الإنسان بيده وحده تغيير نفسه، والله تعالى رأى من عبده النية والقصد على التغيير أعانه على التغيير ويسر له سبل التغيير وهيأ له وهداه إلى سواء السبيل، فاجعل هذه الآية هي شعارك وديدنك وقناعتك، واعرف أن الله تعالى قد حباك بالقدرة والإرادة، وحباك بالخبرات، وحباك بالمهارات والإمكانيات والمعارف التي يجب أن تستغلّها لتغيير حياتك، وقد قال: {فاتقوا الله ما استطعتم}، وقال: {لا يكلف الله نفسًا إلَّا وسعها}، وقال: {لا يكلف الله نفسًا إلَّا ما آتاها}.

أنت تحتاج لأشياء بسيطة، لكن يجب أن تكون هنالك مواصلة وديمومة لها، والذي تحتاجه هو نمط حياة جديد، وبسيط وسهل جدًّا.

أولاً: يجب أن تنام مبكّرًا ليلاً، ويجب أن تتجنب النوم النهاري، بعد أن تستيقظ تستعد لصلاة الفجر وتصليها في وقتها، وهذه هي البداية العظيمة، لأن البكور فيه خير عظيم، ولأن من صلى الفجر في وقته ومع الجماعة هو في ذِمّة الله، وهو في أمن من الله تعالى.

اقرأ بعد ذلك وردك القرآني حتى ولو صفحة واحدة، ثم قم بالاستحمام، وقم بالدراسة لمدة ساعة، قطعًا سوف تشرب الشاي وهذه الأشياء، وتلبس وتذهب إلى مرفقك الدراسي، وفي المرفق الدراسي تكون في الصف الأول، لتكون أحسن انتباهًا واستيعابًا، وفي أثناء الدراسة تفاعل مع زملائك تفاعلاً إيجابيًا، صلِّ الظهر في المدرسة، عُد بعد ذلك إلى بيتك وتناول وجبة الغداء، قم براحة بسيطة، ثم بعد ذلك اذهب لممارسة رياضة لمدة ساعة إلى ساعة ونصف، وعد إلى البيت وادرس للدراسة لمدة ساعة أخرى، ثم اجلس للتليفزيون لمشاهدة برنامج مفضل ومفيدًا لك، وفي أثناء ذلك تفاعل مع أسرتك، تواصل مع أصدقائك، ولا بد أن تدخل في حمية غذائية ليست ضاغطة، إنما حمية وسطية، وممارسة الرياضة يجب أن تكون جزءًا من حياتك، يجب أن يكون تفكيرك نحو المستقبل، من أنت؟ وأين أنت؟ وماذا أنجزت بعد خمس سنوات مثلاً، انظر لنفسك بهذه الكيفية، الأمر في غاية البساطة، واحرص على بر والديك، فالأمر يقوم على الدافعية، وتنظيم الوقت، وأن تكون صاحب همّة عالية، ولا تقبل لنفسك أن تكون يدًا دنيا.

أمَّا موضوع التعرف على الفتيات وما شاكل ذلك: فالله تعالى قد خلقك في أحسن تقويم، لا تحقّر نفسك أبدًا.

هنالك دواء يُعرف باسم بروزاك Prozac ربما يكون مفيدًا لك، اسمه العلمي (فلوكسيتين-Fluoxetine) في كل الدول، وأنت محتاج له بجرعة كبسولة واحدة يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم تجعلها كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله.

وبالنسبة لسؤالك عن العلاقة بالفتيات، فنعلمك أن ذلك لا يجوز لك، إلا العلاقة الشرعية بين المحارم، أو الزوجين، ومما يعينك على ترك ذلك، أو عدم التفكير فيه النظرُ في هذه الاستشارات: (24374 - 24248 - 2215050).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...