أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : لا أنام بسبب الأفكار التي تطاردني عن المستقبل والمرض، فما الحل؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 23 سنة، غير متزوجة، وظروفي لا تسمح لي بالذهاب إلى طبيب نفسي، فأتمنى أن تساعدوني وتقفوا معي، فأنا -والحمد لله- أصلي وأقرأ القرآن والأذكار، وأدعو الله أن يساعدني.

منذ ثلاث سنوات وأنا أعاني من هذه المشكلة، والتي أبعدتني عن أهلي، حيث أعاني من قلق وأرق وتوتر، فأختي كانت تعاني من عدم النوم، ولم تنم لمدة ثلاثة أسابيع، وكنت أخاف أن يصيبني ما أصابها، لكنها بعد فترة شفيت.

وجاءتني أفكار أنني لن أنام، فكانت ليلة دوام بعد العودة من الإجازة، وكان طبيعيا أن يكون نومي مضطربا، لأنني كنت أسهر ليلا، واستمرت الأفكار لدرجة كنت أداوم وأنا مواصلة، وأعود من الدوام ولا أرغب في النوم، بعدها أصبحت أرغم نفسي على النوم.

والآن أنا في إجازة، وصرت لا أنام ليلا أبدا، حتى إن لم أنم وقت القيلولة، أستمر يقظة، وقد تعودت النوم في النهار، وإذا سمعت ضجيجا فإنني لا أستطيع النوم، حتى صرت أكره إخواني حينما يزوروننا مع أطفالهم، وطلبت منهم أن يسكتوا أطفالهم، فأنا لا أتحمل أي صوت، فلم يستطيعوا السيطرة على أطفالهم، وهم يأتون لزيارتنا كل جمعة وسبت، فلا أستطيع النوم خلال هذا اليومين، وهذا جعلني لا أحب مجيئهم، وإن كنت قبل هذه المشكلة أنتظر زيارتهم بشوق وحب، أما الآن فإن تفكيري يكون مشغولا بالنوم، وقد جربت استخدام سدادة الأذن، ولكنها لم تنفع.

أتمنى أن تساعدوني لكي أرجع كما كنت، وتصفوا لي دواءً بلا أعراض جانبية مثل زيادة الوزن وغيرها.

مشكلتي الثانية: عندما كنت طالبة في المدرسة، كنت أحب أن أشارك في الفصل، ومرة طلبت مني المعلمة أن أرسم على السبورة، فقمت وأنا طبيعية، ولكنني عندما أردت أن أرسم، صارت يدي ترتجف، ولم تتوقف عن الرجفة، ومن بعدها صارت يدي ترتجف كلما حاولت تقديم القهوة للضيوف، فإنها تسقط مني.

ومرة كنت في معمل الكيمياء في الجامعة، فلم أستطع أن أضع المادة في الأنبوب من الارتجاف، وهذا الشيء يحرجني، حتى أن الدكتورة سألتني: ما بك؟ وأعطتني شوكولاتة، معتقدة أنني لم أفطر.

صرت أرتبك وأرتجف في كامل جسمي كلما قابلت أحدا، وتأتيني أفكار سلبية عن المستقبل، وأفكار تشاؤمية عن إصابتي بأمراض، ساعدوني جزاكم الله خيرا، لا تتركوني، علما أنني أستخدم الأنفرانيل منذ أيام قليلة دون استشارة طبيب، ولم ألاحظ أي تغير في حالتي.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mnoy 11 113 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

المشكلة الأولى بسيطة وكذلك المشكلة الثانية أيضًا بسيطة جدًّا، وهناك رابط قوي بين المشكلتين، هذا الرابط هو أنه من الواضح عندك شيء من سمات القلق المرتبط بشخصيتك، وتركيبتك النفسية والسلوكية، وهذا لا نعتبره مرضًا أبدًا، هذه مجرد ظاهرة بسيطة.

تفكيرك حول النوم وسطحية النوم لديك ناتجة من القلق، وليس أكثر من ذلك، والقلق في بعض الأحيان قد يتحول إلى قلق وسواسي، مما يجعل الإنسان يوسوس حول الأمر، وفي حالتك الوسوسة حول النوم، وهذا يؤدي إلى المزيد من القلق والتوتر، مما يُحتِّم سطحية النوم وعدم الاستمتاع به.

المشكلة الثانية والتي حدثت لك أيام الدراسة، كانت دليلاً واضحًا أن النواة القلقية عندك موجودة، ويُعرف أن المواجهات الاجتماعية على وجه الخصوص قد تجعل الإنسان يُصاب بشيء من الرهبة، التي تظهر في شكل ارتجاف وعدم ارتياح.

الحالتان بسيطتان - إن شاء الله تعالى – وأنت كل الذي تحتاجينه هو: أن تتجاهلي مشكلة اضطراب النوم، وتنظمي نومك من خلال تجنب النوم النهاري، مومارسة الرياضة، عدم شرب الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساءً، وتثبيت وقت الفراش – هذا مهم جدًّا – أي أن تذهبي إلى النوم في وقت معروف، حتى تترتب الساعة البيولوجية لديك، وتُصبح منضبطة مما يساعدك على النوم.

أذكار النوم مهمة جدًّا، وهي لا شك فاعلة وشافية لاضطراب النوم. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: التعبير عن الذات وعدم الاحتقان، لأن الاحتقانات النفسية، حتى وإن كانت بسيطة، تتحول إلى قلق داخلي، وأحد علامات القلق: هو عدم الشعور بالارتياح، وعدم النوم الجيد والمُنعش.

أنا أرى أن التكثيف من تطبيق تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفُّس التدريجي وقبض العضلات وفكِّها، كما أوضحنا ذلك بتفصيل وبسيط في استشارة بموقعنا والتي تحت رقم (2136015)، أرجو أن ترجعي لهذه الاستشارة وتطبقي هذه التمارين بدقة، حتى تستفيدي منها.

أريدك أيضًا أن تكوني إيجابية في حياتك، وأن تُحسني إدارة وقتك، وأن تحرصي على بر والديك، هذا كله يؤدي إلى استرخاء نفسي داخلي ممتاز.

ولا بأس أبدًا من أن تتناولي دواء بسيطًا مثل عقار يعرف تجاريًا باسم (أنفرانيل Anafranil) والذي يُعرف علميًا باسم (كلومبرامين Clomipramine) بجرعة بسيطة جدًّا، وهي خمسة وعشرون مليجرامًا ليلاً لمدة شهرٍ، ثم اجعليها عشرة مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء، سوف يُحسِّن نومك، ويزيل قلقك والوسوسة حول النوم، وهو سليم جدًّا، وليس إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، والجرعة صغيرة جدًّا في حالتك، كما أن مدة العلاج مدة قصيرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1564 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3862 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2480 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1232 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2201 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ