أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : معاناة مع النسيان.. فما توجيهكم لي؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم

أعاني من صعوبة التركيز، والنسيان، والشرود الذهني، مما يشكل لي تعبا، هو النسيان.
ومن أمثلة النسيان، قبل أيام سألتني ابنة عمي: متى كان موعد عودتنا من السفر؟ فلم أتذكر متى أتينا، والواقع أننا أتينا قبل أسبوع، لم أتذكره تحديداً، إلا عندما سألت أختي، ثم جلست أعد معها لأعرف بالتحديد.

وأيضاً زواج فتاة من جماعتي، كان يوم الأربعاء، وذهب أهلي، ويوم السبت سألتني أختي: متى كان الحفل؟ فلم أتذكر الأشياء التي منذ مدة، مثلاً أتذكر أنني قبل رمضان بأسبوع ذهبت للطبيب، وتناولت الدواء لمدة أسبوع، أتذكر أيضاً، زواج ابن خالتي، وتاريخه، رغم أنه حصل في شهر 8 هجري، ونحن الآن 11هجري.

أشعر بالحزن بسبب النسيان، وعدم التركيز, ذهني مشوش، وأريد أن أركز في أي موضوع، ولكنني أشعر بصعوبة في التركيز، وصعوبة أيضاً في تذكر الأحداث التي تحدث خلال الأسبوع.

حدث لي أمر في السنة الماضية، أخشى أن يكون قد أثر علي، وسبب لي ما أشعر به الآن، فقد كنت قلقه جداً لأمر ما، وكان يصحاب قلقي حيال الأمر البحث عنه في الكتب والشبكة العنكبوتية، كان البحث حول أمر وسواسي استمر لمدة أربعة أيام، شعرت بعدها بألم في الرأس في منطقة فوق الأذن بامتداد العين إلى الخلف، فوق الأذن، وكان ألماً شديداً ثم ذهب عندما أرحت نفسي.

الألم نفسه يأتيني الآن، إذا فكرت في شيء، أو قمت بمجهود ذهني، وفي حين استرخائي يذهب، أريدكم أن ترشدوني إلى سبب علتي، وما سبب ما أشعر به؟ لأنني تعبت من هذا الموضوع، وأموري جميعها معطلة، بسبب ما أشعر به.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مطمئنة النفس م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعتقد أن سبب شرود الذهن وعدم التركيز الذي تعانين منه، وبقية الأعراض التي ذكرتها، من الانغماس في التفكير والأفكار بشدة، وكذلك ما انتابك من شعور وسواسي وألم بالرأس، هذا كله ناتج من القلق النفسي أيتها الفاضلة الكريمة، والقلق قد لا يكون له أي مسببات، قد يكون جزءًا من البناء النفسي لشخصية الإنسان، ونشاهد ذلك كثيرًا لدى الناس الحسَّاسين، حيث يكون قلقهم قلقًا مقنعًا، ينعكس على طريقة تفكيرهم، أو تركيزهم، أو على وظائف أجسادهم.

أنت من الملاحظ أن أعراضك تخف أو تختفي عند الاسترخاء، وهذا دليل قاطع على أن القلق هو العامل الرئيسي في أعراضك.

إذًا أيتها الفاضلة الكريمة، اسعي دائمًا أن تكوني مسترخية، وهذا يمكن الوصول إليه من خلال التفكير الإيجابي، وتحقير الفكر السلبي، والتدرب الدقيق على تمارين الاسترخاء، هذه يمكن أن يُعلمك إياها أحد المختصين في الصحة النفسية، أو يمكنك أن ترجعي لاستشارة إسلام ويب والتي هي تحت الرقم (2136015)، وتطبقي تفاصيلها الواردة فيها، فهي مفيدة جدًّا.

نقطة ثانية: أريدك أن تكوني معبرة عن ذاتك، لا تحتقني، لا تتركي الأمور البسيطة تتراكم، وتتضخم، وتتجسم، مما ينتج عنه نوع من القلق الداخلي، الذي يُشتت من تفكيرك.

نقطة أخرى: أخذ قسطًا كافيًا من الراحة، النوم الليلي المبكر دائمًا مفيد، الاهتمام بالتغذية أيضًا مفيد، وأريد أن ألفت نظرك لأمر مهم جدًّا، وهو تلاوة القرآن بتجويد وتدبر وتمعن، هذا يعطي انطلاقة عظيمة للفكر الإنساني، ويحسِّن من التركيز، ونعم مصداقًا لقوله تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت}.

نقطة أخرى ثالثة ومهمة جدًّا، هي: أن تجعلي لحياتك هدفًا، تخطيط، برامج واضحة، التزود بالعلم، تطوير المهارات الاجتماعية، المشاركات الأسرية الإيجابية...الخ، هذا كله فيه دفع إيجابي جدًّا بالنسبة لك.

النقطة الأخيرة هو أنه لا مانع أن تتناولي أحد مضادات القلق والتوتر، وهي كثيرة جدًّا، وجُلّها مفيدة، أعتقد أن عقارا بسيطا مثل (فافرين)، والذي يعرف باسم (فلوفكسمين)، بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً، يتم تناوله بعد الأكل، تستمرين عليه لمدة شهرين، وبعد ذلك تجعلينها مائة مليجرام ليلاً، لمدة شهرين آخرين، ثم انتقلي إلى الجرعة الوقائية، وهي: خمسون مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء، يتميز هذا الدواء بأنه بسيط، وغير إدماني، وغير تعودي، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2480 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
لماذا استمرار القلق والاكتئاب رغم تغيير الدواء؟ 2988 الأربعاء 29-07-2020 04:34 صـ
ما سبب تسارع ضربات القلب والكتمة رغم سلامة التحاليل؟ 6597 الأربعاء 29-07-2020 05:53 صـ
أعاني من حالة نفسية سيئة، كيف الخلاص؟ 1957 الاثنين 20-07-2020 04:01 صـ
ما زلت أعاني من القلق والتوتر وأخشى من الأدوية، أفيدوني. 3158 الثلاثاء 21-07-2020 02:58 صـ