أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : استخدمت أدوية SSRIS للرهاب الاجتماعي ولم أشعر بأي تحسن

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم
دكتور عبد العليم جزاك الله كل خير، وحفظك وأطال في عمرك.

عمري 19 عاما، أعاني من الرهاب الاجتماعي، استخدمت الزولفت لمدة خمسة أربعين يوما بجرعة 50 لمدة شهر، ثم جعلتها 75 لمدة خمسة عشر يوما، ولم أشعر بأي تحسن.

بعدها مباشرة استخدمت الباروكستين لمدة ثلاثة أشهر، ولم أشعر بأي تحسن، وبعد ذلك تناولت السيبرالكس، ولم أستفد.

قرأت بأن الإيفكسور جيد جدا للرهاب، وهو من فصيلة أخرى، ولكن بحثت عنه ولم أجده في الصيدليات، فهل توجد أدوية أخرى فعالة لعلاج الرهاب؟

وجزاك الله كل خير.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وفي شخصي الضعيف، وأسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعًا.

أولاً: أنا أريدك أن تفتِّت فكرة الرهاب، لا بد أن تبدأ بذلك، أريدك على المستوى المعرفي أن تسأل نفسك وتقول: (لماذا هذا الرهاب؟ ما الذي يُخيفني؟ هو أمرٌ لا يستحق أن أهتمَّ به، هو أمرٌ يجب أن أتجاهله، أنا لستُ أضعف الناس، ولن يحدث لي أيُّ شيءٍ في مواجهة الناس؛ لأني أصلاً في معيَّة الله). لا بد أن يكون الفكر قائمًا على هذا الأساس.

وأريدك أن تلجأ للتعريض، التعريض في الخيال والتعريض في الواقع، عرِّض نفسك في الخيال للمواجهات، تصوّر أنه طُلب منك أن تُصلِّي بالناس في المسجد، هذا موقف مَهيبٌ ولا شك في ذلك، يجب أن تعيش هذا الموقف بتفاصيله تمامًا.

تصوّر أنه طُلب منك أن تُقدِّم محاضرة أو حديثًا أمام جماعة من الشباب ... وهكذا. هذا التعريض في الخيال مهم؛ لأنه يمكن أن يكون واقعيًا في حياتنا.

وعليك أن تُمارس رياضة جماعية، هذه من أجمل وأفضل وأنفع وسائل العلاج، وكذلك حضور حلقات تلاوة القرآن، وجدناها مفيدة لعلاج الخوف الاجتماعي، وذلك بجانب ما يجنيه الإنسان من خيري الدنيا والآخرة.

أريدك أن تكون شخصًا اجتماعيًّا، تزور أقربائك، أرحامك، تذهب وتزور المرضى بالمستشفيات، تُلبي دعوات الأفراح والأعراس والوليمة، تذهب إلى أصدقائك وتتواصل معهم... وهكذا.

علاج الرهاب الاجتماعي ليس علاجًا دوائيًا فقط، العناصر العلاجية الأخرى مهمّة جدًّا. وأريدك في المدرسة أن تكون نشطًا، أن تكون فعّالاً، أن تشارك الفعاليات المدرسية، أن تُشارك في الجمعيات الثقافية المدرسية، أن تجلس دائمًا في الصف الأول، وأن تواجه، أن تجعل اللغة الجسدية لغة فيها انبساط، واعلم أن تبسُّمك في وجه إخوانك صدقة، حاول أن تجعل نبرة صوتك متوازنة.

بهذه الكيفية تُعالج الخوف الاجتماعي، فأرجو أن تحرص على هذه العناصر الاجتماعية العلاجية السلوكية المفيدة، وبعد ذلك يأتي أمر الدواء، والأدوية متشابهة ومتقاربة جدًّا. ومن المهم جدًّا أن يتم تناول الدواء بجرعة صحيحة.

بالنسبة للزولفت: من أحسن الأدوية التي تعالج الرهاب الاجتماعي، لكن الجرعة يجب أن تصل إلى مائة وخمسين مليجرامًا، وأنت لم تقم بذلك. الباروكستين: يجب أن تكون جرعته على الأقل أربعين مليجرامًا. السبرالكس: يجب أن تكون جرعته على الأقل عشرين مليجرامًا. وهذه الأدوية كثيرًا ما نحتاج أن نُدعِّمها بعلاجات أخرى مثل عقار (بسبارون) أو عقار (رزبريادون) بجرعة واحد مليجرام.

إذًا الفرصة لأن ترجع لأحد الأدوية السابقة متوفّرة، لكن يجب أن تكون الجرعة جرعة صحيحة.

أمَّا بالنسبة للإفكسور – والذي يُعرف علميًا (فلافاكسين) – فهو يُفيد، لكنه من الدرجة الثانية، ويجب أن تكون الجرعة مائة وخمسين مليجرامًا على الأقل. ابحث عنه تحت مسمَّاه العلمي وليس تحت مسمَّاه التجاري.

يوجد دواء يُسمّى (ماكلومابيد) هذا قد لا يتوفر في كثير من الدول، لكنه أيضًا مفيد، إذا وُجد فجرعته هي مائة وخمسين مليجرامًا ثلاث مرات في اليوم.

الذي أراه هو ألَّا تزعج نفسك كثيرًا بالبحث عن الإفيكسور إن لم تجده، وأعتقد إذا رجعت وتناولت الزولفت هذا أفضل، لكن يجب أن تجعل الجرعة مائة وخمسين مليجرامًا، ودعِّمه – كما ذكرتُ لك – إمَّا بالبسبارون أو جرعة صغيرة من الرزبريادون، وأذكّرك مرة أخرى – يا مصطفى – أن تكون حريصًا جدًّا على العناصر العلاجية السلوكية والاجتماعية والإسلامية، لأنها بالفعل تُكمِّلُ العلاج الدوائي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ 1680 الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا 1255 الأحد 09-08-2020 02:09 صـ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2339 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1667 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3567 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ