أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جميلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اعلمي أن المشكلة، مع زوجك تكمن في كيفية تعاملك مع المشكلة، وليس في وجودها في حياتك، فأي مشكلة تصيب الإنسان تكون كبيرة في البداية ثم تتلاشى شيئاً فشيئاً حتى تنتهي -بإذن الله تعالى-، وتكون أيضاً مؤقتة غير دائمة على عكس كافة الأمور التي تبدأ صغيرة ثم تكبر، وهذه سنة الحياة، والسعداء في حياتهم الزوجية هم الذين يتعاملون مع المشكلة على اعتبارها مؤقتة وزائلة، وأنها مرحلة انتقالية، ويجب أن تكوني إيجابية في تصرفاتك تجاه هذه المشكلة، وهذه فرصة أتيحت لك -أختي الكريمة- للتعلم والاستفادة بروحٍ عالية ونفسية مطمئنة، كما أن الاعتراف بالواقع أمرٌ هام في علاج المشكلة، والأمر الذي تتكلمين عليه أمرٌ طبيعي، فقد تجدين من الرجال من لا يحب لزوجته أن تضع المساحيق والمكياج بل تبقى على طبيعتها، ويُفضل ذلك، وهذا راجعٌ أيضاً إلى البيئة التي يعيش فيها زوجك، فربما أنه نشأ في بيئةٍ يرى فيها أمه وأخته تضع الكحل فقط، أو أنه أُصيب بردة فعل من الواقع الذي يراه من فساد واختلاط يجعله يكره وضع المكياج، وهذا يتطلب منك دوراً كبيراً لتحقيق السعادة الزوجية، وهذه السعادة والمحبة لا تأتي بوضع المكياج أو المساحيق، ولكن السعادة تنشأ من تبادل الحب والمودة، ووجود الثقة بين الزوجين والطاعة للزوج، وأنا أنصحك أن تكوني مطيعةً لزوجك في كل ما أمرك به، وما دام الأمر يقتصر على المكياج فقط فهذا أمرٌ سهل وهين، فحاولي أن تحتوي هذه المشكلة، ووسعي بالك، واطمئني، ولا تفكري كثيراً، ولا تعط هذه المشكلة أكبر من حجمها.

أما بالنسبة لقولك من أن الرجال يجب أن ينجرفوا وراء المرأة المتبرجة، فبالطبع -كما ذكرتِ- هذه فكرة خاطئة، فنحن نريد من الرجال أن يبحثوا على المرأة الصالحة الملتزمة المحتشمة التي تحفظ جسمها وعرضها وشرفها من أنظار الناس، لأنها درة ثمينة وجوهرة غالية، والإسلام ولله الحمد قد حفظها ورعاها، وأمرنا بأن نتزوج بذات الدين، كما قال صلى الله عليه وسلم: (فاظفر بذات الدين تربت يداك).
وبالله التوفيق.