أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : سرعة التأثر وتغيير الآراء وضعف الشخصية وفقدان الإرادة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عربي من الجزائر أواجه عدة مشاكل نفسية، فأنا شاب سريع التأثر إذ أنني أغير رأيي بسرعة، ولا أثبت على رأي واحد، وأنهار بسرعة، أذكر مثالاً على هذا: أنني وعندما كنت في 12 من عمري شكّت الأستاذة أنني غششت في الامتحان، ورغم أنني لم أفعل إلا أنني اعترفت بالغش، وأنا أغير رأيي في الحياة اليومية كثيراً وفي كل الميادين، وأنا أغير رأيي حتى في الأمور التي أعتبرها ثوابت لي، أنا لا أثق بنفسي وبقدراتي وأعاني من ضعف الشخصية، وأيضاً أنا أشعر كثيراً بحزن مفاجئ وقد فقدت الإرادة، فرغم حبي لدراستي إلا أني عندما لا تكون نتائجي جيدة لا أشعر بشيء، وهذا يحدث لي في كل الميادين، أرجو أن تعطوني السبب وطريقة العلاج وأن لا تكون مكلفة، وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مراد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرى أن المشكلة الأساسية التي تُعاني منها تتعلق بالبناء النفسي لشخصيتك، علماً بأنه توجد عدة أنواع من الشخصيات حسب ما ورد في موسوعات الطب النفسي، وحسب ما اتُفق عليه بين علماء الصحة النفسية، ولا تُعتبر اضطرابات الشخصية من النوع الذي ذكرته حالة مرضية في حد ذاتها، إنما هي ظاهرة نفسية في المقام الأول.

من الواضح أن شخصيتك تحمل سمات الحساسية، وربما ضعف الأبعاد النفسية، مما يجعلك سريع التأثر، مع افتقاد القدرة على الثبات في المواقف واتخاذ القرارات.

لا نعرف أسباباً محددة بالضبط لحدوث مثل هذا الاضطراب في الشخصية، ولكن توجد نظريات يُستفاد منها، وهي أن الوراثة والتنشئة البيئية، والعوامل البيولوجية، والأحداث الحياتية التي تعرض لها الإنسان هي التي تحدد نمط شخصيته.

من أهم وسائل تعديل السلوك والشخصية بالنسبة لك: هو ضرورة التخلص من الأفكار السلبية حول نفسك، والابتعاد الكلي عن تحقير قيمة الذات، ولكي تساعد نفسك في ذلك لابد أن تبحث عن الإيجابيات الموجودة في حياتك، وتحاول تجسيدها وتفخيمها، والبناء عليها، حتى تحل محل التقدير السلبي للذات.

سيكون من المفيد لك جداً أن تضع أهدافاً في حياتك، وتعمل بكل جد للوصول إليها دون كلل أو ملل أو مساومة مع الذات.

سيكون أيضاً من المفيد لك أن تنظر في شخصيات من حولك، وتتخير شخص يكون متزن في سلوكه وقوياً في شخصيته، وتحاول أن تأخذ من أنماطه السلوكية، وتقتدي به في كل فعل إيجابي يقوم به، ويا حبذا أيضاً لو نظرت بتمعن في تاريخنا الإسلامي المجيد، والذي هو مليءٌ بالبطولات والشخصيات التي لو حاول الإنسان أن يتخذ قدوة ولو بشيء بسيط مما كان يتصف به هؤلاء فسوف يساعده ذلك أيضاً في بناء شخصيته.

لقد وُجد أيضاً أن الانخراط في النشاطات الجماعية، مثل الانضمام للجمعيات الخيرية، والمنظمات الشبابية، والفرق الرياضية، وحضور حلقات التلاوة والمشاركة فيها، يساعد جداً في التخلص من الأنماط السلبية للشخصية.
وأخيراً: أرجو أن تُعيد الثقة بنفسك، وأن تسعى لتطوير مهاراتك الاجتماعية، ويمكنك الحصول على بعض الكتيبات في هذا السياق من بعض المكتبات.
وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...