أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : البقاء مع الزوج دون الحصول على الحقوق الزوجية بعد الضرب والإهانة

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد تزوجت، وهذا الزواج هو زواجي الثاني، وبعد الزواج تناقشت مع زوجي في أمورٍ كثيرة، ووضحت له أني لا أرغب في الفشل مرةً أخرى، وبعد أشهر طلقني لسببٍ بسيط جداً، وبعدها بثلاثة أيام راجعني، واشترط علي أن أتكفل بجميع مصاريفي الشخصية، ولأنني أحلم ببناء أسرةٍ واستقرار، وأريد الستر والعفاف، ومن باب مساندة الزوج ومعاونته وافقت، علماً بأنني كنت له نِعم الزوجة، فلم أقصر في حقوقه وواجباته، وبعدها بفترةٍ هجرني بسببٍ اختلفنا في تحديده، فلقد مررت بفترةٍ توقف فيها راتبي، فطلبت منه مالاً سبق وأن وضعته عنده أمانة لمثل هذا الظرف، إلا أنه أنكر أن سبب غضبه هذا الأمر، بل في كل مرة يدعي عدم التوافق، مع أننا لا نختلف إلا نادراً، ووضع شروطاً للاستمرار في حياتنا، وهي تكفلي بجميع مصاريف الحياة من إيجارٍ للبيت، ومصاريف، وكل شيء.
وبعد فراقٍ ليس بالقليل، وبعد أن استخرت الله ودعائي له إن كان لنا خيراً في بعضنا أن نعود ويرزقني منه الولد وافقت، وكلي أمل أن يفتح الله قلب هذا الرجل، ويقابل الحب بالحب، وينور الله بصيرته، ويتراجع عن موقفه، علماً بأنه مقتدر، ولا أدري هل إن كنت أخطأت بقولي له: لا أريد الفشل، فأخذ يذلني بذلك، واستمر زواجنا سنة، وقدّر الله أن أحمل، ففرحت فرحاً عظيماً، وهو أيضاً فرح، فقد كان يريدني أن أحمل؛ لأنه يحب الأطفال، ولمست أنا تعلقه بأولاده، فهو لا يستغني عنهم، حتى في يومي كان يذهب لهم، ولم أمنعه أو حتى أناقش معه هذا الأمر، فهم لهم الحق، وكنت على يقين أنني عندما أنجب سيحظى ولدي بهذه الرعاية من هذا الأب الرائع، ولعل أن يكون هذا الابن هو السبب في تغيير أبيه للأحسن، ولكن فرحتي لم تدم طويلاً، فبعد شهر فقط طلب مني أن أشتري له أرضاً، وسيضمن لي كل حقوقي المادية، أي سيرد المبلغ فيما بعد (علماً بأنه أنكر الأمانه بحجة أنه صرفها علي) فرفضت؛ لأن التسيد يتطلب عدة سنين لا تتفق مع شروطه الملقاة على عاتقي، ولكنني ما نطقت برفض، ولم يمهلني فرصة لأشرح له الأسباب، فطلقني، فقلت له: اتق الله فيّ، فأنت لديك بنات، هل ترضى أن يُفعل بهم هكذا؟ ولم أر إلا الصفع والركل بقدميه على صدري وبطني ووجهي وكل أنحاء جسدي، حتى أغمي علي.

الآن وبعد مرور شهور، الجنين في أحشائي يتحرك، وهو لم يتحرك أو يتراجع، فأنا أحبه رغم كل تصرفاته معي وعدم تقديره لي، وغيرها من الأمور، إلا أنه يعز علي أن يعيش ابني بلا أب.

ما رأيكم في هذا الزوج؟ وهل ظلمني؟ فمشاعر القهر والظلم تُشغلني عن السنن والنوافل والأذكار لا إرادياً، كما أني أصبحت أعاني من آلام شديدة جسدية ونفسية وليست عضوية، وخمولاً وبكاء بدون سبب، وتدهور في صحتي.

هل أطلب منه أن أبقى على ذمته وأفتح أنا بيتي فقط يرعى ابنه، وأبقى معه مجردة من كل الحقوق! فأنا لا أريد منه أي شيء، وليس هذا باختياري، لكن هذا ما يتضح من تصرفاته معي، وهل أستطيع التأقلم مع هذا الوضع والصبر؟!!

أنا محتارة في هذا الأمر، ففي طلبي هذا امتهانٌ لكرامتي، ولكن أشعر أني قد أكون أحسن حالاً.

أصبحت تأتيني هواجس كثيرة من أني قبيحة، علماً بأنني لست كذلك، لكن نسبة الجمال تختلف من شخصٍ إلى آخر، وأحياناً أقول: لهذه الدرجة أنا سيئة، ولا أستحق أن أكون زوجة، حتى ما في أحشائي لم يشفع لي، هل هو يشك فيّ، أو في أنه ليس بابنه؟! علماً بأنني متدينة وتُعجبه هذه الصفة فيّ، والحمد لله فأنا أتمسك بديني جيداً، وأخاف الله في السر والعلن.

هل أطلب منه أن أبقى على ذمته وأفتح أنا بيتي فقط يرعى ابنه، وأبقى معه مجردة من كل الحقوق! طبعاً أنا مجبرة على ذلك!

كما أنني لا أنوي الخوض في تجربة ثالثة، فلن أتحمل عواقبها، وليست عندي الشجاعة، كما أني بكل أسف أحبه!

أنا محتارة في طلبي؛ لأن فيه امتهاناً لكرامتي، خصوصاً أنه قد لا يقبل به، علماً بأنني حاولت الصلح أكثر من مرة فكانت إجابته قاسية جداً، لذلك تركت الاتصال به، كما أنني أيضاً لا أحب أن يتدخل أهلي، لأني أريده أن يعود من نفسه.

أفيدوني عاجلاً، جزاكم الله خيراً.


مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يفرج كربتك، وأن يعطف عليك قلب زوجك، وأن يبارك لك في ولدك ومالك.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فبدايةً أقول لك: كان الله في عونك، وجبر خاطرك، وجعل لك من لدنه ولياً ونصيراً، وأرى أن ما أنت فيه شيءٌ طبيعي جداً من رجل أخذك، رأى فيك أنك استراحة يأوي إليها عند الحاجة، أما هي فيجب عليها مقابل ذلك أن تتفانى في تقديم جميع الخدمات، ولا حق لها في الرفض أو الإنكار أو الاعتراض، ولذلك: صبرٌ جميل يا أم محمد، وهذا ما فهمته من تصرفات زوجك معك، فمن المستحيل أن تكون هذه الحياة هي الحياة الطبيعية التي كفلها الشرع للمرأة، أو التي تتمناها أي امرأة مهما كانت ظروفها.
لقد استغل زوجك حرصك على نجاحك، ورغبتك في عدم تكرار الفشل كوسيلة للضغط عليك، على اعتبار أنك قطعاً ستقومين بتنفيذ ما يطلب دون نقاش أو حوار، لذلك أرى ألا تتصلي به، وأن تتفرغي لنفسك، وتتهيئي لاستقبال الأمل المشرق الذي نسأل المولى جل جلاله أن يجعله عوضاً لك عن هذا الحرمان وذاك الامتهان.
ولا أفضل طلب الطلاق؛ لأن زوجك أحرص عليه منك كما هو واضح، وإنما دعي الأمور لله وحده، وحافظي على قدر من كرامتك، ولا تحاولي الاتصال به كحل مؤقت، واعتبري نفسك غير متزوجة وإنما أرملة مات عنها زوجها، وترك لها ذكرى جميلة تعوضها خيراً إن شاء الله، إن جاءك فكوني له نعم الزوجة، ولا تعاتبيه في شيء، وإنما أظهري أنك فرحة بقدومه، وليس لديك مانع من التضحية المعقولة، وأنك في نفس الوقت مستعدة أن تواصلي السير بدونه اعتماداً على الله وحده الذي لا يخيب رجاء عبده فيه، وطمعاً في رحمة الله أن يمن عليك بمن يؤنس وحدتك ويبدد وحشتك، ويعوّضك عن أبيه خيراً.
فأقبلي على الله، واشغلي نفسك بذكره وطاعته، وأكثري من الدعاء أن يقدر الله لك الخير، وأن يهدي قلب زوجك، وأن يعطفه عليك، وأن يقر عينك بولدٍ صالح بار رحيم يعوض ما فات من آلام وأحزان، واعتمدي على الله، واعلمي أن المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وستكونين أسعد حالاً مستقبلاً بإذن الله.


وبالله التوفيق .


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني نفسيا من سوء ما مررت به، فما الحل؟ 3186 الاثنين 20-07-2020 03:13 صـ
ضرب زوجي لي أمام أخته أحدث لي آثارًا سيئة، فكيف أتجاوز ذلك؟ 2673 السبت 11-07-2020 08:59 مـ
أعاني من الوحدة والاحتياج العاطفي لانشغال زوجي الدائم، أفيدوني. 6757 الاثنين 06-07-2020 02:24 صـ
أحببت زوجي كثيراً ولكنه صار يسبني ويزعجني 1850 الخميس 02-07-2020 04:30 صـ
زوجي يخاصمني لفترات طويلة بلا سبب، فماذا أفعل؟ 2541 الأربعاء 01-07-2020 05:40 صـ