أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : اختيار التخصص عملية ذاتية

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

بسم الله.
لقد اشتقت كثيراً للحديث معكم، وأنا أعلم أنكم نسيتم حتى من أكون ولكن هذا طبيعي...جزاكم الله عنا كل خير.

أنا إنسانة مبدعة وموهوبة، وهذا من فضل الله علي، أُجيد كتابة الشعر، وأُجيد الرسم، وأحب قراءة الكتب، وملخصاتي الدراسية كل من اقتناها شكرها لي، وأُعجب بنظامها وطريقة تلخيصها، طموحة ولي أحلام حتى في أسوء حالاتي عندما أتمنى الموت أعود وأقول: لا، لا أريد أن أموت وأنا لم أحقق شيئاً يذكر لي يوم القيامة عند الله، وما لي لا أموت شهيدة، شهيدة الواجب والعمل في سبيل الله، أشعر بقدرتي على الإبداع وحتى عندما أُصبت بالوسواس القهري، ولما قرأت رسالتكم أعطتني المعالجة تطبيقات عملية أقوم بها للتغلب على الوسواس، وعندما رحت أطبقها وجدت نفسي أصلاً كنت أطبق أغلبها، وقد لجأت إلى عملها قبل مراسلتكم، فقد هداني الله إليها، وإلى الآن لم يعد يؤثر في الوسواس كثيراً، فلقد انتصرت عليه، والحمد لله أولاً وآخراً، ولكن مشكلتي كما ذكرت لكم سابقاً هي أنني أكره دراستي ولا أحبها، ويزداد كرهي لها، ولم أعد أُطيقها، دعوت الله أن يفرج عني، والمشكلة ليست في رسوبي، فأنا كلما أدرس مادة أنجح فيها مباشرة دون تكرار، ولكنني أكره هذه الدراسة ولا أحبها، ولا أشعر بانسجام عندما أعمل فيها.

أشعر أنني لم أُخلق لهذا الاختصاص، وهذا الشعور يلازمني منذ بداية دخولي لها، وكلما أعمل فيها أشعر بضيق، وأصبحت رؤية الدم تؤذيني نفسياً، وتشعرني بألمٍ غريب، أنا مستعدة أن أدخل كلية أخرى، وأدرس فيها، ولا مانع لدي أن أبدأ من جديد، فهذه الكلية أكرهها، وهي من الأساس لم تكن رغبتي، لماذا غيري عندما لا يقتنع بشيء يقوم بتغييره، ما دام مقتنعاً بما يقوم به، والمشكلة أن والداي سيرفضان ذلك، وهذه تعتبر من أكبر المشكلات، إذا كيف تعيش عمرك على حسب طلب غيرك!! وإن أصررت على رغبتك يصفونك بالعاق، ويغضبون منك ولا يرضون عنك.

أرجوكم، أريد حلاً، لا تقولوا لي: أكملي، فوالله الذي لا إله إلا هو إني لأكره هذه الدراسة، حتى جسدي يرفض ها، فعندما أقرأ كتاب عادي أستمر فيه حتى أكمله وأنا في قمة الاستمتاع، حتى ولو لمدة 3 ساعات، ولكن بمجرد أن أمسك كتب الدراسة يصب النوم صباً، ويأتي الصداع، وأشعر بألم الظهر، حتى أتركها، مع العلم أني لم أكن كذلك في المراحل التعليمية السابقة، وكنت متفوقة، ولمزيد من التفاصيل ارجعوا إلى استشاراتي السابقة.

شكراً لكم وبارك الله فيكم، ففي مجتمعنا إن دخلت من اليمين فلابد أن تخرج من نفس المسار، أما أن يتطور الإنسان فكرياً وثقافياً، وأن العلم للتعلم والفائدة فهذا لا يجوز، إنما عليك أن تدرس لتحصل على شهادة لغدر الزمان، أي منطقٍ هذا؟!!


مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الكريمة/Abir حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنبه لأمر، وهو أن عملية اختيار التخصص، والرغبة فيه تبقى عملية ذاتية، لا أحد يتدخل فيها؛ ولهذا كثير من علماء النفس يؤكدون على أن كل واحد منا يريد أن يؤكد ذاته في الواقع أن يعيش حر طليق لا تقيده قيود الآخرين، ولكن نحن ـ ولله الحمد ـ مسلمون، تحكمنا الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى العادات والتقاليد.

ولكن بالنسبة لمشكلتك أنت، فيجب أن يكون لك الحرية الكاملة في اختيار التخصص الذي ترغبين فيه، ولا يحق لأهلك أن يتدخلوا في دراستك، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى حكمة وروية، وحاولي ألا تصطدمي بأهلك! إذا رأيت أحداً من الأسرة تثق فيه العائلة، وكلامه مسموع، فحاولي أن تقنعيه بأن يكلمهم، أو أحد من الأقارب يكون له وزن في الأسرة.

وهذا الأمر ـ أختي الفاضلة ـ يحتاج إلى صبر وهدوء، وأنصحك بعدم الغضب، أو النرفزة، أو كثرة التفكير، ابتعدي عن الأفكار السلبية! حاولي أن تعيشي دائماً في تفاؤل! املئي عقلك بالأفكار الإيجابية! لديك طموح، واعزمي على نفسك أنك تستطيعين صعود السلم، وارتقاء المجد بإذن الله تعالى!

واعتبري هذا الأمر عبارة عن منعطف في طريق نجاحك، وسرعان ما ينتهي، فالإنسان الناجح الواثق في قدراته بعد الله تعالى لا يمكن أن تهزه هذه الرياح العابرة! فاثبتي على ما أنت عليه! واجعلي شعارك دائماً الحكمة، والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن!

وبالله التوفيق!



أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تخصص في مجال لا أجد نفسي فيه، فأين الطريق؟ 1006 الثلاثاء 21-07-2020 06:21 صـ
أصبح الطب كابوسا بعد أن كان أجمل أحلامي! 695 الأربعاء 24-06-2020 01:32 صـ
هل أواصل في تخصصي أم أبحث عن تخصص آخر؟ 835 الاثنين 04-05-2020 02:54 صـ
كيف أحدد هدفي وشغفي؟ 1901 الاثنين 18-05-2020 04:55 صـ
أجتهد كثيرا في دراستي ولكن النتيجة عكسية، فماذا أفعل؟ 1565 الأحد 26-04-2020 03:57 صـ