أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : التوبة من مشاهدة القنوات الإباحية

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم.

أنا شابٌ وقعت في المحرمات، وبالتحديد القنوات الإباحية، وقد وضعت هذه القنوات صورة العلم السعودي والإيراني على الشاشة، أقصد بذلك أن اسم الله تعالى واسم رسوله صلى الله عليه وسلم مبيناً على هذه القنوات الإباحية.

وللأسف زللت ووقعت في هذه القنوات، ولكني أضيف أنه عند مشاهدتي لهذه القنوات لم أكن مرتاح العقل والقلب؛ لما تضمنته من سب لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن غلبت علي الشهوة، وعاودت مشاهدة هذه القنوات مراتٍ عديدة غير مرتاح.

والآن تبت إلى الله وأستغفر الله من تلك الأفعال، وأقسمت ووعدت الله تعالى على أن لا أعاود هذه الفاحشة أبداً.

عقلي وضميري وقلبي ما زالوا يؤنبونني على هذه الفعلة الخبيثة، وأقول في نفسي: إني كفرت أو أشركت بالله -والعياذ بالله-؛ لأني اخترت الشهوة والمحرمات على الله تعالى.

والله إني أخاف أن أكون من الخاسرين في الدنيا وفي الآخرة يوم لا ينفع شيء إلا من أتى الله بقلب سليم.

أرجو النصيحة، وأسأل الله أن يغفر لي ولكم ولجميع المسلمين.

وجزاكم الله خير الجزاء في الدنيا والآخرة.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ عبد الجبار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله العظيم أن يحفظك ويسدد خطاك، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، وأن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته.. وبعد،،

فهنيئاً لك التوبة والرجوع إلى الله، وأرجو أن تعلم أن الله يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، وقد سمى نفسه (تواب) ليتوب علينا، وسمى نفسه (غفور) ليغفر لنا (( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئَاتِ ))[الشورى:25].

وأرجو أن تكون توبتك خالصةً لله، وأن تكون صادقاً في توبتك، واعزم على عدم العود، واندم على ما مضى، وجدد التوبة، وأكثر من الاستغفار كلما ذكَّرك الشيطان بذنوبك؛ فإن هذا العدو حزينٌ لتوبتك ورجوعك إلى الله، وأرجو أن تُكثر من الحسنات الماحية؛ لأن الله يقول: (( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ))[هود:114]، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن) واحرص على أن يكون يومك دائماً أفضل من أمسك، وابتعد عن رفاق المعصية، وتخلص من أدواتها وقنواتها ومواقعها، وتجنب الوحدة فإن الشيطان مع الواحد، وأشغل نفسك بالعمل المفيد وبذكر الله المجيد.

أما تأنيب النفس والعقل لك فهو دليلٌ على أن الله أعطاك نفساً لوامة، وأرجو أن تستفيد من ذلك فتكرر التوبة وتكثر من الاستغفار، فإن التذكر الإيجابي للذنب مُفيد، وهو ما يدفع الإنسان إلى الاستغفار والاجتهاد في الطاعات.

أما هذه الوساوس التي تدور في نفسك فلا صحة لها، وهي من الشيطان الذي يريد أن يوصلك إلى شواطئ اليأس من رحمة الله -والعياذ بالله-، وهمّ هذا العدو أن يحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله.

واعلم أن ذنوبك مهما كثرت فإن مغفرة الله أوسع، ألم يقل ربنا تبارك وتعالى لعباده: (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))[الزمر:53].

وقد تاب ربنا الرحيم على رجل قتل مائة نفس وقصته معروفة، واعلم أن الوقوع في المعاصي لا يوصل إلى الكفر إلا مع الزعم بأنها حلال؛ لأن في ذلك مخالفة للنصوص الواردة عن الله ورسوله، وفرق بين من يقع في المعصية غافلاً أو جاهلاً ثم يتوب ويرجع إلى الله، وبين من يفعل المعاصي ويزعم أنها حلال، وأنتَ ولله الحمد تائب نادم، والله تبارك وتعالى يقول: (( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ))[طه:82].

وإذا أخلصت في توبتك، وصدقت في رجوعك إلى الله، فإن الله يقول: (( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ))[الفرقان:70].

ولن تكون بإذن الله من الخاسرين، وأرجو أن تحسن فيما بقي من عمرك ليغفر الله لك ما مضى من ذنبك، واجتهد في إيجاد بيئةٍ نظيفة، واحرص على طلب الحلال، وعف نفسك بالزواج، وأكثر من تلاوة القرآن وذكر الرحمن.

وبالله التوفيق.



أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
خائف من أذية الناس لي فكيف أحصن نفسي؟ 3410 الخميس 23-07-2020 05:29 صـ
أتوب من المعصية ثم أرجع لها، فهل سيحرمني الله من النعم؟ 3515 الأحد 19-07-2020 02:55 صـ
أعاني من القلق ونقص العاطفة والحنان من والدي! 1944 الأربعاء 15-07-2020 06:09 صـ
أشعر وكأن الإيمان دخل إلى أعمالي وعقلي، ولم يدخل قلبي! 1585 الثلاثاء 14-07-2020 04:30 صـ
كيف أتخلص من الخوف والاكتئاب؟ 4084 الاثنين 13-07-2020 04:12 صـ